عربي ودولي

مع تزايد الضغوط الداخلية عليه وسط أعمال العنف ضد المسلمين في بريطانيا … ستارمر: لن نسمح بانتهاك القانون والنظام في شوارعنا

| وكالات

مع تصاعد الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر فيما يتعلق بسياساته الداخلية والخارجية، أكد الأخير، عزم حكومته على «عدم السماح بانتهاك القانون والنظام في شوارع البلاد»، على خلفية أعمال العنف المتصاعدة من جماعات يمينية متطرفة.

وحسبما ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أمس قال ستارمر في مؤتمر صحفي: «نحن دولة لن تسمح بنشر الخوف وزرع الانقسام والكراهية في مجتمعنا، ولن نسمح بانتهاك القانون والنظام في شوارعنا تحت أي ظرف كان»، وأشار ستارمر إلى أن المتطرفين اليمينيين هاجموا المساجد وأدوا «التحية النازية».

ووصف رئيس الوزراء البريطاني التظاهرات التي قام بها المتطرفون اليمينيون بأنها «ليست احتجاجات بل جرائم بحق القانون»، وقال: «سنضع حداً لذلك نيابة عن الشعب البريطاني الذي يريد حماية قيمه وضمان أمنه»، وذكر أنهم سيضعون لوائح قانونية جديدة في الشرطة ضد حوادث العنف بعد الاجتماع مع كبار مسؤولي الشرطة والسلطات القضائية.

وتوجه ستارمر إلى شركات منصات التواصل الاجتماعي، بالقول: «إن العنف تتم تغذيته على الإنترنت، هذه جريمة ترتكب على منصاتكم، يجب أن ينطبق القانون في كل مكان»، وعن المعلومات المضللة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، قال ستارمر: «إن الإشادة بالعنف على الإنترنت جريمة وليس حرية تعبير».

وأول من أمس الأحد، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية، أنه سيتم توفير تدابير أمنية إضافية للمساجد التي تبلغ عن تهديدات يمينية متطرفة من خلال لائحة إضافية وضعت لـ«خطة الأمن الوقائي للمساجد» التي تم تفعيلها العام الماضي من أجل المساجد والمدارس الإسلامية.

وفي وقت سابق الأحد، حاول متطرفون يمينيون في مدينة روثرهام البريطانية، إحراق فندق يُحتجز فيه مهاجرون وطالبو لجوء، أثناء تظاهرة لمئات المتطرفين الذين تجمعوا تلبية لدعوة رابطة الدفاع البريطانية اليمينية المتطرفة «EDL» الداعية لاتخاذ إجراءات مناهضة للمهاجرين ومعادية للمسلمين.

وتكثفت الاحتجاجات التي نظمتها الرابطة بعد حادثة طعن وقعت في مدينة ساوثبورت مطلع الأسبوع الحالي، وقُتل فيها 3 أطفال وأصيب 10 آخرون بينهم 8 أطفال، وبعد الحادثة نشرت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي اليمينية المتطرفة والمواقع الإخبارية أن المشتبه فيه هو لاجئ مسلم جاء إلى البلاد العام الماضي، ورغم إعلان الشرطة أن المشتبه فيه شاب يبلغ من العمر 17 عاماً وولد في عاصمة ويلز كارديف، إلا أن جماعات يمينية متطرفة نظّمت تظاهرات في ساوثبورت ضد المسلمين والمهاجرين، وهاجمت مسجداً في المدينة ونظموا لاحقاً احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، وأحرقوا يوم الجمعة الماضي مركزاً للشرطة في سندرلاند.

في السياق، قال الصحفي البريطاني روشان محمد صالح: إن أعمال العنف العنصرية والمعادية للإسلام التي نظمتها الجماعات اليمينية المتطرفة، بعد حادث الطعن في ساوثبورت ببريطانيا، مثيرة للقلق، وإن «المسلمين في البلاد لا يشعرون بالأمان»، وأشار إلى أن الحسابات المجهولة المصدر على الإنترنت تهدف إلى نشر «الإسلاموفوبيا» والخوف ضد المسلمين.

وذكر أن هذه الحسابات موجودة لنشر معلومات كاذبة عن المسلمين، وتصويرهم على أنهم «إرهابيون، وعنيفون، وكارهون للنساء، ومتعصبون»، ولفت إلى أن عبارة «الحقيقة مخفية عنا» لزعيم حزب الإصلاح البريطاني اليميني المتطرف نيغل فاراغ أثارت الأحداث، وقال صالح: «عندما تكون في البرلمان في هذا البلد، يمكنك أن تقول ما تريد دون خوف من الملاحقة القضائية»، وأضاف: «هذا ما يسمى الامتياز البرلماني، وبالتالي يمكنه مهاجمة المسلمين من منبره البرلماني ولن يحدث له شيء»، وأوضح أن الأزمة الاقتصادية أحد أهم أسباب الغضب تجاه المسلمين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن