الخبر الرئيسي

خامس يوم في جنيف بلا حوار وبلا وفود معارضة! وكيري يدعو «معارضة الرياض» للمشاركة رغم «القصف الروسي».. وغاتيلوف يؤكد على «وفدين للمعارضة» … الجعفري: مازلنا في المرحلة التحضيرية.. ودي ميستورا وعدنا بلوائح أسماء المعارضين اليوم

| جنيف – الوطن

خمسة أيام مرت على وجود وفد الحكومة السورية في جنيف دون أي حوار أو وفود معارضة معلنة ومعروفة الهوية والتشكيل، وسط أجواء تخبط وضيعان لم يشهدها أي مؤتمر حوار سابق في جنيف أو غيرها، وسببها أولاً الأداء الضعيف نسبياً للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، وتأخر وفود المعارضة بالوصول إلى جنيف ثانياً، مع أن عدداً من المعارضين قد يصلون اليوم بتأخير ربما متعمد في منحهم تأشيرات دخول وحجوزات الطيران!
وخلافاً لما أعلنه المبعوث الأممي رسمياً مساء أول من أمس، بعد لقائه وفداً من معارضة الرياض حول بدء الحوار السوري السوري في جنيف، قال رئيس وفد الحكومة بشار الجعفري: إن «الحوار لم يبدأ وما زلنا في المراحل التحضيرية»، وبعد ظهر أمس، اعتذر وفد معارضة الرياض عن التوجه للقاء دي ميستورا كما كان مقرراً، متذرعاً بجدول اجتماعات مزدحم، وضارباً عرض الحائط بالمواعيد الرسمية التي تعطى لكل وفد، الأمر الذي ينذر بخروجهم نهائياً من الحوار في حال لم يحضروا اليوم للقاء دي ميستورا والإجابة على أسئلته واستفساراته، ولاسيما حول شكل الوفد الذي سيشارك في الحوار وعددهم وأسمائهم وصفاتهم.
وفي المقابل سيلتقي وفد «الديمقراطيين العلمانيين» اليوم بالمبعوث الأممي بعد ضغط روسي وطلب لاحترام نص الدعوة التي أرسلت إليهم والمطابقة للدعوة التي تلقتها معارضة الرياض التي هددت بالانسحاب كلياً في حال مشاركة وفد ثان في حوار جنيف.
الجعفري في تصريح للإعلاميين بعد جلسة مباحثات استمرت قرابة الثلاث ساعات مع دي ميستورا وفريق عمله، أوضح أنه تبين للمبعوث الأممي «أننا فعلاً لا نزال في المراحل التحضيرية لأن بدءها يحب أن يعلن بحضور جميع الوفود المشاركة وبعد تحديد هويتهم وعددهم».
وعلمت «الوطن» من مصادر في الأمم المتحدة أن دي ميستورا وعد بتسليم وفد الحكومة السورية اليوم لوائح بالوفود وأسماء المعارضين المشاركين دون أن يحدد موعداً جديداً مع الوفد بما أن جوابه يحتاج إلى لقاء كل الوفود الموجودة في جنيف أولاً.
وحول ما دار في المباحثات مع دي ميستورا، قال الجعفري: إننا أثرنا مع المبعوث الأممي قضية مشاركة فصائل إرهابية في وفد معارضة الرياض، ووعد ببحث هذا الأمر مع وفد المعارضة. وذكر الجعفري بأن القرار 2254 ينص على أن تشكيل وفود المعارضة يتم من قبل السوريين وليس السعوديين أو غيرهم!
وأضاف الجعفري: «طالبنا وفد الرياض بإدانة التفجيرات الانتحارية التي حصلت منذ أيام في السيدة زينب وكل الأعمال الإرهابية التي يقوم بها تنظيما داعش والنصرة على غرار البيان الذي صدر بالإجماع عن مجلس الأمن مساء أول من أمس، وليثبتوا حرصهم على أرواح كل السوريين».
وشدد الجعفري على أن وفد الحكومة جاء إلى جنيف دون شروط مسبقة استناداً إلى الدعوة التي تلقاها والقرار 2254، وهو يرفض الحديث عن أي شروط مسبقة للطرف الآخر.
وفي الجلسة مع دي ميستورا طرح الوفد السوري عدة تساؤلات حول المسائل الإجرائية ومصير المعارضين الموجودين في جنيف منذ أيام وما دورهم وطالب بتوضيحات حول هذه المسائل.
من جهته قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي من أبوظبي إن موسكو تنطلق من مبدأ أن وجود وفدين للمعارضة السورية في جنيف هو حالة مؤقتة وأن وجودهما لا يعرقل العمل تحت رعاية المبعوث الأممي، معرباً عن دعم روسيا لجهوده. وأعلن لافروف أن موسكو لفتت انتباه الجانب السويسري إلى صعوبات يعاني منها بعض المشاركين في حوار جنيف بالحصول على تأشيرات دخول ما أخر وصول كل المعارضين الذين يمثلون «لقاء موسكو» و«مؤتمر القاهرة»، متمنياً عدم حصول مثل هذه العوائق مستقبلاً.
وبالنسبة لمشاركة ممثلين عن ميليشيا «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» في وفد معارضة الرياض قال لافروف: «مشاركتهم تأتي بصفتهم الشخصية فقط، ودون أي اعتراف بهما كشريكين في التسوية، وبشرط أن يقبلوا أولاً بأحكام قرار مجلس الأمن رقم 2254 بما في ذلك الرفض المطلق للإرهاب والتخلي عن الأنشطة المتطرفة والعنف والالتزام بمبدأي وحدة الأراضي السورية، وأن السوريين وحدهم من يقرر مصيرهم»، وأضاف: «هذا لا يعني اعترافاً بالتنظيمين المرتبطين بتنظيم القاعدة الإرهابي وتورطا في أعمال إرهابية كثيرة».
وفيما دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس وفد معارضة الرياض إلى المشاركة بالمباحثات رغم القصف الروسي، أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ضرورة أن تبدأ المباحثات في جنيف من دون شروط مسبقة، موضحاً أن هناك وفدين للمعارضة هما «مجموعة الرياض» وأخرى تعرف بـ«مجموعة لوزان»، وأن هذين الوفدين سيكونان شريكين لوفد الحكومة السورية في المحادثات.
وفي اتصال لـ«الوطن» معه أكد أمين عام «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» المعارضة في سورية محمود مرعي المتواجد حالياً في جنيف، أن وفداً من معارضة الداخل سيجري لقاء مع مكتب دي ميستورا بناء على طلب المكتب، لكن «لم يتم تحديد موعد اللقاء، ومن الممكن أن يتم اليوم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن