من دفتر الوطن

حكومة رجال.. ومن خلقوا ليكونوا وزراء

| عبد الفتاح العوض

القضية ليس لها علاقة بالجندر لا ذكر ولا أنثى، بل الحديث عن صفات الرجولة وبالتحديد صفات رجال الدولة.

الوزير الرجل هو الذي لا ترتجف يداه وهو يكتب قراراته ولديه الشجاعة للدفاع عنها، الوزير الرجل الذي لا ينتظر الأوامر والتوجيهات ليقول كلمته.

الذي لا يحابي أحداً على الخطأ، ولا يجامل في قراراته، ولا يأخذ من هذا ليعطي هذا، الوزير الرجل الذي يعلن رأيه في الاجتماعات بشكل واضح وصريح، لا أن يكتفي بذلك في الغرف المغلقة وفي جلسات النميمة أو في الدس على الآخرين.

الوزير الرجل الذي يمتلك مهارة اختيار من حوله، وأن يدافع عنهم لا أن يتخلى عنهم ويعتبر أياً منا صالحاً ليكون كبش فداء.

الرجل الذي يصدح بالحق ويعترف بالأخطاء ويمتلك القدرة على مواجهة الآخرين.

الوزير الرجل الذي يقدم للناس وللإعلام الأجوبة عن أسئلتهم، ولا يختبئ في مكتبه ولا ينطق إلا بتوجيه.

الوزير الرجل الذي لا يكون الكرسي أهم منه ومن كرامته.

هذه بعض.. أقول بعض من صفات الرجولة وكل ما تحدثت عنه هو الصفات الشخصية، ولم نتحدث عن الكفاءة العلمية والخبرة الفنية، بل نتحدث هنا عن مهارات الذات وكاريزما الشخص لا كاريزما المنصب أو الكرسي.

خلال الفترة الماضية لم نحظ كثيراً بشخصيات قيادية، بل حصلنا على مجموعة كبيرة من الموظفين الكبار الذين كبروا بالمنصب ولم يكبر المنصب بهم، وللأمانة فقد أدى معظمهم دور الموظف بكل كفاءة، لكن المطلوب لم يكن دوماً دور الموظف.. ربما كان ذلك مطلوباً في بعض المواقع التي لها خصوصية ما في زمن الحرب، لكن أكثر المواقع لا تحتاج إلى موظفين، بل تحتاج إلى أصحاب قرار، وإلى أهل المبادرات وذوي الإمكانات الفردية المميزة. هناك من يقول من أين تأتي بهؤلاء؟ بل البعض يقول إنهم غير موجودين أصلاً، ولا يوجد الكثير ممن تجتمع فيهم هذه الصفات، لأن البيئة في العمل العام لم تساعد على ولادة مثل هؤلاء.

ربما يجد البعض في هذه الحجج مسوغاً لاختيار أفضل الأسوأ أو الأقل سوءاً، لكن لدي ثقة أن المجتمع السوري لديه الكثير من هؤلاء الأشخاص الذين امتلكوا الصفات الشخصية المميزة، وأن الظروف والبيئة العامة إن توافرت يمكنهم القيام بأعمال مهمة، وسورية الآن تحتاج لهذه النماذج من المسؤولين..

نعم بحاجة إلى وزراء خلقوا ليكونوا وزراء وليس مجرد موظفين كبار.

أقوال:

• إني أميز الرجال بعقلي لا بعيني.

• الرجل يكره هؤلاء الذين يضطر للكذب أمامهم.

• الرجل العظيم يعمل والرجل الضعيف يتمنى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن