شؤون محلية

حماة وحمص.. عدم تعاون بالمياه … مدير المياه يُحمّل المسؤولية للكهرباء ولدرجات الحرارة

| حمص- يوسف بدور

تلقت «الوطن» العديد من الشكاوى حول معاناة الكثير من الأهالي في حمص وريفها من قلة المياه وعدم وصولها بشكل كاف، مناشدين الجهات المعنية في حمص عموماً ووزارة الموارد المائية خصوصاً بإيجاد حل مناسب لمشكلة المياه في المحافظة، ولاسيما في ريفها الشرقي الذي يئن من العطش منذ سنوات طويلة على الرغم أنه يحوي ست آبار «آبار الشومرية» وهي تغذي محافظة حماة ومن المفترض أن يتم ضخ المياه للريف الشرقي لحمص من بئرين من تلك الآبار كحل إسعافي.

وحسب الشاكين فإن المشكلة لم تحل لأسباب عديدة منها عدم تعاون مياه حماة مع مياه حمص والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي ما يستوجب مد خط كهربائي معفى من التقنين لتلك الآبار لحل المشكلة بنسبة كبيرة، كما أن الريف الغربي لحمص ليس أفضل حالاً وهو الذي يملك عدداً كبيراً من الآبار والينابيع فالمياه تصل للمواطنين كل شهر مرة في أحسن الأحوال والسبب حسب رد بعض المسؤولين المعنيين على شكاوى المواطنين هو انقطاع الكهرباء وقلة مادة المازوت اللازمة لتشغيل مجموعات الديزل الموجودة في محطات الضخ، إضافة لتعطل بعض مجموعات الديزل واستغراق وقت طويل لإصلاحها من دون وجود بديل لتأمين مياه الشرب للناس، مؤكدين أيضاً أن الريف الجنوبي للمحافظة ليس أفضل حالاً.

وأضاف الشاكون: ما يزيد الطين بلة هو مزاجية مراقبي الشبكة الذين يتحكمون في وصول المياه لمنازل المواطنين ولا يمارسون عملهم بمهنية بل تحكمهم أهواؤهم الشخصية ومصالحهم الخاصة «حسب العديد من الأهالي»، ما جعل تجارة المياه تزدهر في تلك المناطق وساهم في ارتفاع سعر خزان المياه سعة 5 براميل ليلامس 100 ألف ليرة، ما يزيد من الضغط على كاهل رب الأسرة ويحمله أعباء مادية إضافية ليس بمقدور الجميع تحملها.

أما في المدينة فهناك بعض الأحياء تضخ لها الماء بشكل يومي، على حين بعض الأحياء تضخ المياه فيها كل 3 أيام مرة ويتزامن وصول المياه مع انقطاع الكهرباء وبالتالي لا يستفيد الأهالي من الضخ إلا بشكل ضئيل جداً، ويناشد العديد من الأهالي في مدينة حمص عبر «الوطن» الجهات المعنية بإيجاد حلول جذرية لمشكلة المياه بحمص وتخليصهم من معاناة تتجدد كل عام مع حلول فصل الصيف.

مدير المياه يرد

من جهته أكد مدير مياه حمص المكلف عمار الحسين أنه في هذه الفترة من السنة ما يسمى «أشهر التحريق» ينخفض منسوب المياه في جميع الآبار، ولاسيما في المنطقة الشرقية ما يؤدي لانخفاض غزارة الآبار، إضافة للتأثير الكبير للتقنين الكهربائي في كميات الضخ ومدد ساعات العمل ما يستوجب تشغيل مجموعات التوليد لساعات طويلة، ما يتسبب بزيادة أعطال مجموعات التوليد، وبالتالي الانقطاع المتكرر للضخ الذي يؤثر في وصول المياه لجميع المشتركين.

وفي تصريح لـ«الوطن» لفت الحسين إلى أنه تمت زيادة المخصصات من مادة المازوت اللازمة لتشغيل المولدة في بئر قرية فاحل في ريف حمص الغربي لزيادة ساعات الضخ للقرية، مضيفاً: أما في قرية القبو فتم استثمار بئر جديدة بغزارة 20 م3/سا ما يخفف لحد ما من الاختناق المائي وحالياً تتم دراسة مد خط معفى من التقنين لبئر القرية ومن المفترض أن يوضع في الخدمة قريباً.

أما في قرية تل حوش أكد الحسين أنه يتم الضخ من محطة تل حوش عبر بئرين في نبع الخليفة بعد غزارة 130م3/سا ولكن نتيجة عطل طارئ في مجموعة التوليد ذات الاستطاعة 250 kva توقف الضخ، وتم تأمين مجموعة توليد باستطاعة 200 kva إلا أنها لا تستطيع تشغيل سوى بئر واحد بغزارة 80م3/سا ما أثر في كميات الضخ للقرى التي تتغذى من تلك الآبار مؤكداً أنه خلال الأسبوع القادم ستتم إعادة المجموعة الأساسية بعد صيانتها.

وبما يخص الريف الشرقي لفت الحسين إلى تعطل مجموعة الديزل جراء ساعات العمل الطويلة والاستخدام الجائر لمياه الشرب من قبل بعض المواطنين أثناء ضخ المياه، كسقاية المزروعات وملء برك المياه الخاصة بالسقاية وهذا ما يسبب في عدم وصول مياه الشرب للأهالي، ولاسيما القاطنين في منازل بعيدة نسبياً عن مصدر مياه الشرب، منوهاً بأنه يتم حالياً حفر بئر جديد في منطقة حوض الشومرية لدعم تغذية القرى الأكثر بعداً عن المصدر الأساسي.

وأشار الحسين إلى أنه قبل نهاية العام الحالي سيتم تنفيذ العديد من المشاريع لتحسين الواقع المائي في المحافظة منها مد خط معفى من التقنين لمحطة دحيريج ما سيزيد من غزارة المياه الواصلة لحمص بحوالي 20 ألف م3 يومياً، ومد خط معفى من التقنين لمحطة صخ خزان الزهراء في المدينة، إضافة لمشروع موسع لتأمين طاقة شمسية للٱبار في الريف ولاسيما الريف الغربي مبدئياً، لافتاً إلى أن هذه المشاريع ستسهم بشكل كبير في مشكلة المياه في محافظة حمص ريفاً ومدينة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن