«وول ستريت جورنال»: تحديات تواجه واشنطن مقابل الهجوم الإيراني المرتقب … مسؤولون أميركيون: صعوبات أمام تشكيل تحالف للدفاع عن الكيان
| وكالات
أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» وشبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركيتان أن الولايات المتحدة تواجه تحدياتٍ جديدةً مع الحديث عن اقتراب الرد الإيراني على إسرائيل، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وأشارت «وول ستريت جورينال» إلى أن الإدارة الأميركية، التي تعمل على «صدّ الهجوم على إسرائيل»، تواجه مجموعةً من التحديات في سعيها لتكرار ما قامت به في نيسان الماضي، حين ساعد تحالف متعدد الجنسيات، يضمّ دولاً عربيةً، الاحتلال في مواجهة مئات الصواريخ والمسيّرات الإيرانية في عملية «الوعد الصادق»، التي نفّذتها إيران رداً على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
وفي السياق، ذكرت «وول ستريت جورنال» أن مسؤولي إدارة بايدن «يشعرون بالقلق أيضاً من أن الهجوم الإيراني قد يكون مصحوباً هذه المرة بضربات من حزب الله»، وسائر قوى محور المقاومة، في محاولة لإرباك الدفاعات الإسرائيلية، والآن، فإن قائد القيادة الوسطى الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، موجود في إسرائيل، تماماً كما كان في نيسان، وكما في ذلك الحين أيضاً، شكّلت الولايات المتحدة فريقاً مشتركاً مع الإسرائيليين في «تل أبيب»، بهدف تنسيق الدفاع الصاروخي ضدّ إيران، وفقاً للصحيفة.
وبينما تواجه الولايات المتحدة في الوقت الحالي مهمة الدفاع عن كيان الاحتلال من هجوم إيراني آخر، فإنّها تواصل أيضاً العمل لـ«إعادة الاستقرار إلى المنطقة»، على حدّ قول الصحيفة، التي تابعت إن احتمال اندلاع حرب قد يعرقل المساعي المتعثّرة للرئيس الأميركي، جو بايدن، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي «أصبحت محوريةً لدبلوماسيته في الشرق الأوسط، وإرثه في السياسة الخارجية».
كذلك، ذكرت «وول ستريت جورنال» أن إدارة بايدن «كانت حريصةً على عدم انتقاد» العدوان الإسرائيلي على طهران علناً، لكنها كانت «تضغط على جميع الأطراف لخفض التصعيد»، ونقلت عن ديفيد شينكر، الذي شغل منصب المسؤول الأعلى لوزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط خلال إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، قوله إنه «يعتقد أن إدارة بايدن محبطة مما تراه عمليات إسرائيلية أحادية الجانب، لا تأخذ الحسبان المصالح الأميركية بشكل كاف».
ويوم الأحد الماضي، كشفت «وول ستريت جورنال» رفض إيران المساعي الأميركية والعربية لتخفيف ردّها على اغتيال هنية، وقالت إن الولايات المتحدة وحكومات أوروبية وعربية شريكة لواشنطن، نقلت رسالةً إلى إيران تطالبها بـ«عدم التصعيد».
في السياق ذاته، نقلت شبكة «أيه بي سي نيوز» الأميركية عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن واشنطن تواجه عقبة أشد صعوبة هذه المرّة لتشكيل تحالف للدفاع عن إسرائيل في وجه الرد الإيراني المتوقع، وقال المسؤولون الأميركيون إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ وزراء خارجية مجموعة السبع «جي 7» في مكالمة، الأحد الماضي، أن «الرد من إيران وحزب اللـه قد يبدأ في غضون 24 إلى 48 ساعة المقبلة»، وتابع(بلينكن) إن الولايات المتحدة ليس لديها صورة واضحة عن خطة إيران، مشيراً إلى أن «الهجوم قد يحدث خارج تلك النافذة الزمنية».
ولفت المسؤولون الأميركيون حسب الشبكة إلى أن الهدف الرئيس وراء مكالمة بلينكن كان تشجيع دول مجموعة السبع على استخدام أي تكتيك متاح لها لدفع إيران وحزب اللـه إلى الحد من حجم أي ضربة، ما يقلل من احتمال إرهاق شبكات الدفاع الجوي الإسرائيلية وإلحاق أضرار جسيمة يمكن أن تشعل حرباً إقليمية شاملة.
وشدد المسؤولون على أن الولايات المتحدة تحاول تشكيل تحالف للدفاع عن إسرائيل، كما حدث في الرد الإيراني على استهداف قنصليتها في دمشق، مؤكدين في الوقت عينه أن الدبلوماسيين الأميركيين يواجهون عقبة أشد صعوبة هذه المرة لأن العديد من الشركاء الدوليين يرون أن «بعض» تصرفات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وخاصة ما يتعلق باغتيال هنية في إيران، استفزازية بلا داع.
وعلى غرار «وول ستريت جورنال»، تحدثت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن أن الولايات المتحدة تجد صعوبة في تحديد متى سيأتي الرد الإيراني والشكل الذي سيتخذه، وأضافت إن الولايات المتحدة استعدّت الإثنين لرد إيراني حتى مع استمرار حالة عدم اليقين العميق حول متى سترد إيران؟ وإلى أي مدى قد تذهب؟
عدم اليقين النسبي أدى إلى ترك إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في موقف دفاعي في حين تحاول حشد الحلفاء والضغط على إيران لعدم التصعيد، حسب الشبكة الأميركية، ووفقاً لمسؤولين أميركيين تسابق إدارة بايدن الزمن لمحاولة منع الوضع من التحول إلى حرب شاملة، حتى مع تعبير المسؤولين بشكل خاص عن تشككهم في إمكانية تقييد إيران.