عربي ودولي

الصين دعت مواطنيها في لبنان إلى توخي الحذر.. وبوريل حذر من حرب «مجهولة الأبعاد» … طهران: سنرد على اغتيال هنية والشائعات حول توقيفات في إيران كاذبة

| وكالات

أكد المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران، أصغر جهانغير، أن إيران ستردّ بالتأكيد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وستوظف كل قدراتها الداخلية والدولية لهذا الشأن، على حين حذرت الصين، أمس الثلاثاء، مواطنيها من السفر إلى لبنان ودعت رعاياها هناك إلى «الاستعداد لحالات الطوارئ».

وحسب وسائل إعلام إيرانية، جدّد جهانغير اتهام الولايات المتحدة بلعب دور في اغتيال هنية، متحدثاً عن العمل على مقاضاتها دولياً، مؤكداً أن المزاعم الأميركية حول السلام «كاذبة»، وأنّ واشنطن «تدعم وتدير الجرائم الصهيونية والانقلابات العسكرية»، كما لفت جهانغير إلى أنه تم تشكيل ملف للتحقيق بشأن اغتيال هنية، مشيراً إلى أن نتائج التحقيق «ستُعلَن لاحقاً»، مؤكداً أن كل «الشائعات حول توقيفات في الداخل الإيراني كاذبة ولم يتم توقيف أي شخص في الملف».

وبعيد انتهاء زيارة إلى طهران أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، أنه ناقش، خلال زيارة العمل التي قام بها إلى إيران، الأحداث المأساوية الأخيرة في طهران والوضع المتدهور في الشرق الأوسط ككل.

والتقى شويغو، الاثنين بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري.

وقال شويغو، حسب وكالة «تاس» الروسية: «شملت القضايا التي تمت مناقشتها في اللقاء مع الرئيس الجديد وأمين مجلس الأمن، العالم كله، وتناولنا مجموعة كاملة من القضايا، بدءاً من سورية، وبالتأكيد، هناك أحداث مثيرة للقلق على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، وكذلك الأمر بالنسبة للأحداث المأساوية الأخيرة التي وقعت في طهران».

وفي وقت سابق أمس، زار القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية، علي باقري كني، مكتب حركة حماس في العاصمة الإيرانية طهران لتقديم واجب العزاء باستشهاد هنية، مؤكداً إخفاق الكيان الإسرائيلي في قطاع غزّة، ومشدداً على أن إيران «لن تدخر جهداً لدعم الشعب الفلسطيني».

من جانبه، قال ممثّل حركة حماس في طهران، خالد القدومي: إن «الكيان الإسرائيلي تجاوز كل الخطوط الحمر الدولية، ويجب القيام بردٍ حازم على هذا الكيان حتى لا يجرؤ على ارتكاب الجرائم مرةً أخرى»، مضيفاً: إن «دم الشهيد هنية سيعزّز مقاومة المؤمنين، وسيكون بداية زوال الكيان الإسرائيلي».

وفي بيانه رقم 3 الذي صدر قبل أيام، أوضح حرس الثورة الإسلامية في إيران ملابسات «العملية الإرهابية الصهيونية التي أدّت إلى اغتيال إسماعيل هنية»، وأشار إلى أن هذه العملية جرت عبر «إطلاق مقذوف قصير المدى برأس حربي وزنه 7 كيلوغرامات، من خارج محيط مكان استقرار الضيوف»، مؤكداً مسؤولية كيان الاحتلال الإسرائيلي «بدعم من الحكومة الأميركية المجرمة عن التخطيط والتنفيذ للعملية».

في الغضون، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني ناصر كنعاني أن الغرب خسر شرفه وكرامته في الحرب على غزة، حسب ما أفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية التي نقلت عن كنعاني قوله في منشور له: في قاموس أميركا وأوروبا، يعد الأشخاص والجماعات الذين يدافعون عن أرضهم ضد قوات الاحتلال الأجنبية ويقاتلون من أجل الدفاع عن منازلهم وعائلاتهم وكرامتهم الإنسانية ضد جيش عدواني مدجج بالسلاح وقاتل للأطفال والنساء، «إرهابيين»، وأن من يدعم هذا الشعب المظلوم المحتل يكون داعماً للإرهاب! في حين كيان الاحتلال قاتل أكثر من 40 ألف إنسان خلال 10 أشهر، نحو 10 آلاف منهم من الأطفال، ليس إرهابياً، بل يستحق التشجيع وكل أنواع الدعم السياسي والأمني والعسكري والسلاح! وأكد كنعاني أن الغرب خسر شرفه وكرامته في الحرب على غزة وأظهر انهياراً أخلاقياً وانحداراً حضارياً.

في الأثناء، حذر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل من أن التصعيد في الشرق الأوسط يودي بالمنطقة إلى شفا حرب «مجهولة الأبعاد»، جاء ذلك في منشور على منصة «إكس»، أمس الثلاثاء، تعليقاً على آخر التطورات في المنطقة.

وأشار بوريل إلى تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، وحذر من أن هذا الأمر أودى بالمنطقة إلى شفا حرب «مجهولة الأبعاد»، وشدد على ضرورة «عرقلتنا جميعاً وقوع كارثة جديدة»، واعتبر أن «المسار الذي أمامنا قائم بنسبة كبيرة على التوافق، وقال بوريل: إن مسار التوافق هذا يتطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار بقطاع غزة، مؤكداً أن جميع من يعرقلون «خفض التصعيد، « سيتحملون مسؤولية ما يجري الآن ولاحقاً.

في الغضون، حذرت الصين، أمس الثلاثاء، مواطنيها من السفر إلى لبنان ودعت رعاياها هناك إلى «الاستعداد لحالات الطوارئ»، وأشارت وزارة الخارجية الصينية وسفارة بكين لدى بيروت في بيان مشترك، إلى تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، وأن الوضع في المنطقة «خطر ومعقد»، حسب ما نقلت وكالة «الأناضول» عن صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست».

ودعت بكين مواطنيها الذين يفكرون في السفر إلى لبنان قريباً إلى «توخي الحذر»، كما حذرت رعاياها والمنظمات الصينية في لبنان إلى الاستعداد لحالات الطوارئ وزيادة الإجراءات الأمنية، وطلب البيان من المواطنين الاتصال بالشرطة وسفارة بكين في بيروت في حالة الطوارئ، مذكراً أن الصينيين الذين يسافرون إلى لبنان رغم التحذيرات «قد يواجهون مخاطر أمنية كبيرة».

في سياق منفصل، أعلن مسؤول في الجيش الإيراني افتتاح مركز متطور للحرب الإلكترونية ومشروعات البنية التحتية في شرق إيران، وأفادت وكالة «مهر» للأنباء، بأن قائد قوة الدفاع الجوي للجيش الإيراني العميد علي رضا صباحي فرد أعلن أمس الثلاثاء أن الجيش افتتح مركزاً متطوراً للحرب الإلكترونية في شرق إيران مزوداً بنظام دفاعي.

وأشار صباحي فرد إلى أن الخبراء العسكريين في الجيش يبذلون قصارى جهدهم للاستفادة من كل القدرات لتحسين الجاهزية القتالية والقوة العملياتية لقواتهم، وشاركت مجموعة من كبار المسؤولين العسكريين في حفل افتتاح مركز الحرب الإلكترونية المسمى «جنكال» باللغة الفارسية وهو اختصار لكلمتين فارسيتين تعنيان الحرب الإلكترونية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن