لمراقبة وقف إطلاق النار على طول 97 كيلو متراً من الحدود في مناطق هيمنة «قسد» … مراقبون لـ«الوطن»: قاعدة عين العرب السورية- الروسية لضبط الحدود وإبطال ذرائع أردوغان
| حلب- خالد زنكلو
استكملت قبل أيام القوات المسلحة لروسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية إنشاء قاعدة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، في المنطقة القريبة من الحدود السورية-التركية، وفق ما أعلن نائب رئيس مركز التنسيق الروسي في سورية العقيد البحري أوليغ إيغناسيوك في بيان لم يتطرق إلى الهدف من تأسيس القاعدة العسكرية، لكن وكالة «تاس» الروسية للأنباء ذكرت أن الهدف منها «مراقبة نظام وقف العمليات القتالية بين الأطراف المتنازعة».
مراقبون للوضع الميداني في مناطق هيمنة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، المدعومة من واشنطن، شمال وشمال شرق سورية، رأوا أن إنشاء القاعدة العسكرية السورية- الروسية المشتركة في عين العرب، يشكل تحولاً مهماً لفرض الاستقرار في أهم المناطق الإستراتيجية المتنازع عليها ونزع فتيل التفجير عبر إبطال ذرائع وحجج أردوغان لاحتلالها.
وبينت المصادر لـ«الوطن» أن الغرض من تأسيس القاعدة منع إدارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من احتلال عين العرب، التي طالما هدد وأركان إدارته باحتلالها لوصل مناطق نفوذ جيش الاحتلال التركي في حلب شمال البلاد مع مناطق شمال شرقها في الرقة والحسكة.
وأعربت المصادر عن قناعتها بأن إقامة القاعدة العسكرية في مثل هذا التوقيت الذي يسوده التوتر، يسهم في «طمأنة» إدارة أردوغان بالحيلولة دون تنفيذ أعمال عدائية قد تنطلق من عين العرب إلى داخل الأراضي التركية، ما يسهم في توفير نوع من الحماية للحدود التركية في هذه المنطقة المضطربة، التي طالما شهدت قصفاً مدفعياً وجوياً من الجيش التركي باتجاه مدينة عين العرب ومحيطها لاستهداف نقاط «قسد» العسكرية ومتزعميها، ما أودى بحياة الكثير من السكان المدنيين.
وأشارت إلى الدلائل المهمة لإنشاء قاعدة عين العرب على طول الحدود السورية المشتركة للمنطقة مع تركيا، والبالغة 96.6 كيلو متراً من أصل نحو 909 آلاف كيلومترات إجمالي طول الحدود السورية-التركية، أي ما مقداره 10.6 بالمئة من طول الحدود.
وتطلب أنقرة من دمشق، من خلال عمليات التفاوض لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين، نشر الجيش العربي السوري على طول حدود البلدين، التي يسيطر جيش الاحتلال التركي وميليشياته على جزء منها، وتمد «قسد» نفوذها على حدود مناطق أخرى شرق الفرات، ومن هنا تأتي أهمية القاعدة العسكرية السورية- الروسية المشتركة في عين العرب لمراقبة العمليات القتالية والحدود، وعلى مساحة كبيرة.
المصادر المراقبة لفتت إلى أنه من دون موافقة «قسد» ما كان يمكن إقامة هذه القاعدة العسكرية، لتهدئة الوضع الميداني في المنطقة ولوقف التصعيد العسكري من جيش الاحتلال التركي بانتزاع ذريعة تسلل عناصر من الميليشيات إلى الداخل التركي أو قصف مناطق فيه.