الدرع الاجتماعية الإنكليزية إيذاناً ببدء الموسم الإنكليزي الطويل … ديربي مانشستر بين طموحات اليونايتد وثأر السيتي
| خالد عرنوس
تقام بداية من الساعة الخامسة عصر بعد غدٍ السبت مباراة الدرع الاجتماعية الخيرية لكرة القدم التي تجمع عادة بطل البريميرليغ وبطل كأس الاتحاد وهي المواجهة التي تقام قبل أسبوع على انطلاق الدوري الإنكليزي الممتاز، وهاهي تجمع قطبي مدينة مانشستر، السيتي حامل لقب البريميرليغ في أربعة مواسم أخيرة وصاحب السطوة في بلاد أم الكرة وجاره الأكبر اليونايتد بطل الكأس الأقدم في العالم والزعيم القديم للمدينة وأحد كبار الكرة في بلاد الإنكليز، وهي مواجهة تحمل الكثير من الإرث التاريخي بين فريق يطمح لمواصلة هيمنته على مقدرات البطولات المحلية وآخر عريق يسعى لاستعادة عرشه الضائع على مستوى الدوري المحلي بعدما نجح بخطف أكثر من لقب على مستوى الكؤوس في السنوات الأخيرة، وكذلك هي حلقة جديدة من المواجهة بين المدربين بيب غوارديولا وإيريك تين هاغ، حيث يسعى الأول للثأر على حين يطمح الثاني لتأكيد أهليته بمجاراة الفيلسوف الإسباني.
نظرة تاريخية
هي بمنزلة كأس السوبر الإنكليزية على غرار المواجهة بين بطلي الدوري والكأس في البلدان الأخرى، وعلى الرغم من أنها لا تحتسب بين الألقاب الرسمية هناك إلا أنها تقام تحت إشراف الاتحاد الإنكليزي وتدخل ضمن المنافسات المعترف بها محلياً وقد انطلقت عام 1908 على أن تجمع بطلي الدوري الكأس وفي حال كان البطل واحداً فإن وصيف بطل الدوري يواجه البطل في المباراة التي يذهب ريعها إلى الجمعيات الخيرية ومنها نسبة للفريقين المتباريين اللذين يوزعان هذا العائد على مشاريع اجتماعية وخيرية.
وكان نظام مباراة الدرع ينص على إنهاء المباراة في حال التعادل ومن ثم يحتفظ كل ناد منهما بالدرع لستة أشهر، ولذلك نجد بعض أبطالها مكررين قبل أن يتغير هذا النظام مطلع التسعينيات مع تأسيس البريميرليغ، وعندها أصبح لزاماً فوز أحد الفريقين خلال الوقت الأصلي أو التمديد واللجوء إلى ركلات الترجيح، وعليه انتهت 10 مباريات بهذه الطريقة آخرها في العام الماضي ومنها 5 مرات لليونايتد.
ويحمل مانشستر يونايتد الرقم القياسي لهذه المسابقة بـ21 مرة منها 4 مرات بالمشاركة يليه الآرسنال بـ18 مرة منها مرة واحدة بالمشاركة ثم ليفربول بـ16 مرة منها 5 مرات بالمشاركة، ويأتي إيفرتون رابعاً بـ9 مرات وتوتنهام 7 مرات ثم مان سيتي بـ6 مرات، وتوج 25 فريقاً بالدرع ومنها 3 أندية اكتفت بلقب وحيد بالمشاركة.
ديربي مانشستر
يكفي معرفة أننا سنتابع حلقة جديدة من مواجهات قطبي مدينة مانشستر في مباراة الدرع لعام 2024 لنترقب الحدث الكبير، فهي إعادة لنهائي النسخة الأخيرة من كأس الاتحاد الإنكليزي (أقدم مسابقة على وجه الأرض) ويومها قلب اليونايتد المعطيات وخرج فائزاً بهدفين لهدف وهو اللقاء الذي حدث مرتين خلال الموسمين الأخيرين ففاز السيتي عام 2023 بالنتيجة ذاتها، وإذا عدنا إلى التاريخ فالعداء قديم بين الفريقين اللذين تقابلا للمرة الأولى 1881 وكلاهما لم يكن من الأسماء الحالية، فاليونايتد كان يدعى نيوتن هيث بينما السيتي كان يعرف بسانت ماركس، ولم تكن أجواء المنافسة عدائية بين الفريقين حتى نهاية الحرب العالمية، وحتى السبعينيات كانت المواجهات بينهما تنافسية داخل الملعب فقط وحدث بعض الأمور على المستطيل أثرت فيما بعد على المواجهات القادمة والحدثان كان بطلهما جورج بيست الذي كسر قدم لاعب من السيتي وزميله السابق في اليونايتد دينيس لو والذي سجل هدفاً للسيتي ساهم بسقوط اليونايتد إلى الدرجة الثانية أيامها.
أخذت بعدها لقاءات الفريقين منحىً أكثر إثارة وخشونة إلا أن تراجع السيتي في العقدين التاليين قلل من حدة المواجهات حتى نهاية حقبة السير فيرغسون قبل 12 عاماً والذي ترافق مع صعود السيتي الذي سيطر على معظم البطولات المحلية وخاصة الدوري بينما لم يعد المانيو لمنصة هذه المسابقة الأهم.
مواجهات وسجل
تاريخياً تقابل الفريقان 193 مرة في كل المسابقات والغلبة للشياطين الحمر بواقع 79 فوزاً مقابل 61 للمواطنين وتعادلا 53 مرة والأهداف 275/273، ومنها مرتان فقط على الدرع الخيرية ففاز اليونايتد عام 1956 بهدف وكرر الفوز عام 2011 بنتيجة 3/2، وشهدت مباريات الديربي الفوز الأعلى في موسم 1925/1926 لمصلحة السيتي بنتيجة 6/1 وهي النتيجة التي تكررت عام 2011، أما الفوز الأعلى لليونايتد فجاء بنتيجة 5/صفر قبل ثلاثين عاماً بالتمام والكمال، وفاز السيتي 6/3 في عام 2022 في المباراة الأغزر، وعدا المرتين اللتين جمعتهما الدرع تواجه الفريقان في ثلاث مناسبات تتويجية، فتقابلا في نهائي كأس الاتحاد في العامين الأخيرين وتبادلا الفوز ولم يسبق لهما أن تقابلا في نهائي كأس الأندية المحترفة.
وقد استطاع الفريقان الظفر مجتمعين بـ103 ألقاب بين محلي وقاري، والتفوق لليونايتد الذي توج بطلاً للدوري 20 مرة وكأس الاتحاد 13 مرة وكأس المحترفين 6 مرات و21 مرة على مستوى الدرع، إضافة إلى 8 بطولات خارجية على مستوى دور الأبطال (3) ومرة في كأس الكؤوس والسوبر الأوروبي والإنتركونتيننتال ومونديال الأندية، وبالمقابل توج السيتي بطلاً للدوري 10 مرات و7 مرات بكأس الاتحاد و8 مرات بكأس المحترفين و6 بالدرع، إضافة إلى أربع بطولات خارجية بواقع مرة واحدة لدوري الأبطال وكأس الكؤوس والسوبر الأوروبي ومونديال الأندية.
كفتان متعادلتان
على الرغم من تفوق السيتي على معظم الأندية في بلاده منذ أصبحت ملكيته للإمارات وحتى على جاره اليونايتد من حيث البطولات والألقاب وحتى على مستوى المواجهات المباشرة، إلا أن الشياطين الحمر لم يستسلموا للسيتزينز وبالتالي فقد كانت النتائج بينهما متقاربة بعيداً عن أفضلية السماوي على كل من يواجهه من حيث السيطرة والاستحواذ والأداء والفرص المباشرةوخاصة في ثماني سنوات أخيرة أي منذ قدوم بيب غوارديولا كمدرب، وتعد النتائج منذ قدوم المدرب تين هاغ خير دليل على مقدرة اليونايتد على مجاراة جاره بل الفوز عليه، رغم أنه بدأ بهزيمة قاسية بنتيجة 3/6 إلا أنه ردّ بالفوز 2/1 وخسر ثلاث مرات متتالية قبل أن يفوز 2/1 وهذه المرة عن جدارة في المواجهة الأخيرة بنهائي ويمبلي في أيار (مايو) الماضي.
وبالعودة إلى استعدادات الفريقين للموسم الجديد نجد أن النتائج لم تكن جيدة للفريقين فاليونايتد خسر من روزنبرغ والآرسنال وليفربول وفاز على بيتيس وغلاسكو رينجرز على حين خسر السيتي من السلتيك وميلان وتعادل مع برشلونة وفاز على تشيلسي، ومع القناعة بأن كل هذه النتائج لا تعطي الصورة الكاملة فإن المعطيات تنبئ بقمة مثيرة وخاصة في حال اكتمال صفوف الفريقين، فعلى جاني السيتي هناك فيل فودين وهالاند وغريليش ودي يروين وأكانجي وستونز وجيرمي دوكو وبرناردو سيلفا وكايل وولكر وروين دياز ورودر، والغائب الأبرز المهاجم الأرجنتيني يوليان ألفاريز الذي اقترب كثيراً من الرحيل إلى الدوري الإسباني.
وعلى الجانب المقابل هناك برونو فيرنانديز وكاسميرو وسكوت مكتوميناي وكريستيان أريكسن وكوبي ماينو وأليخاندرو غاراناتشو وجوني إيفانز والقادم الجديد جوشوا زيركزي، ويغيب ليني يورو المدافع الجديد للإصابة وراسموس هويلموند كذلك وتحوم شكوك حول جاهزية راشفورد وليندلوف وكذلك بيساكا الذي ربما ينتقل خارج أولدترافورد.