عربي ودولي

موسكو كبدت القوات الأوكرانية المهاجمة لكورسك مئات القتلى.. والنيجر قطعت علاقاتها معه … بوتين: نظام كييف يرتكب استفزازاً واسعاً ويستهدف عشوائياً المنشآت المدنية

| وكالات

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن نظام كييف يرتكب استفزازاً جديداً عبر مهاجمة المنشآت المدنية في مقاطعة كورسك جنوب غرب روسيا، جاء ذلك بعد محاولة مجموعة من القوات الأوكرانية أول من أمس الثلاثاء اقتحام بلدة حدودية في المقاطعة، على حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية تكبيد القوات المهاجمة خسائر فادحة منها مئات القتلى وعشرات الدبابات والمدرعات.

وتعليقاً على الأحداث في مقاطعة كورسك، قال الرئيس بوتين وفق ما نقلت وكالة «نوفوستي»: إن نظام كييف يقصف عشوائياً كل شيء بما في ذلك المنشآت المدنية، وذلك خلال ترؤسه اجتماعاً للحكومة الروسية، وجه خلاله بتقديم كل المساعدات الضرورية لمقاطعة كورسك التي تتعرض للقصف الأوكراني.

وفي بداية الاجتماع أمس الأربعاء تحدث بوتين عن الوضع في كورسك فيما يتعلق بالاستفزاز واسع النطاق الذي ارتكبته القوات الأوكرانية، وكلّف الرئيس الروسي، نائب رئيس الحكومة دينيس مانتوروف بتنسيق العمل في إطار تقديم المساعدة لسكان مقاطعة كورسك، وأكد وجوب مباشرة هذا العمل فوراً.

وقال بوتين: «قام نظام كييف باستفزازات كبيرة بما فيها القصف العشوائي على الأهداف المدنية بمختلف أنواع الأسلحة»، وأضاف: «كما تعلمون، قام نظام كييف باستفزاز آخر واسع النطاق ويطلق النار عشوائياً من مختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ على المباني المدنية والسكنية وسيارات الإسعاف».

هذا وقد حاولت مجموعة من عشرات الدبابات والمدرعات الأوكرانية وقوة من 300 فرد من قوات النخبة الأوكرانية أول من أمس الثلاثاء اقتحام بلدة حدودية في مقاطعة كورسك جنوب غرب روسيا، وأسفر الاعتداء عن مقتل فتاة وإصابة آخرين في البلدة التي استهدفتها قوة كييف «التخريبية».

وزارة الدفاع الروسية أعلنت بدورها تكبيد قوات كييف التي حاولت التوغل في كورسك 260 قتيلاً و7 دبابات و8 مدرعات وعشرات المركبات ومنصات الصواريخ معظمها غربية، وجاء في بيان للوزارة إن من بين خسائر قوات العدو المهاجمة مدرعتين من طراز «سترايكر» وجرافة هندسية و6 سيارات، وكاسحة ألغام وعربتي «بوك إم1» للدفاع الجوي ومحطة حرب إلكترونية، وأشار البيان إلى أن هذه الخسائر تكبدتها القوات الأوكرانية الليلة (قبل) الماضية في مناطق مقاطعة كورسك المتاخمة لمقاطعة سومي الحدودية الأوكرانية، في حين تواصل المروحيات الروسية تمشيط المنطقة، بينما توجه الطائرات الهجومية والمقاتلات ضربات موجعة لقوات كييف في العمق المحاذي لمنطقة الاعتداء.

بدورها حذرت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من نشر نظام كييف أخباراً مزيفة ومضللة عن محاولة اعتداء قواته على مقاطعة كورسك، والرد الموجع الذي تلقته، وذلك في تصريحات لراديو «سبوتنيك» أمس قالت فيها: أدرك أنه سيكون هناك الآن عدد كبير من الأخبار المزيفة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، لكن المتخصصين تمكنوا من تتبع تلك الأخبار والتنصل منها على الفور، أعتقد أننا سنرى الكثير من هذه الأخبار».

وقبل ذلك، نفت حكومة منطقة كورسك الأخبار المزيفة التي ظهرت بما سمي الهجوم الذي شنته القوات المسلحة الأوكرانية، التي نشرتها الخدمات الخاصة الأوكرانية، وحذر القائم بأعمال رئيس المنطقة مراراً وتكراراً من أن العدو يقوم باستفزازات إعلامية، ودعا إلى الثقة فقط في مصادر المعلومات الرسمية.

وأمر رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين بفتح قضية جنائية حول الهجوم على المناطق المأهولة بالسكان في منطقة كورسك، وأشارت اللجنة إلى أنه خلال الهجوم تعرضت المباني السكنية والإدارية ومرافق البنية التحتية المدنية للقصف، ما أدى إلى سقوط جرحى وقتلى من المدنيين.

في سياق متصل، أكدت زاخاروفا مواصلة روسيا لفت أنظار المجتمع الدولي إلى دعم نظام كييف للإرهاب في إفريقيا، وأشارت إلى إدراك موسكو جيداً أسباب قطع مالي علاقاتها مع كييف، وجاء في بيان صدر عن زاخاروفا أمس الأربعاء: «أعلنت الحكومة الانتقالية في مالي في الـ4 من الشهر الجاري قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا، ويعود ذلك إلى تصريحات مسؤولين أوكرانيين أكدوا دعم كييف جماعات إرهابية هاجمت قافلة للجيش شمال مالي أواخر تموز الماضي»، وأضافت: «سنواصل لفت أنظار المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لمثل هذه الممارسات البربرية لنظام كييف»، وأكدت أن طابع نظام كييف الإرهابي أصبح أكثر وضوحاً للعالم، حسبما نقلت وكالة «تاس».

كلام المتحدثة الروسية جاء قبل أن تلحق النيجر بمالي وتعلن هي الأخرى قطع العلاقات مع أوكرانيا، إذ أعلن المجلس العسكري في النيجر قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا بسبب تصريحات قال إنها: «أظهرت دعم أوكرانيا لمجموعات متورطة في القتال في مالي المجاورة التي أسفرت عن مقتل العشرات من الجنود الماليين ومقاتلي «فاغنر» الروس في تموز الماضي».

ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم المجلس العسكري في النيجر عبد الرحمن أمادو قوله، في خطاب متلفز: إن «النيجر قررت بكامل سيادتها التصرف تضامناً مع حكومة وشعب مالي بقطع العلاقات مع أوكرانيا اعتباراً من الآن»، مشيراً إلى أن «سلطات النيجر قررت التوجه إلى مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الأوكراني على البلاد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن