عربي ودولي

واشنطن تراجعت عن معاقبة كتيبة «نتساح يهودا» رغم جرائمها الموثقة … أميركيون مؤيدون للفلسطينيين يقاطعون للمرة الثانية خطاب هاريس الانتخابي

| وكالات

قاطع ناشطون أميركيون مؤيدون للشعب الفلسطيني خطاب نائب الرئيس الأميركي والمرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس خلال فعالية انتخابية لها في فينيكس عاصمة ولاية أريزونا الأميركية، في حين قررت الخارجية الأميركية التي لا تزال الداعم العسكري والسياسي الأول لإسرائيل، رغم الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال في قطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر، عدم فرض عقوبات على وحدة تابعة للجيش الإسرائيلي، متهمة بانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب انتهاكات جسيمة في الضفة الغربية في فلسطين المحتلة.

وحسب وسائل إعلام أميركية، ردد الأميركيون شعار «فلسطين حرة»، ما اضطر هاريس لقطع خطابها ومخاطبة الناشطين بالقول: إنها تدعم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتسعى لتحقيق ذلك، جاء ذلك بعد مقاطعة عدد من الأميركيين المؤيدين لفلسطين أيضاً في وقت سابق خطاب هاريس في ديترويت بولاية ميشيغان.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الهمجي على قطاع غزة وارتكاب المجازر المتتالية، في وقت تكتفي فيه الإدارة الأميركية بالحديث عن مساع لوقف إطلاق النار من دون اتخاذ موقف حازم للضغط على حكومة الاحتلال لوقف آلة القتل الإسرائيلية، بل على العكس فإنها تستمر بدعمها بالأسلحة وبالاعتراض على أي قرار دولي يدين إسرائيل.

من جانب آخر، أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مساء أول من أمس الجمعة، وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، أن واشنطن قررت عدم فرض عقوبات على كتيبة «نتساح يهودا»، وهي إحدى كتائب جيش الاحتلال التي ارتكبت انتهاكات جسيمة في الضفة الغربية، وذلك بعد أن كانت إدارة بايدن تعتزم فرض عقوبات عليها.

وتخضع كتيبة «نتساح يهودا»، وهي وحدة خاصة مُكوّنة من جنود «حريديم»، للتحقيق من جانب وزارة الخارجية الأميركية منذ أواخر عام 2022، في أعقاب حوادث عنف عدّة بحق الفلسطينيين في الضفة وهي متهمة بقتل عمر أسعد، وهو فلسطيني أميركي يبلغ من العمر 80 عاماً، في عام 2022.

ورغم اعتراف بلينكن بأن «الكتيبة ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان»، فإنه يعتقد أن الجيش الإسرائيلي «اتخذ خطوات كافية لمعالجة الوضع»، ووفقاً لمسؤول أميركي كبير، فقد «قدّم الجيش الإسرائيلي أدّلة على أن الجنديين المتورطين في حادثة القتل تمّ إبعادهما من المهمات القتالية ولن يتم استدعاؤهما للخدمة الاحتياطية»، على حد زعمه.

ووفق موقع «أكسيوس» الأميركي، فإن تراجع بلينكن عن فرض هذه العقوبات، يُعدّ بمنزلة «إنجاز دبلوماسي كبير» لغالانت، الذي أجرى في الأشهر الأخيرة محادثاتٍ مع بلينكن ومسؤولين أميركيين كبار آخرين في محاولة «لإثبات أن الجيش الإسرائيلي اتخذ خطوات لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان من أعضاء الكتيبة»، ويأتي هذا القرار في سياق حساس، إذ كان من الممكن أن يؤدي فرض العقوبات إلى الإضرار بجيش الاحتلال وبالعلاقات الإسرائيلية الأميركية.

ويدّعي القانون الأميركي أنه يحظر المساعدات الخارجية وبرامج التدريب التابعة لوزارة الأمن لوحدات الأمن والجيش ووحدات إنفاذ القانون الأجنبية المتهمة بشكلٍ موثوق بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، لكن ما ينص عليه القانون عكس الواقع، إذ لا تزال الولايات المتحدة الداعم العسكري والسياسي الأول لإسرائيل»، رغم الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال في قطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر، التي خلّفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمارٍ هائل ومجاعة وأمراض وأوبئة.

وفي العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من تشرين الأول الماضي على قطاع غزّة، شاركت الكتيبة في القتال في القطاع لأوّل مرّة منذ تأسيسها، وفي الثامن من آذار الماضي، أشارت تقارير إلى أن الكتيبة شاركت في عمليات في بيت حانون شمال قطاع غزّة، كما ساهمت الكتيبة في عمليات دهم وتدمير مبانٍ في القطاع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن