الاحتلال أقر بارتكابها.. وواشنطن قدمت المزيد من المليارات لدعم إسرائيل! … العالم «المرعوب» يندد بمجزرة «التابعين» في غزة ويعجز عن وقف الإبادة
| الوطن
من جديد مر خبر ارتكاب إسرائيل لمجزرة أخرى في غزة راح ضحيتها أكثر من مئة شهيد وعشرات الجرحى، مرور الكرام على الموقف الدولي والمنظمات الأممية ومسؤولي العالم، الذين اكتفوا بالتعبير عن صدمتهم وحزنهم على ما يجري وتمنياتهم على تل أبيب أن تتخذ إجراءات أكثر التزاماً خلال ممارستها لحرب الإبادة التي تشنها على مدنيي غزة منذ نحو عشرة أشهر من دون أن يكون هناك أي أفق لوقف ما يجري، ومنع هذه المجزرة التي لم يشهدها العصر الحديث.
العالم استيقظ أمس على مجزرة جديدة راح ضحيتها أكثر من مئة شهيد بينهم أعداد كبيرة من الأطفال، إضافة إلى أكثر من 150 مصاباً، استهدف فيها كيان الاحتلال مدرسة «التابعين» في حي الدرج بمدينة غزة التي تؤوي نازحين فلسطينيين، وذلك بعد أقل من 24 ساعة عن إعلان الولايات المتحدة شريكة الاحتلال في كل جرائمه، عن تقديم 3.5 مليارات دولار إضافية مساعدات عسكرية، كجزء من 14.1 مليار دولار خصصها الكونغرس في نيسان الماضي، وصفها المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني، بأنها «يوم آخر من الرعب في غزة».
جيش الاحتلال الإسرائيلي، أقر بارتكاب المجزرة بحق الفلسطينيين فجر أمس، حيث أعلن أن «طائرة أغارت بتوجيه استخباري لهيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك والقيادة الجنوبية على مدرسة التابعين التي تقع بجوار مسجد في منطقة الدرج والتفاح التي تستخدم مأوى لسكان المدينة»، وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، أن «عناصر حماس اتخذت مقر مدرسة التابعين للاختباء وللترويج لاعتداءات مختلفة ضد قوات الجيش وإسرائيل»، وهو ما نفته الفصائل والجهات الرسمية الفلسطينية بشكل قاطع.
وأمام فظاعة المجزرة، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني: «يوم آخر من الرعب في غزة بعد قصف مدرسة أخرى، ومقتل العشرات من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال وكبار السن»، وأضاف في تصريح مقتضب عبر صفحته على منصة «إكس»: المطلوب من جميع الأطراف حماية المدنيين والبنية التحتية في كل الأوقات، مشدداً على أن المدارس ومرافق الأمم المتحدة والبنية التحتية المدنية ليست أهدافاً، وأكد أنه حان الوقت لوضع حد لهذه الأهوال والفظائع التي تتكشف أمام أعيننا، فلا يمكننا السماح لهذه الأحداث أن تصبح أمراً واقعاً عادياً، فكلما تكررت فقدنا إنسانيتنا الجماعية.
الرئاسة الفلسطينية أدانت على لسان المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة المجزرة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال ضمن محاولاته لإبادة الشعب الفلسطيني، عبر المجازر الجماعية في قطاع غزة وعمليات القتل اليومية في الضفة الغربية في ظل صمت دولي، محملة الإدارة الأميركية مسؤولية هذه المجزرة جراء دعمها المالي والعسكري والسياسي له.
كما أدانت سورية في بيان لخارجيتها المجزرة المروعة التي أضافها كيان الاحتلال الفاشي إلى سجله الإجرامي، حيث يواصل منذ أكثر من عشرة أشهر، ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، أمام مسمع ومرأى العالم، ووسط حالة من العجز والشلل الدولي عن القيام بأي إجراء لوقف آلة القتل الإسرائيلية، جراء الحماية الغربية لهذا الكيان المجرم.
وأكدت سورية أن إمعان الكيان الإسرائيلي في سفك دماء الأبرياء في فلسطين ولبنان وسورية سيزيد أبناء هذه المنطقة إصراراً على المقاومة والرد على جرائمه، على الرغم من كل الدعم الغربي الذي يحظى به، مجددة وقوفها الثابت والقوي إلى جانبه في نضاله العادل من أجل نيل حقوقه الوطنية المشروعة.
الهجوم على مدرسة «التابعين» وهو الـ13 الذي يستهدف مراكز لإيواء النازحين في أنحاء القطاع منذ بداية الشهر الحالي، قوبل بتنديد دولي وعربي واسع، حيث أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن صدمة بلادها الشديدة حيال المجزرة، مشددة على أن مثل هذه المآسي تقوض الجهود الدولية الرامية إلى تهدئة الوضع في المنطقة ووقف عاجل لإطلاق النار.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أدان بشدة الاعتداء الوحشي الذي شنه الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن السبيل الوحيد للتعامل مع هذا النظام السفاح هو التحرك الحازم والحاسم من جانب دول العالم الإسلامي والمحبة للحرية، لدعم الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع ومقاومته ضد الاحتلال وعدوانه.