الفشل المتوقع لمفاوضات الخميس المقبل
| معتز خليل
تنطلق، بحسب بعض من وسائل الإعلام، يوم الخميس المقبل، مفاوضات تبادل الأسرى، وهي مفاوضات تجرى لأول مرة في ظل رئاسة يحيى السنوار للمكتب السياسي لحركة حماس، وتكليف كلٍ من عضو المكتب السياس للحركة غازي حمد ونائب رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية بمتابعة المفاوضات والتناقش في بعض من النقاط الإستراتيجية الدقيقة.
إن جميع المعطيات السياسية الحاصلة الآن على الساحة، لا تمنح هذه المفاوضات أي فرصة للنجاح لعدة أسباب ومنها تسريب مطالب حركة حماس، وهي بحسب ما قالته ونشرته مؤسسة «سكاي نيوز عربية» تشترط إطلاق سراح مروان البرغوثي القيادي الفتحاوي لكي يتولى حكم غزة، فضلا عن إمكانية الحديث عن إطلاق سراح أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات.
اللافت هنا أن بعضاً من التقارير الأميركية اعترفت بأن هذه المطالب وصلت بالفعل إلى واشنطن التي وافقت عليها مبدئياً، وخاصة أن عدداً كبيراً من القيادات الأمنية الإسرائيلية ترى أنه لا يوجد أي ضرر من إطلاق سراح أي فلسطيني من السجون، ومن الممكن السيطرة عليه.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدوره عاد وانتقد هذا التوجه الخاص بالإفراج عن أي معتقل فلسطيني، واقترح إبعاد عدد من الفلسطينيين إلى خارج الحدود، وهو ما ترفضه حركة حماس بالمطلق وخاصة أن منظومة الإبعاد حالياً ليست على طاولة المفاوضات الخاصة بها.
وتشير كل المعطيات على الأرض لإدارة رئيس حركة حماس يحيى السنوار المعركة وهو يمتلك الكثير من المعطيات السياسية التي يستخدمها في محاولة تحقيق المكاسب السياسية للحركة، غير أن عوامل إخفاق هذه المفاوضات متعددة ومنها:
1- طرح اسم مروان البرغوثي ليكون حاكماً لقطاع غزة يمثل خطوة مهمة، وخاصة أن البرغوثي علاقته طيبة مع مصر تحديداً، فضلاً عن أنه يؤمن بحركة حماس لتكون مكوناً سياسياً على الساحة الفلسطينية.
2- يعرف السنوار أن حماس لن تحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وبالتالي فإن الحل يتمثل في وجود قيادي فلسطيني يؤمن بالحركة ويؤمن بحضورها السياسي، ولكن هل يمكن أن يسمح نتنياهو بالإفراج عن قيادات فلسطينية بحجم أحمد سعدات أو مروان البرغوثي من السجون؟ وهل يمكن أن تسمح إسرائيل بوجود سلطة حاكمة في غزة يمكنها أن تعيد الحياة لحركة حماس؟
3- هناك خلافات بين القيادات الأمنية في إسرائيل ونتنياهو، وهي خلافات لن تنتهي بسهولة في ضوء المعطيات المتوافرة عن صفقة تبادل الأسرى، حيث تشير القيادات الأمنية إلى إمكانية إبرام الصفقة، بينما يرفض نتنياهو هذا الأمر.
4- من الواضح للعيان وجود خلاف بين مصر وإسرائيل، والأهم بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو خلاف يتصاعد منذ السابع من تشرين الأول الماضي حتى الآن، بسبب اتهامات نتنياهو لمصر بأنها كانت تعلم قوة حماس ولم تبلغ إسرائيل بأمانة عنها، الأمر الذي يزيد من تعقيد الموقف.
5- المواجهة باتت شخصية، وتحديداً بين نتنياهو والسنوار، الأمر الذي يزيد من صعوبة إبرام أي صفقة سياسية لتبادل الأسرى الآن، في ظل حالة العناد بين الاثنين.
عموماً تواصل إسرائيل جنونها العسكري في القطاع، وهو جنون يحصد آلاف الأرواح من المدنيين، الأمر الذي يزيد من دقة الأجواء وخطورة الموقف قبل المفاوضات التي بات من المتوقع عدم تحقيقها للحد الأدنى من النجاح في ظل هذا الجنون للاحتلال.
صحفي مصري مقيم في لندن