الخبر الرئيسي

العشائر العربية استهدفت مواقع وتحصينات الميليشيات شرق دير الزور … «قسد» تواصل تجويع وتعطيش الحسكة وتحذيرات من كارثة صحية

| حلب – خالد زنكلو – الحسكة- دحام السلطان

قطع حصار مدينة الحسكة يومه السابع، ولا تزال ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية المرتهنة للمحتل الأميركي تواصل إغلاق المعابر باتجاه أحياء وسط مدينة الحسكة وقطع مياه الشرب والطحين والمواد الغذائية الأساسية عن الأهالي في مدينة الحسكة، وسط تواصل زيادة ارتفاع أسعار قيم المواد الغذائية المفقودة في المحال التجارية، وانقطاع شبه تام لمياه الشرب مع استمرار منع دخول صهاريج المياه إلى مركز المدينة.

عدد من الأهالي أكدوا أن خزانات المياه المنتشرة وسط مدينة الحسكة أصبحت فارغة نتيجة منع الحواجز العسكرية للميليشيات دخول الصهاريج التابعة للمنظمات الأممية والهيئات الإنسانية إلى المدينة، ما دفع بعض الأسر إلى شرب مياه الآبار السطحية الموجودة في المنطقة، التي بدأت تجف هي الأخرى على الرغم من عدم صلاحيتها للشرب والتي تسبب أمراضاً والتهابات معوية.

وأشار الأهالي إلى توقف أغلبية المحال التجارية عن البيع بسبب نفاد مخازينها من المواد التموينية والغذائية، وأغلقت معظم محال سوق الهال أبوابها، نتيجة لإغلاق معبر الطبقة بمحافظة الرقة من قبل «قسد» أمام الحركة التجارية منذ بدء أيام التوتر الأمني في دير الزور والحسكة، ما أدى إلى توقف توريد المواد الغذائية الأساسية، وبسبب تلك الممارسات الصادرة عن الميليشيات المرتبطة بالاحتلال الأميركي، كما انخفضت كميات الخبز بشكل كبير عن معدلاتها الطبيعية بسبب فقدان التوريد اليومي لمادة الطحين في المخابز، وعدم التمكن من إيصالها إلى أفران المدينة بالشكل الاعتيادي ما أدى إلى اعتماد الأفران على ما تبقى من مخازينها الاحتياطية، إضافة إلى توقف العديد من مولدات التيار الكهربائي «الأمبيرات» في القطاع الخاص عن العمل بسبب نفاد كميات الوقود المشغلة لها.

مدير عام مؤسسة المياه محمد العثمان أكد أن الاعتماد بات في ظل هذا الواقع المرتبط بمشكلة قطع المياه عن أحياء وسط المدينة، يعتمد على محطات مياه التحلية التي تغذي المواطن بمياه الشرب «بالقطارة» والبالغ عددها 11 محطة تعمل من أصل 19 محطة، التي لا تكاد تفي بالغرض في ظل واقع مترد كهذا ومن دون المستوى المطلوب، مبيناً أنه تم تقسيم العمل فيها إلى 7 محطات تعمل خلال الفترة الصباحية على مدار أربع ساعات، و4 محطات تعمل خلال الفترة المسائية لأربع ساعات أيضاً، وجميعها لا تفي بالغرض في ظل ازدياد الطلب على المياه، وأن الآبار فيها باتت مهددة بخطر الجفاف أسوة بالمحطات المتوقفة عن العمل، على الرغم من المساعي التي بذلتها الفعاليات الشعبية تحت بند العمل الشعبي التي قامت بحفر عدد من الآبار ولم ينجح منها سوى بئرين اثنتين وضعتا في خدمة المحطات المشار إليها.

بدوره أوضح مدير صحة الحسكة عيسى خلف أن القطاع الصحي بات يتحمل مسؤولية كبيرة في ظل شح المياه، مبيناً أن اعتماد الأهالي على مياه الآبار المنزلية «غير الصالحة للشرب» سيؤدي إلى نتائج صحية كارثية، من خلال الالتهابات والإنتانات المعوية المعدية وتفاقم انتشار الأمراض السارية، واضطرابات صحية متنوعة جراء غياب دخول صهاريج المياه المضمونة المصدر إلى أحياء وسط المدينة.

إلى ذلك تجددت الوساطة الروسية، من أجل فك الحصار في مدينتي القامشلي والحسكة، الواقعتين شمالي شرقي سورية.

وقالت مصادر لـ«الوطن»، إنّ وفداً روسياً وصل إلى مدينة الحسكة وأجرى عدة لقاءات احدها مع محافظ الحسكة لؤي صيوح.

في غضون ذلك، دكت قوات العشائر العربية مواقع وتحصينات ميليشيات «قسد»، الموالية للولايات المتحدة، بريف دير الزور الشرقي، وألحقت بها خسائر عسكرية وبشرية كبيرة.

وبيّنت مصادر عشائرية شرق دير الزور أن قوات العشائر العربية قصفت فجر أمس بالقذائف الصاروخية وقذائف الهاون نقاطاً عسكرية وحواجز وتحصينات قرب وعند مدخل بلدات أبو حمام والكشكية وسويدان والصبحة والبصيرة بريف دير الزور الشرقي، وحققت إصابات مؤكدة فيها.

وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن قوات العشائر تمكنت من تدمير نقطتين عسكريتين بالكامل وقتل وجرح من فيهما من الميليشيات، إضافة إلى تدمير تحصينات ودشم وعربات عسكرية، وقدرت قتلى «قسد» بأكثر من 5 قتلى ومثلهم من الجرحى.

ولفتت إلى أن «قسد» باتت تتخذ من منازل المدنيين في البلدات الواقعة إلى الشرق من ضفة الفرات شرق دير الزور نقاطاً عسكرية لها لاتخاذ المدنيين دروعاً بشرية والحيلولة من دون استهدافها من مقاتلي العشائر العربية، بعدما كانت تتخذ من المدارس والمؤسسات الرسمية نقاطاً عسكرية.

وأشارت إلى أن هذا النهج من «قسد» دفع المدنيين إلى النزوح من بلداتهم إلى مناطق أكثر أمناً، لاسيما أن الميليشيات بدأت أخيراً بهدم وتفجير منازل مدنيين تتهمهم بالانتماء إلى قوات العشائر العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن