رياضة

بعد إبصارها النور قبل ساعات إدارة نادي تشرين… تحديات وملفات

| الوطن- أدونيس حسن

أبصرت إدارة نادي تشرين النور بعد طول انتظار، لتكون آخر الإدارات تعييناً بين أندية الدرجة الممتازة، عقب إخفاق إجراء المؤتمر الانتخابي لتعيين رئيس وأعضاء للنادي اللاذقيّ، وذلك مطلع الشهر الماضي.

وتتمثل إدارة نادي الدم والذهب في سعيد غريب رئيساً للنادي، إضافة إلى: رامي سقور، وصديق عابدين، وإبراهيم دباح، ونضال يعقوب، أعضاء مجلس إدارة.

ويشكل هذا التعيين التجربة الإدارية الرسمية الأولى لسعيد غريب، على اعتبار أنه حضر في كواليس العمل خلال المواسم الماضية دون ظهور علني رغبة منه في العمل خفية.

ويعود الدخول الأول لأبو إسكندر -كما يحب المقربون منه مناداته- إلى أجواء الدوري إدارياً لموسم 2021-2022، والذي حقق فيه نادي تشرين لقبه الخامس على مستوى بطولة الدوري، عقب بداية متعثرة مالياً لإدارة «الريّس» المرحوم طارق زيني، كادت تطيح بأحلام البحارة المتمثلة في تحقيق بطولة الدوري للموسم الثالث توالياً.

أعقبه بشراكة قوية مع إدارة ذو الفقار عباس، شكلت عماد الفريق المتوج ببطولة كأس الجمهورية للمرة الأولى في تاريخ نادي تشرين، وذلك موسم 2022-2023، وإن لم يكتب للإدارة الحضور خلال خطوات التتويج الأخيرة، عقب استقالتها المفاجئة قرب نهاية الموسم الكروي آنذاك.

وشاءت الأقدار أن يكون الظهور الرسمي الأول لغريب محملاً بالأعباء، فتأخر تشكيل إدارته المذكورة آنفاً حملها مسؤوليات إضافية؛ متمثلة في استدراك ما فات من سوق الانتقالات، والتعاقد مع لاعبين قادرين على حمل لواء النادي الأصفر خلال الموسم القادم، في ظل المنافسة المحتدمة مع الغريم التقليدي حطين، الذي ينوي دخول الموسم الكروي بقوة أسوة بالموسم الماضي.

بحث مشروع

الفريق الذي لم يغادر مربع الكبار طوال المواسم الثمانية المنقضية، سيبحث دون شك عن استمرار تفوقه رغم صعوبة المهمة؛ مع بروز عدد أكبر من الأندية المنافسة هذا الموسم، أهمها فرق الكرامة وأهلي حلب والوحدة وحطين، إضافة للفتوة العائد من بعيد عقب استقالة رئيس مجلس إدارته مدلول العزيز وعودته بصفة داعم، ما يرفع من سقف التحدي خلال الميركاتو الحالي أمام بطل الدوري في خمس مناسبات سابقة.

وتعد أولى وأهم نقاط ملف الانتقالات في حسن استغلال قرار اللجنة القانونية للاحتراف، والمتضمن التعاقد مع خمسة لاعبين كحد أقصى من خارج أبناء النادي ولاعبي الموسم الماضي، ما يتطلب دقة عالية في اختيار الوافدين.

وحقيقة الأمر أن هذا القرار صب في مصلحة نسور اللاذقية، لكونه شكل تحولاً في مسار انتقالات الموسم الكروي، وسيكون لزاماً على الأندية تغيير مخططاتها في بناء فريقها للموسم الجديد رغم إجرائها عديد الصفقات، ما يتيح لتشرين عدداً أكبر من الخيارات لبناء التشكيلة.

تبعاً لذلك سيتعين على الإدارة الصفراء مد جسور التواصل مع أبناء النادي الموجودين خارجاً، ومحاولة تقديمهم باللونين الأصفر والأحمر مجدداً لتدعيم تشكيلة الموسم الماضي التي عرفت عدداً من الثغرات على مستوى بعض اللاعبين.

التحدي الثاني يتمثل في إعادة هيكلة فرق الفئات العمرية، عقب نتائجها المخيبة ضمن بطولات الجمهورية بكرة القدم، وهي حصيلة متوقعة للعارفين بخفايا البيت الداخلي، فالتجاوزات والأخطاء والصراعات بين المدربين وذوي اللاعبين أثرت مباشرة في نتائج فرق البراعم والأشبال والناشئين.

إضافة للفرق السابقة، يشكل فريق الشباب حالة طارئة بعدما تراجع على مستوى الأداء والترتيب العام، ما أثر سلباً في تدعيم القائمة الفنية للفريق الأول بشبان جدد.

أما التحدي الثالث، وهو إعادة تقدير بدلات الاستثمار السنوية فسيكون أثره بعيد المدى، لكونه سيغير من قيمة العائد المادي المتفق عليه مع مستثمري المحال التجارية المحيطة بالنادي اللاذقيّ -على قلتها- إضافة لعوائد استثمار مدرسة تشرين الكروية، وذلك بما يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الحالية، ما سيرفع دون شك من واردات النادي المالية، ويسهم في تعزيز استقراره لعدة سنوات قادمة.

بناءً على ما سبق من ملفات، قد تشكل نتائج العمل الإداري للموسم القادم حجر أساس لأحد أكثر الأندية جماهيرية في البلاد، وسيكون حسن التعامل معها أهم ما يمكن تحقيقه من إنجازات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن