قضايا وآراء

ما التحديات التي تواجه حملة هاريس؟

| دينا دخل الله

استطاعت نائب الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة كامالا هاريس أن تحقق نجاحاً غير مسبوق في الأيام الأولى لانطلاق حملتها الانتخابية، حيث استطاعت جمع عدد من التبرعات، كما صعدت في استطلاعات الرأي وخاصة بعد إعلانها اختيار حاكم ولاية مينيسوتا تيم فالز نائباً لها، إلا أن هاريس تواجه الآن تساؤلات حول قدرتها على مواجهة تحديات حملة صعبة في ظل وضع اقتصادي غير مستقر ووضع سياسي متقلب في الشرق الأوسط.

يرى مراقبون أن هاريس ستواجه أربع قضايا رئيسة في الأشهر المقبلة، لكن ما هذه القضايا؟ وكيف يمكن أن تؤثر في حملة هاريس؟

أولاً: هل هاريس مستعدة للخروج عن النص؟

شكك بعض الصحفيين مؤخراً في قدرة كامالا هاريس على عقد مقابلات كبيرة مع شبكات التلفاز الكبرى والصحف الوطنية.

كانت آخر مقابلة رسمية أجرتها هاريس عندما تحدثت مع أندرسون كوبر من شبكة «سي إن إن» في أعقاب الأداء الكارثي للرئيس جو بايدن في المناظرة الأخيرة، هناك مناقشات حول إجراء مقابلة مشتركة مع هاريس وولز قبل بدء مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو في 19 آب، إلا أن كبار المساعدين الإعلاميين لهاريس يشككون بشدة من جدوى المقابلة الكبيرة التي قد تؤثر سلباً في الناخبين المتأرجحين المهمين للفوز في الانتخابات، ولعل المقابلة التي أجرتها في حزيران 2021 مع ليستر هولت من شبكة «إن بي سي» حول مشكلة الحدود كانت السبب وراء إحجام هاريس عن الجلوس لإجراء مقابلة.

ثانياً: هل تستطيع هاريس إقناع الناخبين بأن يثقوا بها فيما يتعلق بالاقتصاد، وما يزال هؤلاء يشعرون بقلق عميق بشأن الاقتصاد والتضخم؟

يشكل التصور العام للاقتصاد نقطة ضعف بالنسبة للديمقراطيين، وليس لدى هاريس الكثير من الوقت لتعويض ما فقدته، وأظهر استطلاع حديث للرأي أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لا يزال يتفوق على هاريس في الاقتصاد بهامش 2 إلى 1، حيث يقول الأميركيون إنهم سيكونون أفضل حالاً مالياً في عهد ترامب، رغم أن استطلاعات الرأي الجديدة تشير إلى أن هاريس تحرز تقدماً بشأن هذه القضية، إلا أن تراجع سوق الأسهم العالمية يوم الإثنين كان بمثابة انعكاس كبير عن التضخم والنمو المطرد الذي أشار إليه الاقتصاديون في الأسابيع الأخيرة ما قد يضر بحملة هاريس.

ثالثاً: هل تستطيع هاريس صد هجمات ترامب فيما يخص قضية الحدود؟

كانت الحدود واحدة من أكبر نقاط الضعف لدى بايدن، والآن أصبحت لدى هاريس أيضاً، فقد اتخذت حملة هاريس موقفاً أكثر نشاطاً بشأن هذه القضية في الأسابيع الأخيرة، حيث أصدرت إعلاناً آخر يوم الجمعة يدافع عن سجل هاريس في أمن الحدود، مع اعتبار مسألة الحدود مصدر قلق كبير للأميركيين، فقد لا يكون أمام هاريس خيار سوى محاولة إيجاد طريقة لجعل هذه القضية ميزة.

رابعاً: هل ستحاول هاريس تمييز نفسها عن بايدن فيما يتعلق بإسرائيل؟

يبدو أن هاريس لن تكون قادرة على الهروب من قضية إسرائيل وغزة التي قسمت الديمقراطيين، والآن سيتعين عليها أن تقرر ما إذا كانت ستلتزم بسياسة بايدن، أم إنها ستلبي مطالب الناخبين الشباب الذين يناشدون من أجل فرض القيود على الأسلحة المرسلة إلى إسرائيل.

كاتبة سورية مقيمة في الولايات المتحدة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن