رياضة

«ابن النادي»

| بسام جميدة

في سنوات مضت كان الرياضيون يتشبثون بمقولة «ابن النادي» ويقاتلون لأجلها، وفعلاً كان ابن النادي يضحي ويقدم ما بوسعه لأجل ناديه، وقد يكافأ بمباراة اعتزال، أو يمضي خالي الوفاض، حسب «رضا الإدارة عليه».

وغالبا ما تنشأ نزاعات كثيرة لهذا السبب، ومن الذي له الولاية لكي يمنح صكوك الولاء لهذا أو ذاك ليقال عنه «ابن النادي»، ويحق له ما لا يحق عنه.

لكل ناد الحق في أبنائه الذين يربيهم ويعتني بهم ويصقلهم ويقدمهم في الملاعب كنجوم، وهنا في أحيان كثيرة يتحول الولاء لمن بيده مقاليد النادي، سواء كان رئيساً أم مدرباً أو إدارياً أو ذا نفوذ ما، أو داعماً.. إلى آخره، ويتم تحييد النادي بعض الشيء.

عقود الرعاية كانت تلزم أبناء النادي باللعب مع الفريق لمدة معينة، ومن ثم يتم إطلاق سراحه للبحث عن مكان أفضل، وغالباً ما يتم تحرير العقد للاعب بالتراضي أو بالوساطات، أو بالتنازل عن بعض المستحقات، في وقت كانت الفوضى سائدة أكثر مما هي عليه الآن.

لعلكم تتساءلون وما الداعي لفتح دفاتر الماضي المستهلكة وفيها الكثير من القصص التي تصلح لأن تحكى بكثير من الغرابة والتشويق؟

إنها لجنة الاحتراف التي أعادت الروح «لابن النادي» فوقعت في ورطة إيجاد تعريف حقيقي لهذا الشخص، ومتى ينطبق عليه القول، ومتى ينسلخ عنه، ويصبح مع كل موسم وتشريع ابناً شرعياً لمن يتعاقد معه، في حين ناديه الأساس يقف بعيداً ويتفرج عليه وهو يتنقل من عش إلى آخر.

تجارة الأندية الكبيرة تكون رابحة من خلال تربية وتنمية وصقل مواهب الصغار، ومن ثم المتاجرة بهم، ويبقى معلقاً بناديه حسب بنود العقد الذي يصاغ بمهنية قانونية عالية، كي يبقى النادي مستفيداً من خاصية كونه ابن النادي الذي علمه وساهم بنجوميته.

اليوم نجد أنديتنا تتخلى عن صغارها، وتعتني فقط بكبارها القادمين من مختلف الأندية، لذا فلا غرابة أن يتخلى الصغير عن ناديه ما إن يشتد جناحاه، وهذا ما جعل لجنة الاحتراف تجد نفسها وسط جدل كبير حول هذه التسمية التي لم يعد لها داع إن لم تكن الأمور مرتبة من الأساس.

ابن النادي من يخلص للقميص الذي يرتديه فعلاً أكثر من إخلاصه للعقد الذي قبل أن يوقعه يفكر بمن سيزيد أكثر ويتملص منه، ولمن سيوقع في الموسم القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن