رياضة

الرخصة التدريبية (فيزا) معاييرها دولية ويحتاجها كل مدرب … الفقير: دوراتنا عالية المستوى ومضمونها ممتاز

| ناصر النجار

محاور كثيرة يمكن طرحها مع مهند الفقير مدير التطوير في الدائرة الفنية باتحاد كرة القدم، في البداية لا بد أن نعرف بضيفنا فهو محاضر آسيوي معتمد، وهذه هي الصفة الفنية التي أحب أن يمارسها بعد أن برع كلاعب كرة وكمدرب درب عدة منتخبات وطنية وأندية، حتى لما صار أمين عام اتحاد كرة القدم، كان هناك شيء يدفعه دائماً للعمل باختصاص يحبه ويبدع فيه، فاستقال من الأمانة العامة وعاد إلى العمل الفني.

الحديث عن العمل الفني في كرة القدم حديث شيق وجميل، ولا بد لنا أن نعرّف عن بعض التفاصيل المهمة في هذا الجانب.

في البداية نقف عند موضوع رخصة التدريب، لنسأل عنها، والجواب من مهند: إن التدريب مهنة وهي أمانة، فليس من المعقول أن يمارس التدريب مدرب غير متقن للمهنة وغير مزاول لها، لذلك تأتي الرخصة وفق معايير محددة من الاتحادين الدولي والآسيوي، والواجب تطبيقها محلياً وكل مدرب بحاجة لها وخصوصاً إذا جاءته فرصة العمل خارج سورية.

الشهادة التدريبية لا تؤهل المدرب لمزاولة التدريب لأنه بحاجة لرخصة، والتدريب جسر عبور نحو الرخصة، والواقع يفترض أن العديد من المدربين لا يجدون موقعاً في التدريب لمحدودية عدد أندية الدوري في الدرجة الممتازة مثلاً، فما الحلول؟

مهند يجيب بقوله: لا تقتصر ساعات التدريب على فرق رجال الدرجة الممتازة فهناك أكثر من مسابقة معتمدة في اتحاد كرة القدم، ولكن إذا لم تتح الظروف لبعض المدربين العمل في الأندية، فهناك ورشات عمل يقيمها الاتحاد وحضورها يحسب ضمن ساعات العمل، إضافة لبعض الأمور الأخرى كالتعايش مع الفرق مثلاً.

ما نعرفه أن التدريب جهد ذاتي من المدرب، والدورات التي يتبعها المدرب محلية، هل من سبل لتطوير المدربين ومهاراتهم عبر دورات خارجية أو فترات تعايش، أو الاستعانة بالمدربين الذين يأتون إلى منتخباتنا لإقامة ورشات عمل لمدربينا؟

أوافقك الرأي (والكلام لمهند) أن التدريب جهد ذاتي، كالطبيب الذي يتخرج إن لم يتابع تحصيله العلمي وكل جديد في الطب فسيبقى محدوداً، مع العلم أن الدورات التي تقام في سورية دورات عالية المستوى ومضمونها أكثر من ممتاز، وهي معترف بها آسيوياً ودولياً، والمدربون الأجانب الذين يدربون المنتخبات نطلب منهم ذلك دائماً والتنفيذ رهن وجودهم بدمشق، مع العلم أنه ليس لديهم إضافة تفوق مناهج التدريب التي تقدمها الدورات المتقدمة في بلادنا، فترات المعايشة قد تكون فكرتها جيدة وهي ضمن خططنا، ونحاول مع الدول الشقيقة والصديقة أن نحصل على استضافة تعايش بعض مدربينا.

التبديل المستمر

خارج إطار الرخصة والعمل بها، فإن موضوع التبديل والتغيير في المدربين صار أمراً شائكاً يحتاج الكثير من القيود، لأن أضراره قائمة سواء على الفريق أم على المدرب كبيرة.

والنقطة الأهم أن الإدارات التي تختار مدربيها يجب أن تحافظ عليهم وأن تدعمهم وتحميهم، ومن المفترض أن يكون هناك منهج عمل، ومن المؤسف أن يتم تغيير المدرب عند أول خسارة، فالعمل الفني يحتاج إلى وقت وليس بالضرورة أن يفوز كل المدربين ببطولة الدوري، المهم أن يكون هناك تطور بالعمل الفني وتقدم وتأسيس ليصل الفريق إلى الهدف المطلوب منه.

المدربون قد يكون عليهم العتب، لأنهم مقصرون بحق ذاتهم والمفترض أن يوقعوا عقوداً تحميهم وتضمن حقوقهم، والدائرة الفنية وضعت ضوابط لهذا الموضوع، فالنادي الذي يقيل مدربه لا يحق له التعاقد مع مدرب آخر حتى يحصل على براءة ذمة من المدرب المقال، والمدرب المقال لا يحق له التعاقد مع ناد آخر قبل أن يحصل على براءة ذمة من النادي الذي كان يدربه.

النادي لا يحق له تبديل المدرب إلا مرة واحدة في الموسم، والمدرب المقال يدرب فريقاً آخر، لكن لا يحق له التعاقد مع فريق ثالث، أما المدرب المستقيل فلا يحق له التدريب بالمسابقة ذاتها، ويدرب بدرجة أدنى أو فئات أدنى.

المدير الفني

منصب المدير الفني بات يطلق على المدرب الذي يدرب فريق رجال الدرجة الممتازة سواء أكان الذي يشغل هذا المنصب يستحقه أم لا، من خلال الشروط الواجب توافرها في المدير الفني، لذلك نقول بصراحة: إن كلمة المدير الفني في دورينا لم تصل إلى مضمونها الحقيقي، وكانت أكبر بكثير من بعض من أطلقت عليه هذه التسمية.

وعلى سبيل المثال: فالمدير الفني يجب أن يكون حاصلاً على أعلى شهادة تدريبية، وأن يملك القدرة على التعامل مع الكمبيوتر بمهارة ولديه القدرة على البرمجة والتخطيط، ومن صفاته وضع إستراتيجية التطوير، والإشراف على خطط النادي، وتطوير مدربي الفئات العمرية، والقدرة على تقييم عمل المدربين، وغير ذلك من الأمور، وهنا نسأل: كم مدرباً لدينا يستحق أن نطلق عليه لقب المدير الفني؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن