مواطنون يبنون بيوت شعر في ساحات أحيائهم … رئيسة مجلس مدينة سلمية: هزة يوم الجمعة أعادت المدينة إلى نقطة الصفر ولا ننصح بمغادرة الناس منازلهم

| حماة – محمد أحمد خبازي

وجه محافظ حماة معن صبحي عبود الجهات المعنية بالاستعداد على مدار الساعة والعمل كشركاء في ميدان واحد، مؤكداً ضرورة الوقوف على جاهزية مناهل الشرب ورصد المساحات الضرورية لنقاط التجمع في حال حدوث أي طارئ.

وترأس المحافظ أمس اجتماعاً للجنة الإغاثة الفرعية بحضور الممثل المقيم لشبكة الآغا خان في سورية غطفان عجوب، بحث خلاله مع المعنيين الواقع الراهن في المحافظة بعد الهزات الارتدادية التي تعرضت لها، وبشكل خاص في مدينة سلمية وريفها الشمالي.

وخلال الاجتماع لفت عبود إلى أهمية جاهزية كل الآليات في كل المؤسسات واستعداد الجمعيات الأهلية لمواجهة الأحداث الطارئة بطريقة إيجابية، مشيداً بالدور الفاعل لشبكة الآغا خان على كل الصعد ومشاركة الأهالي ظروفهم وحضورها الفاعل في ساحات العمل كشريكة للقطاع الحكومي.

من جانبها بيَّنت رئيسة مجلس مدينة سلمية سهاد زيدان لـ«الوطن»، أن الهزة التي شهدتها مدينة سلمية بعد ظهر يوم الجمعة الماضي 16 الشهر الجاري، أعادت أهالي المدينة إلى نقطة الصفر بعدما بدأ المواطنون يعودون إلى حياتهم الطبيعية بعد الهزة الأولى التي حصلت في ليل الإثنين 12 الشهر.

وأوضحت أن هذه المستجدات فرضت على مجلس المدينة التعامل مع الواقع الراهن كاستجابة وليس توجهاً، حيث تم تحديد عدة نقاط من مؤسسة الآغا خان للتنمية والتي فيها كثافة بشرية عالية وساحات بعيدة عن الأبنية المجاورة، لتجهيزها لإقامة الناس.

ولفتت إلى أن مجلس المدينة ليس مع مغادرة الناس منازلهم لزيادة نسبة الهلع، فالهزات لا يمكن التنبؤ بها وبأوقاتها وشدتها، والحياة الطبيعية يجب أن تستمر، ولكن منذ البداية عملنا كان استجابة للواقع الراهن، فتم وضع الخيم بالنقاط المحددة لكون العديد من الأسر توجهت للساحات والحدائق العامة، وخصوصاً أنه في بعض العائلات من الممكن أن يزج فيها أشخاص من ذوي الإعاقة فكان لابد من هذه الخيم وتجهيزها بالأمور اللوجستية والمياه.

وذكرت زيدان أن العديد من المواطنين رغبوا بنصب بيوت من الشعر في ساحات أحيائهم، فعمل المجلس على تنظيفها وتجهيزها، وفي مناطق أخرى موزعة في أحياء المدينة أيضاً يحاول مجلس المدينة تلبية طلبات الأهالي بالتنسيق مع المجلس المحلي الإسماعيلي وشبكة الآغا خان وعضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة والخدمات الفنية، مشيرة إلى أن كل مرحلة لها أداؤها وعملها، فهزة يوم الجمعة أعادتنا إلى نقطة الصفر وكانت استجابة مجلس المدينة على ضوء الواقع الراهن.

وأضافت زيدان: إن المحافظ وجه كل الجهات المعنية برفع الجهوزية ووضع خطة للاستجابة لأي طارىء والاستنفار للتدخل وتقديم المساعدة وقت الحاجة، مؤكدة أنه تم وضع تحت تصرف مجلس المدينة العديد من الآليات لتنظيف الساحات والحدائق وترحيل القمامة وخاصة من المكبات العشوائية في التجمعات الطارئة، كما قدم فرع الهلال الأحمر العربي السوري بحماة العديد من الخيم والأمور اللوجستية لاستخدامها حسب الحاجة.

ومن جانبه، بين مدير مشفى الشهيد اللواء قيس أحمد حبيب الوطني أسامة ملحم لـ«الوطن»، أن الحصيلة النهائية للحالات التي نقلت أو أسعفت للمشفى يوم الجمعة الماضي، نحو 23 حالة رضوض وكسور وجروح بسيطة، و13 حالة هلع نفسي، وكلها عولجت وخُرِّجت بالوقت المناسب، موضحاً أن كوادر المشفى من أطباء وممرضين مستنفرون على مدار الساعة، للتعامل مع أي حالات وفي أي موقف.

وحول الوضع العام في ريف سلمية الشمالي، الذي تأثر بهزة 12 الشهر الجاري، بيَّن عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة علي الصالح لـ«الوطن» أن المحافظ كلف لجنة السلامة العامة بالكشف على المنازل التي تضررت بفعل الهزات الارتدادية جميعها.

وأوضح أنها تعمل في المنطقة المذكورة «حتى ساعة إعداد هذه المادة»، مشيراً إلى أن الجهات المعنية لم تقصر بتقديم الاحتياجات الضرورية للمتضررين ولن تقصر أبداً.