رياضة

قرارات وتوصيات المؤتمر السنوي لاتحاد كرة السلة بعيون وآراء أهل اللعبة

| مهند الحسني

انتهى المؤتمر السنوي لاتحاد كرة السلة لكنه لم يخرج بتلك القرارات التي كنا نتمناها ونريدها من مؤتمر الطبيعي أن يرسم إستراتيجية اللعبة لموسم قادم بجميع مفاصل اللعبة، فجاءت المناقشات متواضعة وفقيرة، وغلب عليها الطابع الشخصي وغابت الطروحات العامة التي تصب في مصلحة كرة السلة السورية بشكل عام، الأمر الذي سيؤثر على مصلحة اللعبة ولن تأتي بأي شيء جديد يطورها.

فما سبب هذه الطروحات المتواضعة؟ ولماذا لم تكسر حالة الجمود ويخرج المؤتمرون بقرارات جيدة ومفيدة؟ وهل كانت القرارات جيدة وتصب بمصلحة جميع الأندية؟

«الوطن» استطلعت آراء أهل اللعبة عبر التحقيق التالي:

مدرب اليرموك مانو ماركاريان
(قرارات مفيدة لنادينا)

بكل تأكيد القرارات التي خرج بها مؤتمر السلة جاءت ملبية لمصلحة نادي اليرموك ولكرة السلة السورية، فقرارات التعاقد مع ثلاثة لاعبين كانت مميزة حيث إنها ستحد من المبالغ الكبيرة التي يطالب بها اللاعبون وخاصة بعد إغلاق الأندية الكبيرة، والذين يملكون المال الوفير من وراء عقودها مع بعض اللاعبين.

قرار اللاعب الأجنبي الواحد بالدوري القادم يعتبر ممتازاً وخاصة مع الضائقة المالية التي تمر فيها معظم الأندية، وفي مرحلة الفاينال (6) حيث وجود اللاعبين الاثنين في أرض الملعب سيكون لها مدة قليلة من الوقت يستطيع النادي أن يأتي بلاعبين أجانب بجودة أفضل.

تأخير انطلاقة دوري الرجال كان بطلب معظم الأندية، فإن تبدأ الدوري في الشهر العاشر وتلعب الفرق جولتين أو أكثر ثم نعود لنتوقف لشهر من الزمن، سنعود إلى طول الفترة التي سيكون فيها الأجنبي موجوداً في الفريق، وسيدفع له شهرين زيادة، وهذا مثير برأيي ليس على نادينا فقط بل على معظم الأندية السورية.

مدرب الجيش هيثم جميل
(أفكار تتعارض مع الاحتراف)

قبل بداية كل موسم نتوسم خيراً بمؤتمر اللعبة السنوي لإيماننا أن الجميع يتطلعون ويسعون لهدف تحسين واقع السلة السورية.. لكن للأسف نصطدم كل عام بأن المعنيين والقائمين من الإداريين وعلى كل المستويات (المكتب التنفيذي، اتحاد السلة، إدارات الأندية) جميعهم ليسوا على مسافة واحدة من تغليب المصلحة العامة على حساب المصلحة الخاصة.

الجميع يعلم أن كل الأندية تعاني مالياً واقتصادياً وعوضاً عن أن يتعاون الجميع لإيجاد حلول مالية منطقية تعين الأندية على تجاوز أزماتها وتساعد على الارتقاء بالمستوى الفني.. نصدم باقتراحات غير فنيه نهائياً، فهناك من يريد اختصار المدة الزمنية للدوري، وهناك من لا يريد وجود اللاعبين الأجانب المحترفين، وزاد الطين بلة الإصرار العجيب على التطبيق المباشر لقانون تحديد عدد الانتقالات بثلاثة لاعبين فقط، وزاد من ضبابية الموضوع تحديد من هو ابن النادي ومن هو الابن الضال، وهي أفكار تتعارض مع فكر الاحتراف، وللأسف فإن هذا القرار أعطى لثلاثة أندية الأفضلية والتفوق الفني على باقي الأندية بناء على ما كانت تملكه من ترسانة من اللاعبين الموسم الماضي، وأتت القرارات الجديدة لتعطيها الأفضلية أكثر وأكثر، وخاصة أن الأندية يحق لها تسجيل 16 لاعباً على قوائمها.

أجنبي واحد أم أجنبيان في الملعب لا أدري ما الحكمة أو البعد الفني من قرار كهذا، فإما أن أسمح بوجود اللاعب الأجنبي مهما كان العدد المسموح به أو لا يوجد نهائياً.. وإذا كانت الفكرة كما ذكر الكابتن عاطف الزيبق رئيس لجنة الاحتراف المركزية لإعطاء فرصة أكبر للاعب المحلي، فإن اتحاد السلة بإمكانه استحداث مسابقة جديدة بنظام لعب من دون وجود اللاعب المحترف، وبذلك يزداد عدد المباريات خلال الموسم تماشياً مع طلبات عدد من الأندية بزيادة عدد المباريات خلال الموسم الواحد، أما المأساة الحقيقية فهو إصرار بعض الأندية على تأجيل بداية الدوري لما بعد التصفيات التأهيلية لكأس آسيا أي لشهر 12 وللأسف هذا ما تم إقراره تحت بند ضغط النفقات.

مع كامل احترامي لاتحاد السلة ولكن قرارات كهذه (بدء الدوري، شكل المسابقة، الفئات.. إلخ) لا تحتاج إلى تصويت، فاتحاد السلة المنتخب هو من يقود السفينة وينفذ الأفكار التي يراها مناسبة لتحسين واقع اللعبة.

أتمنى أن نرى إيجابيات هذه القرارات وألا يأتي الموسم القادم ونلغي ما تم إقراره هذا الموسم أو استحداث قرارات جديدة تضع كل ما تم تخطيطه لسنوات قادمة في مهب الريح لأن النجاح الفني لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تحقق النجاح الإداري.

مدرب في نادي الوحدة إياد عبد الحي (حرمان الجمهور)

بالنسبة للقرارات التي خرج بها المؤتمر السنوي لاتحاد السلة جاء بعضها صحيحاً وبعضها الآخر فيه الكثير من الظلم للاعبين الشبان الذين لم يأخذوا فرصاً بأنديتهم بهذه القرارات، اليوم مواليد 2004 فقدوا أي فرصة للعب في ظل تعاقد الأندية مع اللاعبين الكبار.

أما بالنسبة للاعب الأجنبي فكل مسابقات دول الجوار والاتحاد الدولي والآسيوي يسمح بمشاركة لاعبين اثنين بأرض الملعب، ولا أعرف على أي مبدأ اتخذ هذا القرار.

أما بالنسبة لتأخير دوري الرجال لما بعد النافذة القادمة فهذا سوف يلزم الأندية بمدة تعاقدات طويلة وإرهاق مادي، وأيضاً تأخير في انتهاء الدوري لأنه سوف تحصل تأجيلات أخرى أثناء الدوري.

بكل دول العالم ليس هناك ترحال لكن هناك مجموعة مشجعين وجماهير الأندية والدول تنتقل لمتابعة فرقها وتشجيعها، وبهذه الحالة الاتحاد يحرم جمهور فريق من الذهاب ولو على نفقته الخاصة لتشجيع فريقه ومتابعته.

المدرب الوطني جورج شكر
(فرصة جيدة للاعب المحلي)

الجمعية العمومية لاتحاد كرة السلة التي انعقدت بكامل أعضائها يوم الأربعاء الفائت جاءت أبرز تعديلاتها السماح بالتعاقد مع لاعبين اثنين أجنبيين على أن يكون لاعب واحد فقط بالملعب، وهو قرار يصب بمصلحة الأندية التي تمتلك ميزانيات مالية كبيرة ومفتوحة فقط، وبرأيي الشخصي وجود لاعب واحد فقط يقدم فرصة أفضل من اللاعب الوطني الذي قدم موسماً ماضياً هو الأسوأ برأي، وهو أمام مسؤولية أن يقدم نفسه فنياً بشكل أفضل.

إن بدء الموسم بعد انتهاء نافذة المنتخب يعتبر توقيتاً جيداً ولم يخرج عما اعتدنا عليه من سنوات، ولكن حتى الآن لم نستطع وهو ما أتمناه بالموسم الحالي أن ينطلق موسم الفئات العمرية في بداية الشهر التاسع على أبعد تقدير ليسلط الإعلام الأضواء عليه وعلى لاعبيه ولاعباته ومدربيهم بعيداً عن أضواء وجماهيرية الفريق الأول الذي يحظى ويجذب الجميع.

أتمنى للموسم الحالي أن يتم إيجاد صيغة تجمع رؤساء الأندية، ويتم إيجاد أرضية لتخفيف الحساسيات بين الأندية المختلفة وجماهيرها، الذين أبعدوا الموسم الماضي عن إيجابياته بمشاحناتهم وتصريحاتهم والعقوبات التي تترتب عليهم، جمهور السلة وعشاقها بحاجة لجرعة أمل جديدة من سلتنا وعسى أن يحملها الموسم الجديد.

مشرفة اللعبة بنادي أهلي حلب شيرين الشيخ إسماعيل (مغايرة لرغبة الأندية)

بالنسبة لنادي أهلي حلب القرارات المهمة التي كان يجب أن يصوت عليها جميع الأندية بموضوع عدد المحترفين كانت متخذة من لجنه الاحتراف، ولم يتم التصويت عليها وهي مغايرة لرغبه الأندية من ناحية وجود لاعبين محترفين على اللوائح الإسمية، حيث طالبنا بوجود لاعب واحد على اللوائح وعلى أرض الملعب لعدم الاستفادة من وجود لاعبين على اللوائح غير تبديلهما، وهذا يسبب عبئاً مالياً كبيراً لأي ناد، فكان يجب العمل على إقراره إما بمحترفين ضمن اللوائح وبالملعب، أو محترف واحد على اللوائح وبالملعب.

بالإضافة إلى أنه تم إقرار وجود لاعبين اثنين محترفين في الفاينال 6، كنا نتمنى أن يبقى لاعب واحد من أول الدوري لنهايته.

لا يوجد إشكال بتأخير موعد انطلاقة الدوري لوجود نوافذ للمنتخب ومعسكرات للمنتخب وبطولة وصل لنادي الوحدة وبطولة الأندية العربية، فلا يمكن أن نبدأ الدوري ونتوقف لعدة مرات.

مشرف اللعبة بنادي الجلاء جاك باشاياني (خسارة لاعبينا)

لا يوجد أحد راضٍ بنسبة كبيرة من قرارات المؤتمر من جميع الأندية لأن كل ناد بحث عن همومه ومشاكله فقط، بالنسبة اللاعب الأجنبي كنا لا نريد وجوده، لكن عندما خسرنا لاعبينا لمصلحة بعض الأندية كنا نرغب في وجود لاعبين اثنين بأرض الملعب.

ابتداء الدوري وتأخيره كان من أفضل القرارات لأن المنتخب تنتظره مشاركات مهمة والأندية ليس في مصلحتها بدء الدوري ومن ثم التوقف لفترة طويلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن