شؤون محلية

وفود من أهالي السويداء للمحافظ لحل مشكلة المياه … «مياه» السويداء: الإشكالية الأساسية انقطاع الكهرباء لفترة طويلة

| السويداء – عبير صيموعة

ما زالت مشكلة تأمين مياه الشرب الشغل الشاغل والهم الأكبر لدى الأهالي في المحافظة، حيث لا يمر يوم إلا وتتلقى «الوطن» شكاوى عن نقص في مياه الشرب واتصالات تؤكد أن معظم الأحياء في المدينة والبلدات والقرى باتت تعاني أزمة عطش حقيقية عجزت معها مؤسسة المياه عن تحقيق عمليات الضخ بالكميات المطلوبة، ورتبت أعباء مالية إضافية على جميع الأهالي نتيجة ارتفاع أسعار صهاريج المياه الخاصة التي تبدأ من 125 ألفاً لصهريج سعة 20 برميلاً وتنتهي بـ 450 إلى 500 ألف للصهريج 80 و90 برميلاً.

ورصدت «الوطن» زيارات مكوكية لوفود الأهالي من القرى والبلدات والمدن لمحافظ السويداء أكرم محمد، مطالبين بضرورة حلحلة قضايا آبار المياه دائمة التعطل على ساحة المحافظة وتأمين مياه الشرب بالكميات المطلوبة.

أمين سر مجلس محافظة السويداء رافع مقلد أكد لـ«لوطن» أن الإشكالية الأساسية لمياه الشرب تكمن في اعتماد محافظة السويداء في تأمين المياه على الآبار واعتماد معظم الآبار في التشغيل على التيار الكهربائي لعدم وجود مجموعات توليد لكثير منها، الأمر الذي أوجد إشكالية حقيقية في تأمين مياه الشرب وفاقم مشكلة تأمين الكميات المطلوبة منها في ظل ساعات التقنين الطويلة، وأدى بدوره إلى أزمة مياه حقيقية على ساحة المحافظة.

وأضاف: كما أن اعتماد الأهالي لسقاية الخضار والمواشي ضمن المنازل على مخصصاتهم من مياه الشرب في ظل النقص الحاصل بكميات المياه فاقم من قضية العوز في مياه الشرب لعدم كفاية كميات المياه الموزعة كامل الاحتياجات المنزلية، مؤكداً أنه في الزيارة الأخيرة لوزير الزراعة إلى السويداء وأمام تشجيعه على استثمار كامل الأراضي الزراعية كانت المطالبات من كل المزارعين ترتكز على ضرورة تأمين المياه لتلك الزراعات، والذي لا يمكن أن يحدث من دون استثمار الآبار الزراعية المعطلة منذ سنوات التي تم حفرها وتجهيزها أيام انطلاق مشروع الحزام الأخضر الذي أخفق وفشل فشلاً ذريعاً وتهاوت جميع أشجاره يباساً لعدم توافر المياه.

ولفت مقلد إلى أنه لتجاوز إشكالية نقص المياه على ساحة المحافظة لابد من رصد ميزانية كبيرة لتبديل جميع الغواطس القديمة للآبار التي تم إصلاحها ولفها لأكثر من مرة لعدم وجود جدوى من إصلاحها لتعطلها مباشرة بعد التنزيل، علماً أنه جرى تبديل أكثر من غاطس بغواطس جديدة عن طريق المنظمات المانحة وزارة الموارد المائية، إضافة إلى ضرورة وضع برنامج تقنين للتيار الكهربائي يراعي خصوصية عدم وجود مصدر مائي للمحافظة سوى الآبار يضمن ضخ ساعات متواصلة للمياه من الآبار من دون انقطاع وذلك بأن يتم الوصل لخمس ساعات ليلاً من الثانية عشرة ليلاً إلى الخامسة صباحاً.

مدير الوحدات الاقتصادية في مؤسسة مياه السويداء رائد أبو إسماعيل أكد لـ«الوطن» أن واقع الكهرباء في المحافظة فرض حالة من العجز في تأمين مياه الشرب بالكميات المطلوبة لاعتماد المحافظة على الآبار الجوفية العميقة في تأمين مياه الشرب، موضحاً أن الإشكالية الأساسية تكمن في ساعات التقنين الطويلة وانخفاض الجهد في كثير من الخلايا المغذية للآبار سواء للآبار المحيدة عن التقنين أو الآبار المزودة بمجموعات توليد، ما أدى إلى عدم إقلاع كثير من الآبار في ساعات وصل التيار وأدى بدوره إلى تخفيض ساعات الضخ وبالتالي فرض شحاً في كميات المياه الواصلة للأهالي.

يضاف إليها أن الآبار المزودة بمجموعات التوليد لا يمكن أن تعمل على مدار 24 ساعة متواصلة لتعويض تردي التيار الكهربائي لعدم قدرة المؤسسة على تشغيل مجموعات التوليد على الآبار لساعات متواصلة للحفاظ عليها فنياً وميكانيكياً من جهة ولحاجتها إلى كميات كبيرة من المحروقات «آلاف الليترات يومياً» لا يمكن تأمينها كاملة وحسب المطلوب في ضل الكميات الموردة للمحافظة من مادة المازوت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن