شؤون محلية

صبار طرطوس مريض قلة في كمية الثمار وحلاوتها

| طرطوس- ربا أحمد

مع بداية كل صيف تنغمر أسواق طرطوس بفاكهة الصبار كفاكهة صيفية محببة لدى الناس، حيث توجد على الأرصفة والعربات وبكثرة، فهي تشكل مردوداً اقتصادياً لعدد من المزارعين لكونها لا تحتاج إلى تكاليف كبيرة، لكن هذا العام تغير المشهد تماماً ويبدو أن الكميات قليلة جداً وبانخفاض ملحوظ، فلم تشهد الأسواق إلا كميات قليلة لثمار الصبار عقب إصابة النبات بمرض يطلق عليه «الحشرة القرمزية» أو «المن القطني»، الذي يشكل طبقة تشبه القطن حول ألواح الصبار والثمار، وتحول الثمر من اللون الأخضر إلى القرمزي أو الأحمر الفاتح، ما ينذر بخطر بيئي لسنوات مقبلة.

التقت «الوطن» عدداً من المزارعين الذين أكدوا أن هذا الموسم لم يعط ثماراً كثيرة بسبب وجود الحشرة القرمزية التي أدت لوجود مادة حمراء على الألواح كاللون القرمزي الذي يشبه لون الدماء نتيجة وجود حشرة امتصت عصارة هذه الألواح فكان الإثمار ضعيفاً، والتي كان من المفترض مكافحتها منذ الربيع لكن لم يعتد المزارع إصابة الصبار بالأمراض أو العناية به سابقاً، مشيرين إلى أن بعضها تأذى كثيراً ولم يعط إلا عدد ثمار محدوداً جداً.

مدير دائرة الوقاية في مديرية زراعة طرطوس وائل حسين أوضح لـ«لوطن» أن الحشرة القرمزية تتجه من الأسفل عند ساق الصبار إلى الأعلى نحو الألواح مع بداية ارتفاع الحرارة في فصل الربيع لتلتصق على الألواح وتتغذى عليها، وهو مرض أصاب نبتة الصبار في حوض المتوسط منذ سنوات ودخل محافظة طرطوس منذ عامين لكن هذا العام كان بصورة ملحوظة.

وعن كيفية مكافحته، أشار حسين إلى أن المكافحة الميكانيكية هي الخطوة الأولى بإزالة الحشرة بالماء أو المكنسة بشكل كامل ومن ثم رشها بزيت صيفي مع مبيد حشري جهازي، وذلك مرتين كل 15 يوماً مرة، ومع بداية فصل الخريف يجب إزالة الأجزاء المصابة وحرقها لحماية النبات للموسم القادم، إضافة إلى أن نقل الصبار يجب أن يكون عن طريق الصناديق البلاستيكية لمنع نقل العدوى.

ولفت إلى أن الوحدات الإرشادية بينت للمزارعين منذ فصل الربيع أهمية المكافحة وطريقتها، لكن معظم الفلاحين لم يدركوا أهمية ذلك حتى شاهدوا بأم العين الإصابة التي تمتص عصارة الألواح فتؤدي إلى قلة الثمار وفقدان حلاوتها، علماً أن الثمار يمكن أن تؤكل ولا تسبب أي مضار على صحة الإنسان، كما يمكن الاستفادة من الحشرة بالحصول على الصبغيات القرمزية التي تستخدم للمواد التجميلية.

وأضاف: علماً أن الحشرة تنتشر بأعداد كبيرة وتمتص العصارة داخل النبات وتضعفه بعد تشكل طبقة تشبه القطن الأبيض، ومع امتداد وانتشار الإصابة يمكن أن تؤدي إلى سقوط ألواح الصبار وموت النبات بالنهاية.

وأوضح أن منطقة بانياس الأكثر ضرراً لكون الصبار موجوداً فيها بكثرة ويزرع كسياج حول البساتين، ومن خلال التواصل معهم لاحظنا رغبة البعض بالتخلص من الصبار القديم وزراعة الأصناف المتحملة، لكن بقاء الحشرة لدى البعض سيؤثر في بقية الصبار بالمنطقة لكون العدوى تنتقل بالهواء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن