الصحة: هذا مرض نادر جداً … سورية خالية من «جدري القردة» ولا وجود لأي اشتباه … مدير مشفى الجلدية لـ«الوطن»: خط ساخن مع مديرية الصحة بدمشق
| فادي بك الشريف
أوضحت مديرة المشافي في وزارة التعليم العالي ميشلين كاسوحة في تصريح لـ«الوطن» عدم تسجيل أي إصابة بفيروس «جدري القردة» ضمن المشافي الجامعية، على حين أعلنت وزارة الصحة أن سورية خالية من جدري القردة.
وأكدت كاسوحة وجود متابعة يومية بالتنسيق مع مديري المشافي والتقيد بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة والإجراءات المقررة للتعامل مع أي طارئ، علماً أن التعليم العالي تراسل جميع المشافي وتضعها بصورة جميع التعليمات «الصحية» وأي جديد يصدر عنها.
من جانبه بين مدير مشفى الجلدية بجامعة دمشق علي عمار عدم تسجيل أي حالة بالفيروس حتى تاريخه، مضيفاً: في حال ظهور أي حالة من «جدري القردة» يتم التواصل على الفور «على الخط الساخن» مع مديرية الصحة لإرسال فريق مختص لأخذ العينات ونقل المريض واتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة وإجراء أعمال تعقيم لجميع العيادات وأماكن وجود المريض.
بدورها أشارت رئيسة قسم الجلدية في المشفى كندا الشوا أن إجراءات المشفى تندرج ضمن منظومة الصحة في سورية، مضيفة: إلى الآن لا يوجد أية حالة اشتباه بإصابة بفيروس «جدري القردة»، وفي حال تم ضبط أعراض مصابة بالمرض ولاسيما ارتفاع الحرارة وآلام عضلية وصداع وطفح جلدي مميز «وحيد الشكل» وغالياً على شكل بكرات وتموضعه بمنطقة الوجه والراحتين والأخمصين، يتم اتخاذ إجراءات إسعافية عاجلة.
وأضافت: في حال الاشتباه بأي إصابة يتم التعامل مع الموضوع ضمن خطة واضحة بالمشفى بالتعاون مع مديرية الصحة ووحدة الأمراض المزمنة والسارية، وعزل المريض مباشرة، واتخاذ الإجراءات اللازمة.
بيان للصحة
من جهتها أعلنت وزارة الصحة أن سورية خالية من جدري القردة، مؤكدة أن سراية المرض ضعيفة مقارنة بكوفيد – 19 والأمراض السارية الأخرى كشلل الأطفال والحصبة وغيرها.
وأكدت وزارة الصحة في بيان لها أن القطاع الصحي في جهوزية استباقية من خلال تعميم الإجراءات الاحترازية الواجب اتخاذها -منذ عامين- على كل فرق الترصد المبكر والتقصي الوبائي في المحافظات كافة وللعاملين الصحيين في المعابر الحدودية خاصة، وأعادت التعميم بتشديد الإجراءات عند الإعلان الثاني لمنظمة الصحة العالمية في 14 آب 2024.
وأهابت وزارة الصحة بالمواطنين عدم تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة والحصول على المعلومة المتعلقة بالشأن الصحي العام حصراً من منصات وزارة الصحة على الإنترنت ووسائل الإعلام الوطنية.
وقالت الوزارة: إن جدري القردة مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ، كشف لأول مرة في عام 1958 في مستعمرات القردة، وتم تسجيل أول إصابة بشرية عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية، في السنوات اللاحقة انتشرت فاشيات جدري القرود في مناطق وسط وغرب إفريقيا.
وعن فترة الحضانة للفيروس، أضافت الوزارة: هي الفترة بين التعرض للفيروس والإصابة وحتى ظهور الأعراض، وفترة حضانة الفيروس تتراوح بين 5 و21 يوماً.
أعراض المرض
واعتبرت الوزارة أن أعراض المرض هي ارتفاع في درجة الحرارة، صداع، ألم في العضلات، مضيفة: يبدأ الطفح الجلدي بعد 1-3 أيام من ارتفاع الحرارة ويظهر في الوجه ثم ينتشر إلى باقي أعضاء الجسم مثل راحة اليدين، الأعضاء التناسلية، الأغشية المخاطية، الملتحمة، إضافة إلى وجود تضخم في العقد اللمفاوية هو علامة فارقة عن الأمراض الفيروسية الأخرى المشابهة مثل جدري الماء.
وأكدت الوزارة أن درجة الخطورة تعتبر عالية في الأطفال والحوامل، لافتة إلى أن انتقال الفيروس يكون من الحيوان للإنسان، ومن إنسان لإنسان.
وفيما يخص معدل الوفيات، قالت الوزارة في بيانها: أغلب الحالات تكون الأعراض خفيفة، وتختفي تلقائياً، ويتعافى المريض في خلال أسابيع، وبعض الإصابات تكون أكثر شدة وقد تكون مميتة أحياناً، كما هناك نوعان من السلالات الأولى سلالة غرب أفريقيا بنسبة وفيات 1 بالمئة، والثانية سلالة وسط أفريقيا بنسبة وفيات 10 بالمئة.
وبالنسبة لطرق الوقاية من المرض، نوهت الوزارة بأن الإجراءات الاحترازية ضد كوفيد-19 فعّالة ضد جدري القردة مثل: ارتداء الكمامة عند عدم وجود إمكانية للتباعد المكاني أو عند الشك بالتعامل مع شخص مصاب – غسل اليدين – تطهير الأسطح، وتجنب الاحتكاك مع الحيوانات ولاسيما القوارض، إضافة عزل المصابين وعلاج الأعراض وتتبع المخالطين.
العلاج واللقاح
وقالت الوزارة: لا توجد أيّ أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة ولكن يمكن استخدام مثل بعض الأدوية المضادة للفيروسات، ويمكن استخدام لقاح الجدري VIG. ، إضافة إلى أن اللقاح المضاد للجدري يوفر حماية بنسبة 85 بالمئة لكنه غير متاح على نطاق واسع في جميع دول العالم.
ويشار إلى أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، أعلن أن الزيادة الكبيرة في تفشي جدري القردة «إمبوكس» في جمهورية الكونغو الديمقراطية وعدد متزايد من البلدان في أفريقيا تشكل طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً (طارئة صحية عالمية) بموجب اللوائح الصحية الدولية 2005.