عربي ودولي

أكد أن نتنياهو يقود إسرائيل إلى الهاوية … إعلام العدو عن رد إيران وحزب الله: الأسوأ من الكارثة انتظارُها

| وكالات

أقرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن انتظار رد إيران وحزب اللـه أفقد المستوطنين صوابهم، كاشفة عن خشيةٍ في المؤسّسة الأمنية للاحتلال من احتمال اغتيال شخصية إسرائيلية سياسية أو عسكرية، كواحد من أبرز السيناريوهات المحتملة للرد، في حين سلطت صحيفة «هآرتس» الضوء على حجم التصدّع الداخلي الإسرائيلي، مشيرة إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يقود إسرائيل إلى الهاوية.

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن تهديدات حزب الله، والانتظار الذي لا ينتهي للرد الإيراني، يمكن أن يُفقدا المستوطنين صوابهم، مضيفةً: «نحن لا نحتمل عدم اليقين، ومعرفة أننا سنتعرض لصدمة كهربائية أقل سوءاً من عدم معرفتنا بما سيحدث».

ورأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن التقديرات تشير إلى أن حزب اللـه سيهاجم، وأنه ينتظر فقط الوقت المناسب، وأشارت إلى أنه إضافة إلى القلق على مصير الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، ورغبة المستوطنين في العودة إلى مستوطناتهم التي أخرجوا منها، فإن إسرائيل في انتظارها للرد تواجه واقعاً غير منطقي يصل إلى حدود الهلوسة، وأكدت الصحيفة أنه إذا كان هناك شيء أسوأ من الكارثة، فهو انتظار حدوثها، وعدم اليقين بشأن متى وكيف وبأي شدة ستحدث، لافتةً إلى أن «الانتظار في حالة من عدم اليقين هو وقود القلق».

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تعيش منذ الـ7 من تشرين الأول 2023 واقعاً مجنوناً لا يمكن السيطرة عليه، وأضافت: «نحتاج أيضاً إلى التحقيق في ما حدث لأرواحنا في مثل هذا الواقع غير المحتمل»، وأكدت أن مسؤولين أمنيين كباراً، حذّروا في اجتماع «الكابينت» السياسي – الأمني، الذي عُقد يوم الخميس الماضي، من أن انتقام إيران أو حزب الله، ليس لزاماً أن يتضمن هجوماً صاروخياً وهجمات بطائرات مسيّرة، بل أيضاً محاولات اغتيال وزراء وأعضاء «كنيست»، وضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، ومسؤولين سابقين في «الموساد» و«الشاباك».

وعلى هذا الأساس، رفع جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» درجة استنفاره، وأصدر في الوقت نفسه تعليمات صارمة لجميع الهيئات ذات الصلة بـ«زيادة اليقظة» لدى الشخصيات المهددة، مشيراً إلى أن التقدير هو أن استهداف مسؤول إسرائيلي سيعدّ إنجازاً كبيراً.

في سياق متصل، نقلت الصحيفة الإسرائيلية ذاتها، عن مصادر خاصة بها في الجهاز الأمني، تشاؤمها بنتيجة الاتصالات الجارية في الدوحة والقاهرة، وتأكيدها ضرورة السعي للتوصل إلى اتفاق، متسائلةً «إلى متى يمكن إبقاء مستوطني الشمال خارج منازلهم؟».

على خط موازٍ، اعتبرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في افتتاحيتها أمس الإثنين أن إسرائيل يديرها أشخاص يخونون وظائفهم، وأشارت إلى أن رئيس حكومة الاحتلال يقودها إلى الهاوية، وسلط مقال الصحيفة الذي يعكس حجم الانقسام والتفكك الداخلي الإسرائيلي الضوء على إخفاق القادة الإسرائيليين بإدارة كيان الاحتلال في زمن الحرب، وهنا تفصّل الصحيفة كيف يلحق كل مسؤول الضرر بإسرائيل، فوزير التعليم يوآف كيش «لديه مهمة واحدة ثقيلة الوزن وهي التأكد من أن العام الدراسي سيبدأ كعادته»، حسب الصحيفة، التي أسفت أنه لا يعمل على أداء هذه المهمة، محملة إياه مسؤولية مليونين ونصف مليون طالب.

وأضافت: إن «لامبالاة كيش بمصير التعليم الرسمي، التيار الرئيس والأكبر في إسرائيل، هي صورة مرآة لتجنده الكامل لمصلحة ضخ مبالغ ضخمة إلى التعليم الحريدي، إلى جانب تدمير الإدارة السليمة وفرصة مستقبل سوي»، وتابعت قائلة: «هذا هو معنى سُلّم الأولويات المشوّه في حكومة بنيامين نتنياهو. ومثل رئيس الوزراء، يتملّص كيش أيضاً من تحمّل أي مسؤولية»، واتّهمت الصحيفة كيش بانهماكه في منح المزايا للتعليم الحريدي – «حتى لم يبق وقت ومال للاهتمام بطلاب التعليم الرسمي».

ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن وزير التعليم هو «واحد من كثيرين في هذه الحكومة الكارثية، الذين يقفون على التل من أجل ائتلاف نتنياهو للنهب»، وقالت: إنه «عندما يكون الهدف النهائي هو البقاء السياسي لرئيس الحكومة، فإن كل الوزارات هي مجرد ديكور في لعبة معروفة سلفاً: لعبة تسمُن فيها الأحزاب القطاعية، كل حسب درجة شهيته. وهذه الأحزاب لديها الكثير من الشهية».

وفي ختام مقالها أكدت «هآرتس» أن من يدير إسرائيل جماعات تفضّل مصلحتها الخاصة على المصلحة العامة، واصفة إياهم بالخائنين، قائلة: «وزير المالية يُلحق الضرر بالاقتصاد، ووزير الأمن القومي يُلحق الضرر بالأمن القومي، ووزير التربية يُلحق الضرر بالطلاب، ورئيس الحكومة يدهور إسرائيل إلى الهاوية».

ويتزايد السخط في أوساط المستوطنين تجاه حكومة نتنياهو بسبب فشلها في إدارة الحرب وتحقيق «النصر في غزة»، وفشلها أيضاً في إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، لا بل قتلها لهم خلال عدوانها على القطاع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن