سورية

أكد استحالة التوصل إلى وقف إطلاق نار من دون قطع قنوات التهريب وبالأخص عبر تركيا … لافروف يرفض وقف عمليات بلاده على الإرهابيين.. ويتحدث عن وجود «مدللين» بين «وفدي» المعارضة

| وكالات

رفضت روسيا مطالب الغرب ودول إقليمية وحلفائهما في «الهيئة العليا للمفاوضات» إيقاف عملياتها العسكرية في سورية التي تستهدف الإرهابيين. ولأول مرة تحدثت الدبلوماسية الروسية عن وجود وفدين للمعارضة يشاركان في المحادثات السورية السورية بجنيف، لكنها انتقدت «المدللين» من هؤلاء. وبينت موسكو أن وقف إطلاق النار في سورية، الذي سيناقش في مدينة ميونيخ، يجب أن يقوم على «قطع قنوات تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية التركية التي تساهم في تغذية الإرهابيين بسورية».
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول: إنه ينبغي على روسيا أن توقف قصف القوات المعارضة في سورية، ولا سيما بعد أن بدأت محادثات جنيف التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد منذ نحو خمس سنوات.
ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوة نظيره الأميركي. وبعد محادثات أجراها مع نظيره العماني يوسف بن علوي في العاصمة العمانية مسقط، قال لافروف: «لا أرى أي سبب لإيقاف عملية القوات الجوية والفضائية الروسية في سورية، طالما لم يتم إلحاق الهزيمة بالإرهابيين».
واعتبر أن الغارات الروسية لم توجه ضربة فعالة جداً للإرهابيين فقط، بل شكلت أيضاً، مثالاً حفز التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على رفع فعالية ضرباته. وعلق على ذلك قائلاً: إن الجانب الروسي مرتاح لزيادة فعالية غارات التحالف الدولي منذ انطلاق العملية الجوية الروسية في سورية.
وعما يخص تحفظات روسيا بشأن العمليات الغربية لضرب داعش، أوضح لافروف، أن القضية الوحيدة المتبقية تتعلق بمدى شرعية العمليات التي يجريها التحالف في المجال الجوي السوري، علماً بأنه يعمل في هذا المجال من دون موافقة الحكومة السورية الشرعية. وأكد أن الجانب الروسي، على الرغم من هذه المشكلة، ما زال مهتماً بالتنسيق العملي مع التحالف الدولي، ليس فقط في مجال الحيلولة دون وقوع حوادث جوية غير مرغوب فيها، بل من أجل إطلاق تنسيق حقيقي يشمل القوى التي تحارب الإرهابيين على الأرض والقوات الجوية للتحالفين الروسي والغربي. ووصف الوزير الروسي الاتهامات الغربية المتكررة الموجهة إلى سلاح الجو الروسي باستهداف مجموعات من «المعارضة المعتدلة»، وحتى مدنيين، في سورية، بأنها عديمة الأساس على الإطلاق. وأعاد إلى الأذهان أن موسكو تسمع هذه الاتهامات منذ بداية عمليتها الجوية، على الرغم من أنها دعت دول التحالف منذ اليوم الأول من الغارات الروسية إلى الجلوس وإجراء مشاورات مهنية حول «الأهداف الصائبة» و«الأهداف الخاطئة» على أرض سورية، بدلاً من الانخراط في خطابات دعائية. ومضى مشدداً: «بدلاً من ذلك يفضل شركاؤنا تكرار اتهامات عديمة الأساس على الإطلاق، ويتحاشون الحوار العملي، وهو أمر يثير تساؤلات عن الأهداف الحقيقية التي يسعى التحالف إلى تحقيقها».
من جهة أخرى تطرق لافروف إلى الشروط المسبقة التي يطرحها وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» في سياق محادثات جنيف، بما في ذلك وقف الغارات الروسية. وقال: «هناك أشخاص مشبوهون ظهروا في وفد المعارضة في جنيف، وبدؤوا فرض شروط مسبقة لا علاقة لها بأحكام القرار الدولي 2254 وبياني فيينا وبيان جنيف». ووصف هؤلاء المعارضين بأنهم «مدللون» من مموليهم الخارجيين، وبالدرجة الأولى من تركيا. وذكّر بأن أنقرة منعت بمفردها، انضمام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى محادثات جنيف. كما اعتبر أن «أشخاصاً مدللين» ظهروا أيضاً في صفوف وفد المعارضة الثاني الذي يمثل ما يعرف بـ«مجموعة لوزان»، وباتوا يطرحون شروطاً مسبقة لا علاقة لها بمبادئ بيان جنيف واتفاقات فيينا والقرار (2254)، في إشارة إلى الوفد الديمقراطي العلماني. ويبدو انتقاد لافروف موجهاً إلى رئيس «مجلس سورية الديمقراطي» هيثم مناع.
ووصف موقف المعارضين السوريين هذا بأنه «قصير النظر للغاية وعديم الآفاق»، وحذرهم من التعويل على الممولين الخارجيين والتوكل عليهم في التوصل إلى قرارات وفي حل القضايا السورية عن طريق طرح شروط مسبقة وإنذارات. وأردف قائلاً: «نأمل وسنصر على أن تتخلى الوفود الثلاثة، وهي وفدا المعارضة ووفد الحكومة، عن المطامح الأنانية، وتنطلق من مصالح الشعب السوري. أما ذلك فيتطلب الاعتماد على الوثائق التي أقرها المجتمع الدولي، وعلى رأسها القرار (2254)».
وأعاد رئيس الدبلوماسية الروسية إلى الأذهان الدعوات المتكررة إلى روسيا لكي تؤثر على الحكومة السورية فيما يخص إطلاق المفاوضات مع المعارضة، وشدد على أن موسكو وفت بالتزاماتها، إذ وصل وفد الحكومة السورية إلى جنيف، من دون أي شروط مسبقة. وأعرب عن أمله «في أن يتصرف أولئك الذين لهم تأثير قوي على المعارضة السورية بالقدر نفسه من المسؤولية عما يخص مهمة إطلاق الحوار من دون أي شروط مسبقة». وذكر لافروف بأن هذا الحوار يجب أن يشمل جميع القضايا، بما في ذلك اتخاذ الإجراءات العاجلة لتخفيف الوضع الإنساني المتأزم، ووقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية. وقال: إن روسيا قدمت أفكاراً عملية حول سبل التوصل إلى وقف مستقر لإطلاق النار في سورية. مضيفاً: «إننا بحثنا هذه الأفكار مع شركائنا الأميركيين، ونأمل في مواصلة الحديث بشكل أكثر تفصيلاً قبيل لقاء مجموعة دعم سورية في ميونيخ» يوم الخميس المقبل. وشدد على أن العنصر الرئيسي لوقف إطلاق النار يكمن في قطع قنوات تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية التركية التي تساهم في تغذية الإرهابيين بسورية. واعتبر أنه من المستحيل التوصل إلى وقف إطلاق نار مستقر من دون قطع قنوات التهريب.
ومن العاصمة الإماراتية أبو ظبي، أكد لافروف أمس الأول أن «جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام الإسلامية» إرهابيان وأن مشاركة ممثلين عنهما في حوار جنيف تمت بصفة شخصية وبشرط الالتزام بالقرار (2254) والتخلي عن الإرهاب ولا تعني الاعتراف بهما.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن