مدفعية الجيش وصواريخه أردت العشرات من إرهابيي «النصرة» في إدلب وسهل الغاب … قذائف هاون تستهدف «أبو الزندين» وتعثّر انطلاقته في يومه الأول
| حلب- خالد زنكلو – حماه- محمد أحمد خبازي
تعثرت انطلاقة معبر أبو الزندين، الذي يصل مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث نفوذ الميليشيات الموالية لأنقرة بمناطق الحكومة السورية في حلب، بإطلاق قذائف هاون مجهولة المصدر على محيطه ما أدى إلى توقف الحركة التجارية فيه مع أول يوم من افتتاحه رسمياً أمس.
وكان المعبر التجاري، الذي يأتي افتتاحه في إطار التفاهمات الروسية- التركية، تعرض لانتكاستين الأولى في 27 حزيران الماضي، حيث عمد مدنيون ومسلحون تابعون لميليشيات أنقرة إلى تحطيم محتوياته إبان افتتاحه بشكل تجريبي، والثانية أمس إثر إطلاق قذائف هاون باتجاهه، وذلك بعد إغلاقه في منتصف آذار 2020 بسبب جائحة «كورونا».
وذكرت مصادر أهلية في مدينة الباب، التي يقع «أبو الزندين» إلى الغرب منها، أن بين 3 إلى 5 قذائف هاون سقطت ظهر أمس في محيط المعبر، الذي بدأت الحركة التجارية تدب في شرايينه بعد افتتاحه رسمياً في صباح اليوم ذاته لتبادل البضائع عبر شاحنات محملة بها من الطرفين، وبعدما عبرته شاحنات في اليوم السابق في خطوة تجريبية لم تعرقلها أي منغصات.
وبيّنت المصادر لـ«الوطن» أن حركة الشاحنات توقفت باتجاهي المعبر عقب إطلاق القذائف، وأنه جرى إفراغه من الشاحنات المحملة بالبضائع إلى حين تأمين محيطه، من الفصائل التي أوكلت إليها هذه المهمة من قبل السلطات التركية.
مصادر معارضة مقربة من ميليشيات ما يسمى «الجيش الوطني» التابع للإدارة التركية، أوضحت أن الكثير من الجهات لها مصلحة بإطلاق القذائف وتعطيل المعبر، بسبب تضرر مصالحها من افتتاحه.
وأشارت المصادر بأصابع الاتهام، بالدرجة الأولى، إلى تنظيم جبهة النصرة، بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، والذي وجه الميليشيا المسماة «أحرار عولان» التابعة لميليشيا «أحرار الشام» المتحالفة مع التنظيم الإرهابي لإطلاق القذائف نحو المعبر لنسف «التفاهمات» الروسية- التركية في المنطقة، خشية من انتقال تنفيذها لاحقاً إلى إدلب حيث طريق حلب-اللاذقية، المعروف بطريق «M4»، والواجب وضعه في الخدمة منذ توقيع «اتفاق موسكو» الروسي- التركي مطلع آذار 2020، والذي يسيطر «النصرة» على نقاطه الواقعة خارج سيطرة الحكومة السورية على امتداد 70 كيلو متراً.
ولفتت إلى احتمال تورط مسلحي الميليشيات التابعة لإدارة أردوغان لاستبعادهم من إدارة المعبر، بعدما حصرت الاستخبارات التركية مهمة حمايته وإدارته بميليشيا «السلطان مراد» وما يسمى «الشرطة العسكرية» التي تنفذ توجيهات أنقرة.
وأشارت إلى أن الكثير من ميليشيات «الجيش الوطني» التي تحترف عمليات التهريب، تضررت مصالحها بافتتاح المعبر، ولها مصلحة في خروجه عن الخدمة.
المصادر نقلت عن ميليشيات اجتمعت مع الاستخبارات التركية أول من أمس في منطقة حوار كلس الحدودية التركية أن الأخيرة منزعجة جداً من إطلاق القذائف على المعبر، لأنها تشكل تحدياً للسلطات في أنقرة، على الرغم من التهديدات التي أبلغتها للميليشيات في حال حدوث أي خرق أمني يخص المعبر.
وتوقعت تأمين محيط المعبر بمسافة 3 كيلو مترات من طرف سيطرة ميليشيات «الجيش الوطني» قبل إعادته للعمل اليوم الثلاثاء أبو بعد غد الأربعاء.
على صعيد موازٍ، أكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة، دكت بالمدفعية الثقيلة مواقع للإرهابيين في محيط السرمانية بسهل الغاب الشمالي الغربي، في حين دكت الوحدات العاملة بريف إدلب بالمدفعية والصواريخ، مواقع لـ«النصرة» في أطراف مدينة إدلب وقرى الحلوبة والشيخ سنديان والفطيرة وأفس وسفوهن، وهو ما أسفر عن سقوط العشرات من الإرهابيين بين قتيل وجريح.
وأوضح المصدر أن مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها «النصرة»، كانت قد اعتدت بقذائف صاروخية على نقاط للجيش بمنطقة «خفض التصعيد»، فرد عليها بالنيران المناسبة.