رياضة

انكسار وانتصار..

| مالك حمود

حديث الساعة أصبح قضية السلة الجلائية التي فقدت أربعة من أبنائها (من غير شر) بعدما قرروا مغادرة النادي بسبب المقتضيات المعيشية.

رحيل أربعة أعمدة أساسية دفعة واحدة من أي فريق يشكل ضربة قوية كفيلة بكسر ظهره وتفتيت فقراته، وانقطاع نخاعه الشوكي.

الكثيرون شكوا وبكوا على ما حل بالسلة الجلائية التي كانت تكافح لبلوغ المنافسات النهائية لدوري المحترفين في موسمه الماضي، وبدل أن تتضاعف أحلام الفريق وتتعزز طموحاته بحشد الطاقات والقوى ومضاعفة الدعم، تنطفئ شعلة الحماس بشكل غير متوقع.

ولأن العين لا تقاوم المخرز لم يكن بمقدور إدارة نادي الجلاء سوى العمل على مبدأ (العين بصيرة واليد قصيرة) فالمعطيات المالية خذلتها وحالت دون إمكانية إرضاء أبنائها بعرض مماثل أو مقارب لما تقدم لهم من أندية أخرى، ولم يكن أمامها سوى أن تضع الملح على الجرح، وتعمل وفق مبدأ الجود بالموجود، واختصار الكلام بعبارة:

الجلاء كبير، والمدرسة التي خرجت أجيالاً من النجوم قادرة على إنجاب غيرهم.

الجلاء بمقدراته الحالية ليس أمامه سوى الاعتماد على أبناء النادي الواعدين.

الجلاء اليوم أمام فرصة جديدة وتاريخية.

فرصة تنطلق من جرأة القرار والانطلاق في المسار.

فرصة تتكرر مع النادي نفسه، والكل يذكر عندما هجر النادي مجموعة من نجومه ومواهبه للسبب نفسه ولم يكن أمام الجلاء سوى الاعتماد على أبنائه الشبان، ومعهم وبهم انطلق بثقة وعزيمة وتفهم ومساندة دون خوف أو تردد، وسار وأثبت جدارته بين الأقوياء، وماحك جلدك مثل ظفرك، ليضرب مثلاً في الفريق الشاب العازم على إثبات ذاته بروح عالية ومساندة قوية من محبيه داخل البلد وخارجه.

واليوم التاريخ يكرر نفسه ويضع إدارة النادي أمام المأزق نفسه، فيما هي تراه فرصة متجددة للنهوض من جديد، ولها في العالم أديسون مثال حيّ عندما احترق مخبره، وجاءه المحبون لمواساته بالمصيبة التي حلت به، لكنه رفض عبارات المواساة موضحاً أنه ليس حزيناً لما جرى بل العكس، ومؤكداً أن احتراق المخبر بما فيه من أبحاث علمية يعطيه فرصة للبدء مجدداً في رحلة اكتشافات بحثية جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن