حماس استنكرت تصريحات بايدن.. و«الشعبية»: بلينكن فوّض استكمال الإبادة في غزة … المقاومة تستهدف قوات الاحتلال في رفح وتوقع قتلى في عمليات نوعية
| وكالات
واصلت المقاومة في قطاع غزة لليوم الـ319 من معركة «طوفان الأقصى» التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة، وخصوصاً في رفح، موقعةً في صفوفها خسائر إضافية في العديد والعتاد، في حين استنكرت حماس تصريحات بايدن باتهامها بالتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرة أنها «ادّعاءات مضللة، وضوء أخضر أميركي لحكومة الاحتلال لارتكاب مزيد من الجرائم».
وفي إطار التصدي المستمر لقوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، لليوم الـ319، استهدفت كتائب الشهيد عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة حماس، قوةً إسرائيليةً متحصنةً في منزل في المخيم الغربي في حي تل السلطان غرب رفح، جنوب قطاع غزة، مستخدمةً في ذلك قذيفة «TBG» وقذيفة أفراد.
وبعد عودتهم من خطوط القتال، أكد مجاهدو كتائب القسّام استهداف قوة إسرائيلية أخرى، تحصّنت أيضاً داخل منزل بجوار مدرسة «القادسية» في تل السلطان بقذيفة «TBG»، كما استهدفت أيضاً في تل السلطان وتحديداً بجوار جامعة القدس المفتوحة، دبابة «ميركافا» إسرائيليةً بقذيفة «الياسين 105».
أما سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، فقصفت تجمعاً لجنود الاحتلال وآلياته في محيط مدرسة «عمر الآغا» في منطقة القرارة، شمال شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، بوابل من قذائف «الهاون»، كذلك، قصفت كتائب شهداء الأقصى تجمعاً لجنود الاحتلال وآلياته المتوغلة في منطقة القرارة، وقصفت أيضاً مقراً إسرائيلياً للقيادة والسيطرة في محور «نتساريم»، جنوب غرب مدينة غزة، بصاروخين من نوع «107»، بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل.
وفي «نتساريم» أيضاً، قصفت كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني موقع قيادة وسيطرة تابعاً للاحتلال، بصاروخين من طراز «107»، في حين فجّرت قوات الشهيد عمر القاسم الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عبوةً ناسفةً مضادةً للأفراد في قوة للاحتلال في حي السلام شرقي رفح، موقعين أفرادها بين قتيل ومصاب.
وبينما تواصل المقاومة في قطاع غزة تصديها للقوات الإسرائيلية المتوغلة، مكبّدةً إياها مزيداً من الخسائر في العتاد والعديد، أقرّ جيش الاحتلال قبل يومين، بمقتل قائد سرية في الإسناد اللوجستي وجندي خلال المعارك الدائرة، وبهذا، ارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال في معارك قطاع غزة إلى أكثر من 690 ضابطاً وجندياً، منذ بدء «طوفان الأقصى»، منهم أكثر من 330 قُتلوا منذ بدء المعارك البرية في القطاع، حسب الأرقام التي ينشرها الاحتلال، وإذ يتكتّم الاحتلال على خسائره ويفرض رقابةً شديدةً بشأنها، فإن البيانات والمشاهد التوثيقية التي تصدرها المقاومة في غزة تؤكد أن قتلاه ومصابيه أكبر بكثير مما يعلن.
في غضون ذلك، استهجنت حركة حماس التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي ادّعى فيها أن الحركة «تتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة»، بعد ساعات من قيام وزير خارجيته، أنتوني بلينكن، بدعوتها إلى قبول المقترح الأخير.
وأكدت الحركة في بيان، أن ما تم عرضه مؤخراً على الحركة، يمثّل «انقلاباً على ما وصلت إليه الأطراف في الـ2 من تموز الماضي، المرتكز على إعلان بايدن في الـ31 من أيار، وقرار مجلس الأمن رقم 2735، الصادر في الـ11 من حزيران»، وشددت على أن هذا «الانقلاب يُعدّ استجابةً ورضوخاً أميركياً لشروط الإرهابي نتنياهو الجديدة، ومخططاته الإجرامية تجاه قطاع غزة».
وإزاء ذلك، أوضحت حماس أن تصريحات بايدن وبلينكن هي «ادّعاءات مضللة، ولا تعكس حقيقة موقف الحركة الحريص على التوصل إلى وقف للعدوان»، وشددت على أن هذه التصريحات تأتي في إطار الانحياز الأميركي الكامل إلى الاحتلال الإسرائيلي، والشراكة الكاملة في العدوان وحرب الإبادة على المدنيين العزل في قطاع غزة، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، كما عدّتها «ضوءاً أخضر أميركياً متجدداً للحكومة الإسرائيلية لارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين العزّل، وسعياً لإبادة وتهجير شعبنا».
في السياق نفسه، أشارت الحركة إلى أن الوسطاء في قطر ومصر يعلمون أنها «تعاملت بكل إيجابية ومسؤولية في كل جولات المفاوضات السابقة، وأنّ نتنياهو كان دائماً من يعرقل الوصول إلى اتفاق، ويضع شروطاً وطلباتٍ جديدة»، وجدّدت تأكيد التزامها بما وافقت عليه مع الوسطاء في الثاني من تموز، حاثةً الوسطاء على تحمّل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بقبوله، وطالبت الإدارة الأميركية بـ«العودة عن سياسة الانحياز الأعمى إلى مجرمي الحرب الإسرائيليين، ورفع الغطاء السياسي والعسكري عن حرب الإبادة التي يشنّها جيش الاحتلال الفاشي على قطاع غزة، والعمل جدياً لوقفها».
وحمّلت حماس رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، «كامل المسؤولية عن إفشال جهود الوسطاء، وتعطيل التوصل إلى اتفاق»، في بيان أصدرته مساء الأحد الفائت، وأوضحت أن المقترح الجديد «يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها»، وخصوصاً ما يتعلق برفضه وقفاً دائماً لإطلاق النار، ورفضه الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإصراره على مواصلة احتلال محور «نتساريم»، ومعبر رفح وممر «فيلادلفيا».
من جانبها رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن وزير الخارجية الأميركي منح حكومة الاحتلال الإسرائيلي تفويضاً جديداً لاستكمال العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، وشددت في بيان، على أن جيش الاحتلال «ترجم هذا التفويض عبر تصعيده المجازر وعمليات التهجير في القطاع»، والتي كان أحدثها حصار عشرات آلاف النازحين غرب خان يونس جنوب القطاع، بالدبابات، وإمطارهم بالقذائف.
وأضافت إن النتيجة المباشرة لزيارة بلينكن إلى المنطقة، وهي التاسعة منذ اندلاع الحرب في الـ7 من تشرين الأول الماضي «تصعيد المجازر على طول قطاع غزة، ورفع وتيرة حرب الإبادة، في ظل التأييد والدعم المطلق الذي تقدّمه الإدارة الأميركية إلى الاحتلال».
في السياق نفسه، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الإدارة الأميركية هي من يقود الحرب على قطاع غزة، وأشارت إلى أن واشنطن «تحشد أساطيلها في المنطقة لاستكمال هذه الإبادة والعدوان على شعوب المنطقة»، وإزاء ذلك، شددت الجبهة على أن «لا حل أمام هذا الهجوم الاستعماري الوحشي إلا المقاومة، في كل المنطقة».
أما ما يتعلّق بالمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنجاز صفقة تبادل أسرى، فأوضحت الجبهة أن الولايات المتحدة ليست وسيطاً، بل تقود الحرب وتنخرط في تفاصيلها الخطّية والتنفيذية مع الاحتلال، مشيرة إلى أن شعوب المنطقة عليها «واجب استقبال زيارة المجرم بلينكن بالغضب والانتفاض ضد جرائم الحرب الأميركية- الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني».
وختمت بيانها بالقول: «شعبنا بقدراته الذاتية ليس قادراً على وقف حرب الإبادة، وهو بأمس الحاجة لمساعدة كل حلفائه وأصدقائه في مواجهة تحالف الإبادة، ولكنه يستطيع أن يجد ويفعّل أدوات ليجعل المحتل، وكل من شاركه في إبادة شعبنا، يدفع أثماناً كبيرة».