ثقافة وفن

رؤساء اتحادات الكتاب في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية يلتقون في عمّان … بمشاركة سورية.. مناقشة واقع الهيئات الثقافية العربية

| الوطن

في خضم التطورات المتسارعة للأحداث العربية والإقليمية والعالمية، ورغبة في تعزيز التعاون ووضع إستراتيجية العمل الثقافي والفكري المشترك بين عدد من المؤسسات الثقافية والفكرية، عقدت في العاصمة الأردنية عمان سلسلة جلسات فكرية وثقافية حوارية، وذلك بدعوة من منتدى الفكر العربي، حضرها رؤساء اتحادات عدد من الدول العربية ورئيس اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، كما حضرها عدد من الباحثين والمفكرين وبعض رؤساء مراكز البحوث والدراسات، وكذلك بعض المسؤولين ورؤساء الحكومات السابقة والوزراء والسفراء، وفي الجلسة الافتتاحية تحدث الدكتور الصادق الفقيه (السودان) الأمين العام لمنتدى الفكر العربي عن بدايات تأسيس المنتدى 1981 وعن الجهود المبذولة من المنتدى في معظم الدول العربية لتوحيد وتطوير الخطاب الفكري والفعل الثقافي وضرورة النهوض به.

نحو فكر جديد

وخصص المحور الأول من برنامج الجلسات الحوارية «نحو فكر عربي جديد» للحديث عن الإشكاليات الراهنة للمشهد الفكري العربي، وتحدث فيها بالترتيب رؤساء اتحادات الكتاب في فلسطين، آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، سورية، العراق، لبنان، ورابطة الكتاب الأردنيين والسفير عمر الرفاعي ومجموعة من الباحثين والكتاب، وتم التأكيد على العمل على مشروع فكري حضاري عربي جامع نابع من وعي المثقفين والمفكرين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم الفكرية والأيديولوجية، ضمن إطار مؤسسي متكامل على مستوى الدول العربية، كما تم التأكيد ضرورة تطوير الهوية العربية الجامعة والثقافة والمواطنة الفاعلة، بما ينعكس إيجاباً على تماسك المجتمع وحماية الكفاءات التنموية وصيانتها.

المخاطر المحدقة

وفي الجلسة المخصصة لتجديد الخطاب النهضوي العربي، تحدث الحسن بن طلال عن المخاطر الكبيرة المحدقة بوطننا العربي، موجهاً نداء للمؤسسات الفكرية والثقافية والسياسية للوعي من المخاطر والتهديدات التي تواجهنا، وعرض الأمير مجموعة من الخرائط الخاصة التي تفضح هذه المخططات التقسيمية التفتيتية الهادفة لتدمير دولنا وتفتيتها، وأعطى الأمير جزءاً مهماً من حديثه وشرحه، وبالصور، للخرائط والمخططات الهادفة للنيل من سورية وتقسيمها اثنياً وطائفياً وعرقياً، مؤكداً ضرورة الوعي وتحشيد القوى لمواجهة هذه المخططات الخطيرة.

كما تم التأكيد ضرورة التشبيك مع الفكر العالمي المنسجم مع قناعاتنا والمدافع عن عدالة قضايانا، من خلال انتهاج سياسة طرق الأبواب المتعاطفة معنا وتنسيق العمل بين مؤسساتنا الثقافية والفكرية وبينها.

في مواجهة التحديات

وبحث المشاركون في الجلسات الحوارية السبل الكفيلة بتعزيز دور الهيئات الثقافية العربية في مواجهة التحديات الراهنة، ولاسيما من خلال توحيد الخطاب الثقافي والفكري المتعلق بالقضايا الكبرى للأمة، ومد اليد إلى المؤسسات والأفراد الأكاديمية والتعليمية والثقافية والفكرية الداعمة للقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العربية، والعمل على التمييز بين السردية الزائفة التي يحاول المحتل تثبيتها في خطابه وإعلامه، وبين الخطاب والفعل الثقافي والإبداعي والإعلامي القائم على إحقاق الحق الفلسطيني في أرضه وحقوقه.

مواجهة الحرب على الأخلاق

وفي إطار التنسيق مع المؤسسات الفكرية والثقافية وتوحيد خطابها ألقى رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية محاضرة في جمعية الشؤون الدولية في العاصمة الأردنية بالتعاون مع منتدى الفكر العربي بعنوان: «الليبرالية الجديدة.. الحرب على الأخلاق وثقافة الانتماء» حضرها عدد من المثقفين والكتاب والسفراء، وقدمها الدكتور الصادق الفقيه الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، وتقديراً لجهوده الثقافية والفكرية الفاعلة عربياً وعالمياً قدم رئيس اتحاد الكتاب العرب درع الاتحاد له آملاً أن يتطور العمل الثقافي العربي بما يخدم قضايانا، وينهض بمؤسساتنا. وفي ختام الجلسات قام رؤساء الاتحادات العربية ورئيس اتحاد الكتاب في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية بزيارة الناقد الدكتور فيصل دراج والروائي الأستاذ رشاد أبو شاور للاطمئنان عليهما.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن