ضياع الأندية
![](/wp-content/uploads/2018/11/Sports-1.jpg)
| بسام جميدة
تزداد معاناة الأندية السورية عاماً بعد عام على كل الصعد الإدارية والمالية والتنظيمية والاستثمارية، وها هو الدوري الكروي على مشارف الانطلاق، وما زال كثير منها يتخبط في دوامة القرارات الارتجالية التي تساهم في تعميق الهوة فيها.
عندما تحدثنا في زاوية سابقة عن لجنة الاحتراف وتأثير قراراتها الفجائية على هذا الموسم، وكان من المفترض أن تصحو اللجنة منذ سنوات سابقة وألا تفرض قراراتها على الموسم ذاته..!
المشكلة الأخرى أن أغلبية أنديتنا تعاني من عدم توافر المال اللازم للتعاقدات بعد أن أصبح سوق اللاعبين كسوق الذهب، ولأن غياب النظم التي تربط الداعمين بالأندية بشكل صحيح، فإن المعاناة مستمرة ومنذ مواسم سابقة وحتى اليوم وقد شهدنا كيف تصدرت فرق ثم هوت مع أول جفوة بين الداعم والنادي.
وقد تجلت سابقاً في أندية تشرين والاتحاد والوحدة والوثبة وحطين وغيرها، وها هي تطل اليوم بأبشع صورها بعد أن كف الداعم يده عن نادي الفتوة، وحقق معه بطولات في موسمين بددت السنوات العجاف التي عاشها النادي.
لا نلوم الداعمين أياً كانوا، فهم يأتون لرغبات متفاوتة، تكون الرياضة وتطويرها أو بناؤها في آخر سلم اهتماماتهم، فالأندية السورية ومنذ عقود بوابات عبور لكثير من الوجوه التي مرت على الرياضة، ثم غادرت ولم تترك بصمة سوى في مسيرة الشخص، وقليلها في النادي.
ماذا ينفع أن تصرف الكثير على فريق واحد، وتظهر بصورة البطل، ولكن في الوقت ذاته تهمل كل ما في النادي من ألعاب وفئات عمرية تنتظر الفتات لكي تشارك وتستمر.
وبسبب غياب النظم التي ننادي بها، والتي يجب أن تحكم دخول الداعمين للرياضة، ها هو الفتوة ينزل من القمة إلى الحضيض، ولا أثر مستداماً سوى ما ذكرته من بطولات..!
لماذا لا يتم إلزام الداعمين بالاهتمام بالمنشآت مثلاً وتثميرها لهم مقابل أن تعود للنادي أكثر أرباحاً؟
لماذا لا يتم إجبارهم على الاهتمام بالقواعد بدل وضع كل البيض في سلة واحدة؟
ما يجري استنزاف صريح للمال دون أي تخطيط أو منفعة تعود على الرياضة بالنفع بشكل يطورها ويطور المسابقات والمنتخبات..!
الأندية السورية في حالة ضياع أكثر من أي يوم مضى، والكل مسؤول عن هذا الأمر، وبرأيي من لا يحمل في جعبته برنامجاً للعمل في النادي فلا يحق له أن يلمع صورته فيه، ثم يخرج ويترك النادي محطماً..!