اسمه «مرض البيئة السيئة» – اللاشمانيا ينتشر بحماة … مدير مركز المكافحة: تراجع عدد الإصابات مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي
| حماة – محمد أحمد خبازي
رغم سعي مديرية الصحة الحثيث للقضاء على مرض اللاشمانيا نهائياً في البؤر المنتشرة بمحافظة حماة، من خلال المراكز الصحية الثابتة المعنية بالمكافحة، والفرق الجوالة المؤهلة والمدربة التي تجوب المناطق الموبوءة لمعالجة المصابين، لما يزل هذا المرض معنِّداً، ويعاني منه آلاف المواطنين، وذلك لاصطدام كل تلك الجهود الصحية بواقع بيئي سيئ، لتقاعس الكثير من الوحدات الإدارية بجمع القمامة وترحيلها، والحد من التلوث البيئي، وتحقيق الإصحاح البيئي ولو بالحد الأدنى.
وبيَّن العديد من المواطنين المصابين بهذا المرضى والذين يراجعون مركز معالجة اللاشمانيا بحماة لـ«الوطن»، أن سبب إصابتهم به هو ذبابة الرمل التي ترتع في مكبات القمامة وحظائر تربية الحيوانات في الأحياء السكنية بمناطقهم، وانتشار الصرف الصحي المكشوف أي غير الصحي في قراهم وبيئاتهم المحلية.
وأوضحوا أن آلام إصابتهم بهذه الآفة مبرحة ولا تحتمل، وأن أطفالهم الصغار أكثر من يعانون ويتألمون منها لضعف بنيتهم الجسدية ومقاومتهم لها.
ومن جانبه، بيَّن رئيس مركز مكافحة اللاشمانيا بحماة باسل الإبراهيم لـ«الوطن»، أن عدد الإصابات في العام الماضي كان نحو 17190 إصابة، وتراجعت الإصابات بالنصف الأول من العام الحالي قياساً للفترة ذاتها من العام المنصرم لتصل إلى 8606 إصابات على حين كانت في العام الماضي من الفترة ذاتها 10813 إصابة، نتيجة الجهود الصحية الكبيرة التي بذلتها صحة حماة بالتعاون مع العديد من الجهات المعنية ومنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ولفت الإبراهيم إلى أن مرض اللاشمانيا الجلدية هو مرض بيئي بامتياز «مرض البيئة السيئة» باعتبار لدينا بيئة مناسبة لانتشار وتكاثر الحشرات بأعداد كبيرة ومنها الذباب الرملي وذلك في حال كانت البيئة العامة غير مناسبة، منها انتشار القمامة وسوء النظافة العامة وتربية الحيوانات والطيور ضمن التجمعات السكنية، وأكوام الروث والمخالفات الحيوانية والصرف الصحي المكشوف، وعودة الأهالي إلى بيوت مدمرة بفعل الإرهاب ووجود الردميات، إضافة إلى ضعف الخدمات العامة «كهرباء – مياه» وهو ما يزيد الحالة سوءاً.
وذكر أن الإصابات بهذا المرض المُعنِّد تظهر بشكل واضح في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، لكون الاندفاعات تظهر على الجسم بعد فترة حضانة تمتد من شهر إلى عدة أشهر، والإصابات الحالية نتيجة لدغات الصيف الماضي.
وعن الوقاية من هذا المرض قال الإبراهيم: نؤكد أهمية الوقاية كسبيل أساسي من طرق المكافحة وكسر حلقة سراية المرض، وأهمها النوم تحت ناموسية، مشيراً إلى أن المركز يقدم الخدمات التشخيصية والعلاجية مجاناً لجميع المرضى، وتتوافر فيه جميع وسائل العلاج مجاناً بشكل يومي عدا يوم الجمعة.
وأضاف: ضمن خطة التدريب المستمر تم تدريب الكوادر الصحية الموجودة في المراكز على جودة استعمال الآزوت السائل كخيار علاجي سهل وآمن، وتم تقديم أكثر من 20 جهازاً بخاخاً وعدد من الخزانات لمصلحة المراكز والمناطق الصحية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهدف جودة العلاج.
وأشار إلى أن الفريق الجوال بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ينفذ جولات علاج يومية إلى القرى والأحياء التي لا توجد فيها مراكز صحية، بهدف التسهيل على المرضى وتثقيفهم بأهمية متابعة العلاج حتى الشفاء التام، مضيفاً: كما يتم بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر توزيع ناموسيات في المناطق الأكثر إصابة للمرضى مراجعي العلاج الموضعي كما يتم تقديم مستلزمات النظافة لجميع مرضى اللاشمانيا، مشيراً إلى أنه يتم إجراء لقاءات متكررة مع الأهالي للتوعية عن مرض اللاشمانيا وأهمية تغطية الإصابة ليلاً بالصيف والعلاج حتى الشفاء، مشدداً على أهمية العلاج حتى الشفاء التام، والابتعاد عن الخلطات الشعبية.
وأكد على أهمية العمل المجتمعي المشترك بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي، كما حدث في بلدة السقيلبية حيث تم تشكيل لجنة العمل الأهلي باهتمام المحافظ استجابة لارتفاع إصابات اللاشمانيا، وقامت مديرية الصحة بتحديد بؤر الاصابات في السقيلبية وإجراء ندوات تثقيفية ودراسة الواقع البيئي المناسب، كما قدمت مضخات الرش اللازمة لحملة الرش المنزلي ولباس العمال الواقي من المبيدات والتدريب اللازمة لعمال الرش، وتمت التوعية لأهمية اتخاذ الوسائل الشخصية الأساسية للوقاية من لدغات الحشرات عموماً عبر النوم تحت ناموسية على الأقل واستخدام المنفرات الحشرية.