عربي ودولي

موسكو وقعت مع بكين خطة تعاون استثماري وأكدت أن لا مفاوضات مع أوكرانيا حتى هزيمتها … بوتين خلال لقائه لي: روسيا والصين وضعتا خططاً تنظم العمل الثنائي لسنوات

| وكالات

أشاد الرئيس فلاديمير بوتين خلال لقائه رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ أمس الأربعاء بعلاقات التعاون بين روسيا والصين، وأشار إلى أنهما وضعتا خطط تعاون واسع تنظم العمل الثنائي لسنوات.
وخلال اللقاء، قال بوتين حسبما نقل موقع «روسيا اليوم»: «لقد طورت روسيا والصين خططاً مشتركة واسعة النطاق ومشروعات في المجالين الاقتصادي والإنساني، ونأمل أن تستمر هذه الخطط لسنوات عديدة قادمة»، وأضاف: إنه تم تحديد المبادئ الأساسية للتعاون الثنائي للمرحلة المقبلة خلال لقائه نظيره الصيني شي جين بينغ في وقت سابق هذا العام، مردفاً بالقول: إنه يتوقع أن يزور الزعيم الصيني مدينة قازان الروسية لحضور قمة «بريكس» في تشرين الأول المقبل.
وقبل ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين خلال لقائه نظيره الصيني أن روسيا والصين تمثلان عامل استقرار قوياً في ظل تشكيل النظام العالمي الجديد، وخلال افتتاح الاجتماع العادي التاسع والعشرين لرئيسي حكومتي البلدين أمس في موسكو قال ميشوستين: إن «شراكتنا الشاملة وتفاعلنا الإستراتيجي لهما أهمية خاصة في الوضع الذي يتم فيه تشكيل معالم النظام العالمي الجديد، وفي هذه الظروف يعمل الاتصال الروسي الصيني كعامل استقرار قوي، ويسهم في نمو اقتصادي البلدين، وتحسين نوعية حياة المواطنين فيهما»، وشدد ميشوستين على ضرورة أن تدافع موسكو وبكين عن مصالحهما المشتركة ومبادئ النظام العالمي المتعدد الأقطاب في مواجهة ضغوط العقوبات الغربية.
وتابع: «من خلال الجهود المشتركة، نضمن معاً تنويع التعاون التجاري والاستثماري الاقتصادي وتوسيع استخدام عملتينا الوطنيتين، اليوم حصة الروبل واليوان في التسويات المتبادلة تزيد بالفعل على 95 بالمئة»، وأشار رئيس الحكومة الروسية إلى أن العلاقات الروسية الصينية تقوم على أساس متين من حسن الجوار والمساواة والاحترام المتبادل لمصلحة الطرف الآخر.
إضافة إلى ذلك، أعرب ميشوستين عن ثقته في أن الاجتماع المقبل لرئيسي حكومتي البلدين سيعقد في أجواء «دافئة وشبه تجارية تقليدياً»، ولفت إلى أنه «من خلال الجمع بين الإمكانات العلمية الغنية لروسيا والقدرات التكنولوجية الإنتاجية للصين، أنا واثق من أننا قادرون على تحقيق نجاح كبير»، وأوضح أن موسكو وبكين تعتزمان توسيع «التبادلات في مجالات كثيفة المعرفة مثل الفضاء والتكنولوجيات الشاملة والذكاء الاصطناعي».
وتابع: «نحن في ظروف خارجية صعبة، فالدول الغربية تستخدم عقوبات غير مشروعة تحت ذرائع واهية، بكل بساطة، أساليب المنافسة غير العادلة، إنهم يحاولون الحفاظ على هيمنتهم العالمية، لاحتواء الإمكانات الاقتصادية والتكنولوجية لروسيا والصين، لكن كما يقول أصدقاؤنا الصينيون من يسلك طريق العدالة يجد أعواناً كثراً، لذلك من المهم أن نركز جهودنا على حماية مصالحنا المشتركة وبناء نظام عالمي متعدد الأقطاب وزيادة التنسيق على المنصات الدولية».
من جهته، صرح رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، أن العلاقات بين روسيا والصين صمدت أمام الاضطرابات الدولية، وقال خلال محادثاته مع رئيس الوزراء الروسي: «الصداقة الصينية الروسية صمدت أمام الاضطرابات الدولية، ولها تاريخ طويل»، وأضاف: «يمكننا القول إن صداقتنا قوية وصلبة وثابتة، إنها رصيدنا الثمين المشترك».
وجرت محادثات ميشوستين ولي تشيانغ في العاصمة الروسية موسكو، في إطار الاجتماع الدوري التاسع والعشرين لرئيسي حكومتي روسيا والصين، وفي ختام محادثات رئيسي الوزراء، وقعت روسيا والصين أمس الأربعاء خطة تعاون استثماري ثنائي، كما تم في ختام الاجتماع توقيع مجموعة من الوثائق، فإضافة إلى خطة التعاون الاستثماري تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي النقل الروسية والصينية بشأن مسألة تعزيز استخدام مركبات آلية لشحن البضائع عبر الحدود، والتعاون في مجال البحث والإنقاذ في البحر.
من جهة ثانية، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، أنه لن تكون هناك مفاوضات مع أوكرانيا إلى أن تتم هزيمتها بالكامل، وذلك بعد العمل الأوكراني الذي وصفه ميدفيديف بـ«الإرهابي» في مقاطعة كورسك الروسية، وكتب في منشور في قناته على منصة «تلغرام» إنه «بعد أن ارتكب النازيون الجدد عملاً إرهابياً في مقاطعة كورسك وصل كل شيء إلى ذروته».
وأضاف: «توقفت الثرثرة الفارغة للوسطاء غير المصرح لهم حول موضوع العالم الجميل، الآن يفهم الجميع كل شيء، ولو لم يقولوا ذلك بصوت عالٍ إنهم يدركون أنه لن يكون هناك المزيد من المفاوضات حتى إتمام هزيمة العدو تماماً»، وقال: إنه «سيكون هناك المزيد من الإنفاق غير المنطقي بشكل كبير، والمزيد من المعدات العسكرية المحطمة بشكل كبير والمزيد من التوابيت بشكل جذري».
ورأى ميدفيديف أن خطراً موجوداً في الآونة الأخيرة، متحدثاً عن «فخ تفاوضي كان يمكن أن يقع فيه بلدنا في ظل مجموعة معينة من الظروف وهي محادثات سلام مبكرة غير ضرورية اقترحها المجتمع الدولي وفرضها على نظام كييف»، مؤكداً أن آفاق وعواقب ذلك غير واضحة.
في الغضون، أعلنت الاستخبارات الخارجية الروسية أن الهجوم الأوكراني على مقاطعة كورسك تم بمشاركة الاستخبارات الأميركية والبريطانية والبولندية والتنسيق معها، وذكرت في بيان أمس أورده موقع «روسيا اليوم» أن القوات الأوكرانية التي اعتدت على كورسك خضعت للتدريب في بريطانيا وألمانيا، مشيرة إلى أن دول حلف شمال الأطلسي «ناتو» تنقل لقوات كييف بيانات الاستطلاع عبر الأقمار الصناعية حول مواقع القوات الروسية في منطقة العمليات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن