تنمية الموارد المائية في المحافظة والإشراف على استثمارها … محمود حبيب القدار لـ«الوطن»: نعمل وفق خطة سنوية تهدف إلى الاستثمار الأمثل للموارد المائية

| محمود شاهين

إن الموارد المائية من الأهمية بمكان في مجالات عديدة، ومحافظة اللاذقية من المحافظات الغنية بمواردها المائية، ومديرية الموارد المائية تعمل من أجل الاستثمار الأفضل في ميادين عديدة من الري إلى الشرب، ومن أجل بيان الصورة كاملة لمديرية الموارد المائية التقت «الوطن» المهندس محمود حبيب القدار مدير الموارد المائية باللاذقية الذي وضعنا في صورة متكاملة.

بداية تحدث المهندس القدار عن المديرية ومجال عملها وأنشطتها، وفصّل في الواقع المائي والسدود:

مديرية الموارد المائية باللاذقية هي أحد المرافق الحيوية العامة والمهمة والتابعة للهيئة العامة للموارد المائية بدمشق وهي تتولى مهام إدارة وحماية وتنمية الموارد المائية في المحافظة والإشراف المباشر على استثمارها وتشغيل منشآتها، كما تتولى دراسة وتصميم مشاريع الري والمنشآت المائية والإشراف على تنفيذها وفق خطط سنوية تهدف إلى الاستثمار الأمثل والدائم للموارد المائية السطحية والجوفية وتنظيم المجاري والمسيلات ومراقبة غزارتها السنوية للاستفادة منها في تأمين مياه الري للإخوة المزارعين فضلاً عن كونها تشرف على عمليات تعقيم وضخ مياه الشرب في نبع السن لمحافظتي اللاذقية وطرطوس وتأمين الوارد المائي اللازم لمياه الشرب من سد 16 تشرين وسد بلوران وغيرهما.

بلغ عدد السدود العاملة في المحافظة /14/ سداً بحجم تخزين إجمالي /366,450/ مليون متر مكعب بالإضافة إلى مشروع ري نبع السن وبلغت المساحة المروية الإجمالية /42850/ هكتاراً مزروعة بالأشجار المثمرة وبعض أنواع الخضر الموسمية وتقوم مديرية الموارد المائية بتشغيل /54/ محطة ضخ موزعة في المحافظة لتأمين مياه الري عبر ثلاث طرق:

– الري بالضخ عن طريق /54/ محطة ضخ.

– الري بالإسالة مع توافر الضاغط.

– الري بالراحة.

حيث بلغت أطوال الشبكات والمصارف الإجمالي: 2338 كم.

تم تنفيذ عدد من السدات المائية على المجاري المائية بحجوم تخزين صغيرة للاستفادة المباشرة منها للري في القرى المجاورة وكمناهل موزعة على أراضي المحافظة للتدخل السريع في إطفاء الحريق.

المشاريع قيد التنفيذ

تحدث المهندس القدار عن أهم المشروعات التي يتم العمل عليها وهي:

– سد برادون: هدف المشروع وغايته: تنظيم جريانات روافد نهر الكبير الشمالي وتخزين كمية /140/ مليون م3 من المياه لإرواء مساحة /7500/ هكتار وتأمين مياه الشرب للقرى المجاورة.

– سد فاقي حسن: يقع على نهر الشيخ حسن منطقة اللاذقية، ويهدف المشروع إلى تخزين /1,776/ مليون م3 لتأمين مياه الشرب للتجمعات السكانية وإرواء مساحة /300/ هكتار.

ونتيجة للزلزال الذي ضرب أجزاء من القطر العربي السوري بتاريخ 6 شباط 2023 والهزات الارتدادية اللاحقة فقد تعرض قسم من منشآت الري للضرر، وتسبب ذلك بخروجه من الخدمة، لذلك قامت مديرية الموارد المائية باللاذقية وقبل بدء موسم الري الحالي بجهود كبيرة لإعادة الوضع إلى ما كان عليه وللدخول إلى موسم ري 2024 بشكل فعال ودون أي آثار جانبية للزلزال، حيث إن أهم الصيانات التي قامت بها كوادر المديرية هي:

1- خزان قسمين: وهو خزان بسعة 37500م3 خرج عن الخدمة بسبب الزلزال، وتم إيجاد حل إسعافي بديل عن طريق خزان معدني بسعة 310م3، حيث يتم إرواء /5000/ هكتار كما في السابق بهامش مناورة صغير جداً. بالإضافة إلى إعادة تقييم هضبة عين البيضا.

2- القناة MC1 في الدامات MC1: غزارتها 8 م3/ثا تروي مساحة /10000/ هكتار:

3- تمت إعادة تأهيل العبارة والقناة المحمولة التي انهارت بفعل الزلزال.

4- القناة MC2 العليمية: تم تأهيل نحو /100/ م.ط منها منهارة بفعل الزلزال.

5- تم عزل أطوال مختلفة من قنوات الري وإجراء استبدالات ضرورية على قساطل معدنية أو اسبستوس.

6- صيانة الخط الرئيسي /1200 مم/ في وادي اللدينة.

7- صيانة جميع محطات الضخ. وأهمها PS1 ديفة، حيث تجري أعمال الصيانة الكهربائية والميكانيكية بالإضافة للصيانات المدنية الإنشائية في حال الضرورة

كما تتولى مديرية الموارد المائية الحفاظ على المياه الجوفية من خلال تنظيم عمليات منح رخص الآبار الارتوازية للغايات المختلفة ومراقبة الينابيع من حيث غزارتها ونوعية مياهها وإعداد الدراسات اللازمة للاستفادة منها بالتنسيق مع الجهات المعنية.

أما عن الصعوبات التي تعانيها المديرية فأهمها:

قدم الشبكات العاملة مما يؤدي إلى كثرة الصيانات اللازمة ويسبب عدم توافر المواد الأولية من القساطل أحياناً يتم اللجوء إلى البدائل المعدنية أو بدائل أخرى من GRP والبولي اتيلين.

تغيير نوع الزراعات من الأشجار المثمرة إلى الخضار الموسمية (تبغ- بطاطا- دوالٍ….) يفرض على المديرية جهوداً إضافية في تأمين مياه الري لهذه الزراعات التي تحتاج إلى دورات ري متقاربة جداً وإلى مقنن مائي أعلى.

ولتجاوز الصعوبات يتم إشراك المجتمع المحلي بعمليات الري والصيانة عبر إنشاء جمعيات مستخدمي المياه التي عليها أن تتولى الإشراف على المصادر المائية وتنظيم أدوار الري والعمل على صيانتها بإشراف المديرية.

وتأتي جهود المديرية العامة للموارد المائية في إطار تحسين استثمار الموارد المائية، والاستفادة القصوى من الكمية المائية الموجودة في المحافظة، والتي يمكن أن تعود بالخير على الواقع الزراعي والمعيشي في المحافظة.