سورية

أنقرة حشدت عسكرياً في المنفذ.. والمتضررون من افتتاحه يواصلون الاحتجاج … «أبو الزندين» اختبار لباقي «التفاهمات» الروسية- التركية في «خفض التصعيد»

| حلب – خالد زنكلو

جسّت أنقرة نبض ميليشياتها والمدنيين في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق حلب، حول انفتاحها على دمشق، عن طريق افتتاح منفذ تجاري في مدينة الباب، بهدف تقييم سياساتها تجاه ملفات التقارب الأخرى في منطقة «خفض التصعيد» من افتتاح منافذ تجارية جديدة ووضع طرق دولية في الخدمة، ضمن «تفاهمات» روسية- تركية للمنطقة.

وسارت الأمور بما لا تشتهيه سفن أنقرة، أو ربما بإرادة منها، وعمد مسلحون يتبعون لما يسمى «الجيش الوطني» الذي شكلته إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مناطق احتلالها، إلى إغلاق منفذ «أبو الزندين» غربي الباب تحت تهديد السلاح تارة، وبإطلاق قذائف الهاون باتجاهه تارة أخرى، بالإضافة إلى حشد مسلحين بلباس مدني في خيمة اعتصام أقيمت على الطريق المؤدي للمنفذ في طرف المدينة الغربية من أجل إعاقة وصول الشاحنات التجارية إلى مدخله.

في المحصلة، وحسب مصادر أهلية في مدينة الباب، لا يزال «أبو الزندين» مغلقاً في وجه التبادل التجاري مع مناطق الحكومة السورية في ريف حلب الشمالي الشرقي، مع قطع المحتجين أمس وبعد ٨ أيام من افتتاح المنفذ رسمياً، للطريق المؤدي إلى بوابته الرئيسة، وفي ظل توقف الشاحنات التجارية عن محاولة عبوره.

المصادر كشفت لـ«الوطن» أن الميليشيات المتضررة من وضع «أبو الزندين» في الخدمة، والتي يشرف متزعموها على طرق التهرب ويستفيدون من عائداتها، نقلوا أعداداً كبيرة من مسلحيهم قبل صلاة الجمعة الفائتة من مارع وإعزاز وعفرين وباقي مناطق ريف حلب الشمالي إلى مدينة الباب حيث خيمة الاعتصام، بغية تأجيج المحتجين وإظهار مدى الرفض الشعبي لافتتاح المنفذ، ولإعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة بعد قطيعة وجفاء ١٣ سنة من الحرب.

وذكرت المصادر أنه، ومقابل ذلك وبموازاته، لجأت إدارة أردوغان إلى إرسال رتل عسكري قوامه مصفحات وناقلات جند إلى «أبو الزندين» لحمايته من أي هجوم عسكري من ميليشياتها.

وأضافت: إن ميليشيات أنقرة الموكل إليها حماية المعبر، وهي ميليشيا «السلطان مراد» و«الشرطة العسكرية» التابعة لما يسمى «الحكومة المؤقتة» المعارضة، ولكنها تتلقى أوامرها من أنقرة، استقدمت تعزيزات عسكرية على ثلاث دفعات إلى المعبر، وأقامت حواجز على الطريق الذي يصله بخيمة الاعتصام لمنع وصول المحتجين إليه.

المصادر تحدثت عن اجتماع جرى أول من أمس في مدينة الباب بين ضباط من الاستخبارات التركية وجيش الاحتلال التركي من جهة، مع ممثلين عن فعاليات مدنية وعن الميليشيات المناوئة لفتح المنفذ لبحث آخر التطورات فيه، وأشارت إلى أن التسريبات نوهت بأن أنقرة عازمة على افتتاح المنفذ وبأنها أعطت الأوامر بابتعاد المسلحين عن حرمه مسافة ٦ كيلو مترات، وبمنح مهلة مدتها ٤٨ ساعة لإنهاء التوترات التي تعيق إعادته إلى العمل مجدداً.

مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أنقرة، أكدت أن إدارة أردوغان ماضية في سياسة الانفتاح على دمشق من البوابة الاقتصادية، التي تستدعي فتح المنافذ التجارية ثم الطرق الدولية بالتدريج، وذلك ضمن «التفاهمات» مع الضامن الروسي الذي اجتمع ضباطه مع ضباط أتراك في منفذ ترنبة غربي مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي الأربعاء الماضي، لهذه الغاية.

وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن افتتاح «أبو الزندين» هو اختبار أولي لأنقرة لافتتاح بقية المنافذ التجارية مثل ترنبة وميزناز، بريف حلب الجنوبي الغربي، وأن إنجاز هذا الاستحقاق مسألة وقت فقط يتطلب حل المشكلات العالقة وتذليل الصعاب التي تعترض العملية، التي تحظى بأولوية في سياسة إدارة أردوغان والكرملين، على حد سواء، في هذه الفترة المهمة التي تستبق الانتخابات الرئاسية الأميركية في ٥ تشرين الثاني المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن