الاحتلال واصل حرب الإخلاء القسري ونزوح 100 ألف من دير البلح خلال يومين … تحركات واتصالات إقليمية مكثفة تسبق جولة القاهرة «الحاسمة»

بعد وصول المسار التفاوضي في الأيام والساعات الأخيرة إلى حافة الانهيار، مع إعلان العديد من المطلعين على المحادثات عن عدم جدوى انعقاد جولة في العاصمة المصرية القاهرة هذا الأسبوع، خصوصاً مع رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التراجع عن أي من شروطه المرفوضة من قبل المقاومة الفلسطينية، والتي شكلت النسبة الأكبر مما سُمي بـ«الاقتراح الأميركي الجديد»، أعلنت حركة حماس عن إرسال وفد من قبلها إلى العاصمة المصرية، مع تأكيدها أن ذلك ليس تنازلاً بل إنها لا تزال على موقفها بالالتزام بما وافقنا عليه في الـ2 من تموز والمبني على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن، فيما نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن نتنياهو تعهد لبايدن بإخلاء كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا جنوب القطاع.

وأعلنت حركة حماس أنها أرسلت «وفداً برئاسة خليل الحية سيصل القاهرة بدعوة من الوسطاء في مصر وقطر للاطلاع على نتائج المفاوضات الأخيرة»، مؤكدة على «التزامنا وجاهزيتنا لتنفيذ ما اتفق عليه ونطالب بالضغط على الاحتلال وإلزامه بوقف تعطيل التوصل لاتفاق».

في هذا الإطار، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن «نتنياهو تعهد لبايدن بإخلاء كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا جنوب القطاع»، ومحور فيلادلفيا هو شريط حدودي عازل يبلغ طوله 14 كيلومتراً، يفصل بين الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، ويمثل منطقة استراتيجية أمنية خاضعة لاتفاقية ثنائية مصرية-إسرائيلية.

تعثر المفاوضات تزامن مع تكثيف الاتصالات في المنطقة، وجرى أمس اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، ناقشا خلاله الأوضاع الإقليمية المتأزمة في ظل استمرار الحرب الجارية في غزة، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وأعرب عبد العاطي حسب البيان الرسمي المصري عن تطلع مصر للتوصل إلى اتفاق هدنة يتم بموجبه وقف إطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل الرهائن والمحتجزين، متمنياً أن تكلل جهود الوساطة بالنجاح لتخفيف حدة التوترات التي يشهدها الإقليم، تفادياً لانزلاق المنطقة في حلقة مفرغه من العنف والتصعيد.

وفي زيارة لم يتم الإعلان عنها مسبقاً بدأ رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي سي كيو براون زيارة للمنطقة تشمل الأردن ومصر وإسرائيل، لمناقشة سبل تجنب أي تصعيد جديد للصراع.

يأتي ذلك في وقت، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، ولليوم الـ323 حرب الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة مئات المواطنين، وارتفاع حصيلة الضحايا إلى 40334 شهيداً و93356 جريحاً، حتى ساعة إعداد هذا التقرير مساء السبت، بالتزامن مع استمرار الاحتلال بإجبار آلاف المواطنين في العديد من مناطق شرق دير البلح وسط القطاع على النزوح إلى مناطق أخرى يزعم أنها آمنة، حيث نزح نحو 100 ألف مواطن من تلك المناطق خلال اليومين الماضيين.

من جهتها واصلت المقاومة الفلسطينية خوض الاشتباكات الضارية، ونفذت عمليات نوعية تصدياً للعمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق دير البلح، كما شن حزب اللـه بدوره أمس، هجوماً جوياً بمسيّرة انقضاضية على مقر قيادة اللواء الغربي المستحدث التابع للاحتلال الإسرائيلي ‏جنوب مستوطنة يعرا، مستهدفاً أماكن تموضع ضباطها وجنودها.