اقتصاد

منع استيراد مستلزمات الإنتاج يسبب إشكالية للحرفيين … مدير حاضنة دمر لـ«الوطن»: يجب ألا يُعامل الحرفي مالياً كتاجر أو صناعي لديه ملاءة مالية

| عبير صيموعة

أكد مدير الحاضنة الحرفية في دمر لؤي شكو أن منع استيراد مستلزمات إنتاج المنشآت الحرفية تسبب بإشكالية كبيرة لها ووضعها تحت رحمة التجار لتأمين مستلزمات العمل.

وقال شكو في حديثه لـ«الوطن»: إن معاناة أصحاب الحرف التراثية تتلخص بعدم توافر مستلزمات إنتاجهم، فمثلاً الأدوات الموسيقية ممنوع استيراد (الوتر) وكذلك صناعة الصدف المطعم يعاني من ارتفاع جمارك استيراد مادة الصدف والتي تبلغ ٣٠ بالمئة بسبب وضعه من قبل وزارة الصناعة على لائحة المجوهرات والعاج والمرجان، ما يدفع الحرفي للتوجه إلى السوق السوداء لتأمين احتياجات عمله عن طريق التهريب بأسعار عالية مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج وبالتالي عدم القدرة على المنافسة في حال تصريفه، واعتبر أنه ونتيجة هذه السياسة الاقتصادية المتبعة فإننا نفقد سنوياً حرفة تراثية من أساسيات هوية سورية التراثية.

وتابع قائلاً: من الحرف التراثية التي فقدناها صناعة البروكاء رغم وجود النول إلا أن قرار منع استيراد خيوط الحرير أدى إلى انقراضها حيث كان من المفترض قبل قرار إيقاف الاستيراد تأمين كميات من المادة لأصحاب هذه الحرفة بعد تقدير احتياج كل نول، مضيفاً: وهناك صناعات لم يبق منها إلا معدل وسطي بين ٢ إلى ٥ حرفيين مثل حرفة نول الحصر والتي لم يبق فيها سوى حرفيين على مستوى القطر.

واقترح مدير الحاضنة أنه ولتشجيع الحرف التراثية وضع مستلزمات إنتاج الحرف التراثية ضمن القائمة الأولى لدى البنك المركزي لأن الحرفي لا يملك مبالغ نقدية كبيرة لتجميدها بالتسجيل عبر المنصة والانتظار لستة أشهر ليحصل على التمويل للمواد التي يحتاجها، مؤكداً ضرورة معالجة هذه المشكلة وألا يتم التعامل مع الحرفي مالياً كأنه تاجر أو صناعي لديه ملاءة مالية، كما طالب بالسماح باستيراد بودرة الزجاج لصناعة الزجاج الفينيقي التراثي.

شكو نوه بدعم الدولة للقطاع الحرفي عبر إصدار التشريعات وتقديم القروض التي تعتبر بمثابة الدعم للحرف الصغيرة والتشجيع على استمرارها، وبدور الاتحاد ضمن الحاضنة وتشجيع الحرف والمهن وتأمين السجل التجاري والصناعي والحرفي والترخيص الإداري لها بما يسهم في حماية عمل الحرف الآيلة للانقراض أو ذات الطابع الجمالي والحرفي وفي الوقت نفسه إيجاد أسواق تصريف للمنتجات الحرفية خارجياً.

وأشار إلى أن الحاضنة تضم الحرفيين الذين لا يملكون الورش والشباب الموهوبين بما يسهم في إعادة ترميم النقص الحاصل في هذه الحرف لوجود عدد من الحرف التقليدية الدمشقية، منوهاً بوجود ٧٥ حرفة تراثية وتقليدية جميعها دخلت نطاق الإنتاج أهمها الصدف- الموزاييك- النحاس- الأدوات الموسيقية – الفنون التشكيلية بأنواعها وبالنسبة للحرف التقليدية فتوجد الحلاقة، والتجميل ومكبرات الصوت والشواحن والإلكترونات وتركيب العطور وتصميم الأزياء.

ولفت إلى أنه يتم العمل على إعادة حرفة صناعة الزجاج الفينيقي من خلال إحضار (بوادئ الزجاج) من أفران ومستلزمات إنتاجها ويتم حالياً عملية تشغيل هذه البوادئ عن طريق التحريض الكهرومغناطيسي بما يوفر ملايين الليرات يومياً على الحرفيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن