سورية

ضغوطات أنقرة لافتتاح المنفذ بدأت … ميليشيات إدارة أردوغان تقطع الطريق إلى «أبو الزندين» وتتحدى سلطاتها

| حلب- خالد زنكلو

في تحد واضح للسلطات التركية، قطعت مليشيات تابعة لإدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الطريق المؤدي إلى منفذ «أبو الزندين» بمدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، لمنع دخول الشاحنات التجارية إليه بعد وضعه في الخدمة رسمياً في ١٩ الشهر الجاري.
وعمد أمس مسلحون ينتمون إلى ما يسمى «الجيش الوطني»، التابع لإدارة أردوغان، وبلباس مدني، إلى إقامة سواتر ترابية على الطريق الذي يربط بين خيمة الاعتصام في طرف مدينة الباب الغربي والمدخل الرئيس للمنفذ، للحيلولة دون توجه أي شاحنة تجارية إليه، وذلك بعد أسبوع من توقف الحركة التجارية بين طرفي المنفذ.
وكان «أبو الزندين»، الذي افتتح منتصف ٢٠١٩ وأغلق في آذار ٢٠٢٠ جراء جائحة «كورونا»، تعرض للعديد من القلاقل التي أعاقت افتتاحه من جديد، ابتداء من حزيران المنصرم، حيث حالت احتجاجات من دون وضعه في الخدمة، ثم ما لبثت الاحتجاجات أن تجددت مع عزم استكمال أنقرة الإجراءات اللوجستية في ١٨ الشهر الجاري لفتح الشريان التجاري بشكل رسمي أمام حركة البضائع بين مناطق هيمنتها في مدينة الباب ومناطق الحكومة السورية في ريف حلب الشمالي الشرقي، ولجأ مسلحون تابعون لميليشيات إدارة أردوغان إلى إطلاق قذائف الهاون باتجاه المنفذ في اليوم الثاني والثالث من إعلان افتتاحه.
وقالت مصادر أهلية في مدينة الباب لـ«الوطن»: إن ما يسمى «الشرطة العسكرية» التي تؤتمر من قبل أنقرة لكنها تتبع لما يدعى «الحكومة المؤقتة» المعارضة، أزالت السواتر الترابية على طريق المنفذ من دون أن تصطدم بالمحتجين، الذين نقلتهم ميليشيات رافضة لفتح «أبو الزندين» من بلدات ومدن ريف حلب الشمالي إلى خيمة الاعتصام في الباب، وكثير منهم مسلحون منضوون تحت راية تلك الميليشيات المتضررة من فتح المنفذ لاشتغالها بالتهريب عبر المنافذ غير الشرعية.
واستبعدت المصادر افتتاح «أبو الزندين» في المدى المنظور، مع استمرار المناوئين لافتتاحه بأعمال التصعيد ضده، وإصرار الميليشيات، التي تتبع لإدارة أردوغان وتناهض سياساتها المقاطعة مصالح موسكو من خلال جملة من «التفاهمات» المشتركة التي تخص مناطق النزاع في سورية، على عدم إنجاح أي من المبادرات لحل الأزمة بالطرق السلمية، وهو ما يحرج إدارة أردوغان ويضعها في مواجهة ميليشياتها.
إلى ذلك، أكدت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أردوغان، أن زمن صمت أنقرة على تجاوزات تلك الميليشيات بحق مصالحها، قد انتهى وأنها بصدد اتخاذ إجراءات عقابية ضدها بعد أن استقدمت تعزيزات عسكرية إلى محيط المنفذ، بالتوازي مع تعزيزات حليفتها «الشرطة العسكرية»، ومع استنفاد سبل التفاهم مع تلك الميليشيات بعد جولتين مفاوضات مع متزعميها، عقدت الأولى في منطقة حوار كلس الحدودية التركية مع انطلاق «أبو الزندين» رسمياً، والثانية داخل مدينة الباب وضمت ممثلين عن المحتجين، من دون أن تثمر عن أي توافق تلتزم الميليشيات بمخرجاته.
وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن السلطات التركية بدأت بقطع الكهرباء التي تزود بها مدينة الباب بشكل متقطع ومتواصل، على أن تتوقف نهائياً عن تزويدها بها، كنوع من الضغط الممارس على المحتجين ومسلحين الميليشيات على حد سواء.
كما أشارت إلى أن «الشرطة العسكرية» وميليشيا «السلطان مراد» الموالية لإدارة أردوغان، باشرتا بحملة تفتيش أمنية عند مداخل مدينة الباب وفي شوارعها وساحاتها الرئيسة، لضبط الأمن فيها وكنوع من التضييق على روادها من الميليشيات الأخرى الرافضة لفتح المنفذ ولإعادة العلاقات بين سورية وتركيا إلى طبيعتها، على أن تتبعها إجراءات عقابية أخرى ستبصر النور قريباً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن