عربي ودولي

استهدف أكثر من 11 موقعاً وهدفاً عسكرياً نوعياً إسرائيلياً في عمق فلسطين المحتلة … بهجوم كبير بالمسيرات ومئات الصواريخ.. حزب اللـه ينجز رده الأولي على اغتيال شكر

| وكالات

بدأ حزب اللـه أمس، رده الأولي على عملية اغتيال القيادي فؤاد شكر واستشهاد عدد من المدنيين في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، بعددٍ كبير من ‏المسيّرات وأكثر من 320 صاروخاً استهدفت أكثر من 11 موقعاً تابعاً للاحتلال الإسرائيلي في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة وهدفاً عسكرياً نوعياً سيكشف عنه في وقت لاحق، مؤكداً أن عملية الرد هذه تمت وأنجزت بنجاح وأن ادعاءات كيان الاحتلال حول ما سماه العمل الاستباقي الذي قام به والاستهدافات التي حققها وتعطيله لهجوم ‏الحزب هي ‏إدعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان.
وفي التفاصيل، نشر الإعلام الحربي في حزب اللـه في صفحته على موقع «تلغرام» بياناً أولياً قال فيه: «في يوم أربعينية الإمام الحسين بن علي عليهما السلام سيد الشهداء وإمام الأحرار ورمز التضحية والإيثار ‏والإباء، وعند فجر يوم الأحد الواقع في 25 آب 2024 وفي إطار الرد الأولي على العدوان الصهيوني ‏الغاشم على الضاحية الجنوبية لبيروت والذي أدى إلى استشهاد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر رحمه ‏الله وعدد من أهلنا الكرام من نساء وأطفال، بدأ مجاهدو المقاومة الإسلامية هجوماً جوياً بعدد كبير من ‏المسيرات نحو العمق الصهيوني واتجاه هدف عسكري إسرائيلي نوعي سيعلن عنه لاحقاً، وبالتزامن مع ‏استهداف مجاهدي المقاومة الإسلامية لعدد من مواقع وثكنات العدو ومنصات القبة الحديدية في شمال ‏فلسطين المحتلة بعدد كبير من الصواريخ».
وأوضح البيان، أن «هذه العمليّات العسكريّة ستأخذ بعض الوقت للانتهاء منها، وبعد ذلك سيصدر بيان تفصيلي حول مجرياتها ‏وأهدافها»، مؤكداً أن «‏المقاومة الإسلاميّة في لبنان الآن وفي هذه اللّحظات هي في أعلى جهوزيّتها، وستقف بقوّة وبالمرصاد ‏لأيّ تجاوز أو اعتداء صهيوني، وبالأخص إذا تمّ المسّ بالمدنيّين فسيكون العقاب شديداً وقاسياً جداً».
‏ في بيان لاحق، أعلن الحزب أن المرحلة الأولى من الرد تم الانتهاء منها بنجاح كامل وأوضح أن هذه المرحلة تمثلت باستهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية، تسهيلاً لعبور المسيّرات الهجومية في اتجاه ‏هدفها المنشود ‏في عمق كيان الاحتلال، مؤكداً أن المسيّرات عبرت كما هو مقرر، وفق الإعلام الحربي.
ومساء أمس أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن الهدف كان له «ارتباط بعملية اغتيال السيد شكر، وحددناه في العمق الإسرائيلي، وهي قاعدة غليلوت لـ«الاستخبارات العسكرية- أمان» وفيها عدد كبير من الضباط والجنود وتدير الكثير من عمليات الاغتيال التي تجري في المنطقة والفتن والتضليل»، موضحاً أن غليلوت تبعد عن حدود لبنان 110 كلم وتبعد عن حدود مدينة تل أبيب 1500 متر.».. إلى جانب ذلك، أكد الحزب في بيانه أن عدد صواريخ «الكاتيوشا» التي أطلقت في اتجاه المواقع الإسرائيلية تجاوز 320 صاروخاً وأنها أصابت أهدافها.
وذكر، أن المواقع الإسرائيلية المستهدفة هي: «قاعدة ميرون، مربض نافيه زيف، قاعدة جعتون، مرابض الزاعورة، قاعدة السهل، قاعدة عين زيتيم، ثكنة راموت نفتالي»، وفي الجولان السوري المحتل ثكنتي كيلع ويوأف وقاعدتي نفح ويردن.
وفي بيان ثالث، قال الحزب: «إنه تم إطلاق جميع المسيرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها ‏وعبرت ‏الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعددة، وبالتالي تكون عمليتنا العسكرية لهذا ‏اليوم (أمس) قد تمت وأنجزت بحمد اللـه تعالى»، حسب الإعلام الحربي. ‏
وأكد الحزب، أن ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي حول العمل الاستباقي الذي قام به والاستهدافات التي حققها وتعطيله لهجوم ‏الحزب، هي ‏ادعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان وسيتم تفنيدها في خطاب للأمين العام ‏لحزب اللـه ‏حسن نصر اللـه، ألقاه في وقت لاحق من مساء يوم أمس.
وقبل ذلك، زعم جيش الاحتلال في بيان نقله موقع قناة «سكاي نيوز» الإماراتية، أن قرابة 100 طائرة حربية هاجمت آلاف المنصات التابعة لحزب اللـه في عملية استباقية بتوجيه من «القيادة الشمالية وهيئة الاستخبارات الإسرائيلية»!
بدورها، أكدت قناة «الميادين» أن الغارات العنيفة التي شنّها الاحتلال في عدوانه الواسع، فجر أمس على جنوب لبنان، فشلت في منع الهجوم الذي بدأه حزب اللـه بالصليات الصاروخية وأسراب المسيّرات.
وأوضحت، أن الصواريخ التي أطلقها حزب اللـه في البداية كانت «عمليةً تمهيديةً للضربة القوية، عبر أسراب من الطائرات المسيّرة»، مضيفة أن النيران التي أطلقت ضمن المرحلة الأولى من الرد غطت مساحة 1500 كلم مربع من شمالي فلسطين المحتلة.
وأكدت القناة وفقاً لمعلومات موثوقة، أن رد الحزب على اغتيال شكر «نُفِّذ بأعلى درجات الدقة والنجاح»، مشددةً على أن الحزب ضرب هدفاً عسكرياً «في عمق كيان الاحتلال، لا في أطرافه».
وفي وقت لاحق أمس، نشر الإعلام الحربي مقطع فيديو، يظهر «القواعد والثّكنات العسكريّة الّتي استهدفها الحزب، في المرحلة الأولى من الرّدّ على اغتيال القيادي شكر، واستشهاد عدد من المدنيّين في الضاحية الجنوبيّة لبيروت».
بموازاة ذلك، نقلت قناة «العالم» عن جيش الاحتلال الإسرائيلي تأكيده أن عدد الصواريخ التي أطلقت على شمال فلسطين المحتلة وصل إلى 320 قذيفة حتى الآن، مشيراً إلى أن أكثر من 13 موقعًا إسرائيلياً قد أصيب بشكل كامل, وأضافت القناة، أن كيان الاحتلال وصف ما حدث خلال الساعات الماضية بأنه «عملية حرق كاملة» لشمال فلسطين المحتلة من حزب الله، وأنه جزء من رد حزب اللـه الأولي المتوقع.
وأشارت القناة، إلى أنه «حتى هذه اللحظة، ما زال الإعلام الإسرائيلي يحاول استيعاب ما يحدث في منطقة شمال فلسطين.
عدد من المسؤولين الإسرائيليين من جهتهم، وجهوا انتقادات إلى حكومة كيان الاحتلال، في إثر تنفيذ الحزب رده الأولي على اغتيال شكر، حيث قال عضو لجنة الخارجية والأمن في «الكنيست»، حانوخ ميلبيتسكي: إن «إسرائيل فشلت، في حين سكان الشمال (المستوطنون) لا يتمتعون بالحماية»، وفق ما ذكرت «الميادين».
بدوره قال رئيس حزب «الأمل الجديد»، جدعون ساعر: «أعداء إسرائيل هم الذين يحددون توقيت التصعيد ومستواه، وليس نحن».. في الأثناء، نقل الإعلام الحربي عن وسائل إعلام إسرائيلية تأكيدها إصابة زورق عسكري إسرائيلي عند الحدود الشمالية وسقط بداخله إصابات، لتعاود وتؤكد أنه جرت عملية إخلاء لجرحى بعد سقوط صاروخ على متن الزورق مقابل مستوطنة نهاريا.
وفي وقت لاحق أمس، أكد الإعلام الحربي في بيان، أن مقاتلي الحزب استهدفوا منظومة فنية في موقع ‏المنارة بمحلقة هجومية انقضاضية أصابتها بشكل مباشر ما أدى إلى تدميرها. ‏
بالمقابل نعى الحزب في بيانين منفصلين اثنين من مقاتليه ارتقيا شهيدين على طريق القدس، فيما نعت «حركة أمل» اللبنانية أحد مقاتليها أيضاً الذي ارتقى شهيداً أثناء قيامه بواجبه الوطني والجهادي دفاعاً عن لبنان والجنوب.
إلى ذلك، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أن غارة شنها الاحتلال الإسرائيلي استهدفت سيارة في بلدة الخيام أدت إلى استشهاد لبناني، معلناً أيضاً في وقت لاحق ارتقاء شهيدين اثنين آخرين جراء غارة معادية على بلدة الطيرى بجنوب لبنان، وفق ما ذكرت وكالة «سانا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن