سورية

الاجتماع الدوري للسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية السورية بالخارج بدأ أعماله … المقداد: محاربة الفساد بجميع أشكاله والقضاء على المفسدين في طليعة الاهتمام

| سيلفا رزوق

أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن محاربة الفساد بجميع أشكاله والقضاء على المفسدين والفاسدين تأتي في طليعة اهتمام قيادة الوزارة التي لا تقبل لنفسها ولا لوطنها أن تقوم زمرة صغيرة من المنحرفين بتشويه الصورة النبيلة المشرفة للدبلوماسية السورية التي تأخذ على عاتقها الدفاع عن المصالح الوطنية العليا والذود عن أعلى المبادئ والقيم الناظمة للعلاقات الدولية والسياسات الخارجية للجمهورية العربية السورية.
وفي كلمة له خلال الاجتماع الدوري للسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الذي انطلق أمس في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين، أكد المقداد أن هذا الاجتماع المهم يعقد في الوقت الذي تشهد به الجمهورية العربية السورية عملية إصلاح مؤسساتية وتنمية إدارية شاملة، يقودها الرئيس بشار الأسد لدفع الأداء الحكومي في سورية إلى أعلى مستوياته من الكفاءة والامتياز والتصدي لمخاطر الترهل البيروقراطي والفساد بجميع أشكاله وأنواعه.
ولفت المقداد إلى أنه ومن المنظور الشامل للرئيس الأسد لأهمية الإصلاح المؤسساتي لمجمل قطاعات الدولة ينبثق اهتمامه الخاص بأداء وزارة الخارجية والمغتربين وعنايته الكبيرة بعملية إصلاح المؤسسات والنهوض بعمل الوزارة وتطويرها، وقال: «إن مفاهيم الإصلاح في الوزارة التي يوجه بها الرئيس الأسد تقوم على التوطيد الراسخ لتقاليد العمل المؤسساتي بعيداً عن الأهواء والرغبات الشخصية والتدخلات التي يجب ألا يكون لها مكان في عمل الوزارة وتجسيداً لرؤية الرئيس الأسد، يقوم الفريق المكلف بالوزارة متمثلاً بالمجلس الاستشاري ومجلس إدارة المعهد الدبلوماسي بعملية مراجعة شاملة لطرق العمل والأداء والتشريعات والقوانين، وذلك لتلافي نقاط القصور التي تراكمت على مدى عقود وبات من الضروري العمل على التصدي لها ومحو محورها كلياً من ثقافة وزارتنا».
المقداد أشار إلى أن وزارة الخارجية عانت خلال العقود الفائتة من التقادم والترهل في الكفاءات والطاقات والموارد البشرية ولم تُبذل جهود كافية لضخ دماء شابة جديدة وبات هيكل الموارد البشرية في الوزارة يعاني من ظاهرتين سلبيتين، وهي التشوه في هرم الرتب، وعدم الانسجام مع المنطق الإداري السليم، والنقص الحاد بعدد الدبلوماسيين، سواء كان ذلك في البعثات أم في الإدارة المركزية، مبيناً أنه ولمعالجة أحد جانبي هذا القصور قامت الوزارة بالإعلان عن سلسلة مسابقات لتعيين 75 دبلوماسياً في الوزارة عبر مراحل متتالية عاماً بعد عام.
وأضاف: «أما الجانب الآخر لهذا القصور المتعلق بالتشوه في هرم الرتب والألقاب في الوزارة فيرتبط مباشرة بالمشكلة الثانية التي تعاني منها الوزارة والمتمثلة بالتردي الملحوظ في مستوى الكفاءة والأداء لقسم لا يستهان به من الدبلوماسيين، وافتقاد مجموعة من المهارات والأساسيات وأدوات العمل اللازمة لتمكين الدبلوماسي الماهر من أداء واجباته الوظيفية، ومن هذا المنطلق تتبنى قيادة الوزارة نهجاً يفرض ثقافة عمل تتمتع بأعلى درجات الأداء والامتياز من العاملين الدبلوماسيين، وهنا تأتي سياسة التشدد في منح الألقاب العليا لتدعم هذا النهج وضمان ألا يحصل على الألقاب العليا إلا من كان أداؤه والتزامه بالعمل وأخلاقه ومناقبه وتمتعه بالمهارات اللازمة والدورات الضرورية، بما يجعل منه جديراً بالتشرف بحمل لقب الدبلوماسي الذي يستحقه وفق الأنظمة والقوانين المطبقة في الوزارة».
المقداد أشار إلى أن التحدي الثالث الذي تعاني منه الوزارة يتمثل بتغلغل بعض جوانب الفساد الإداري والمالي في عدة مفاصل بالوزارة، ولاسيما في قطاع الأعمال القنصلية، مشدداً على أن هذا لا يعني التشكيك بمهارات القيادة القنصلية بالذات لكن في أماكن أخرى هناك ضعف وفساد واضح، وقال:«إن محاربة الفساد بجميع أشكاله والقضاء على المفسدين والفاسدين تأتي في طليعة اهتمام قيادة الوزارة التي لا تقبل لنفسها ولا لوطنها أن تقوم زمرة صغيرة من المنحرفين بتشويه الصورة النبيلة والمشرفة للدبلوماسية السورية التي تأخذ على عاتقها الدفاع عن المصالح الوطنية العليا والذود عن أعلى المبادئ والقيم الناظمة للعلاقات الدولية والسياسات الخارجية للجمهورية العربية السورية».
ويستكمل الاجتماع أعماله اليوم الإثنين بإجراء عدد من ورشات العمل واللقاءات مع الوزراء، وعلمت «الوطن» أن اللقاءات ستشمل كلاً من وزيري الكهرباء غسان الزامل، والاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن