سورية

مجلس الأمن اكتفى بالإعراب عن «قلقه العميق»..!…الآثار والمتاحف: تدمر تواجه تهديداً حقيقياً

اكتفى مجلس الأمن الدولي بالإعراب عن «قلقه العميق» على مصير السكان الذين بقوا في مدينة تدمر الأثرية بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي عليها.
وطالب المجلس بفتح «ممر آمن» للمدنيين الراغبين بالفرار من أعمال العنف، معتبراً أن «المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق الحكومة السورية لحماية مواطنيها».
وإذ جدد أعضاء المجلس إدانتهم لتدمير معالم التراث الثقافي في كل من سورية والعراق والذي ارتكبه خصوصاً تنظيم داعش، أعربوا عن «قلقهم العميق» إزاء مصير آثار تدمر المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي. وكانت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» ايرينا بوكوفا، أكدت أن أي تدمير لمدينة تدمر الأثرية المدرجة على لوائح التراث العالمي من قبل داعش سيشكل خسارة هائلة للبشرية وليس فقط جريمة حرب، داعيةً مجلس الأمن وقادة العالم إلى بحث المسألة وإطلاق نداء مشترك كي لا يتكرر ما حصل في آثار مدينة نمرود العراقية ومتحف الموصل.
من جانبه أكد مدير عام الآثار والمتاحف في سورية مأمون عبد الكريم، «أن مدينة تدمر الأثرية تواجه اليوم تهديداً حقيقياً يتمثل بالتعدي عليها ومخاطر تدمير آثارها ما سيشكل كارثة حقيقية بحق تاريخ سورية بشكل خاص والإنسانية بشكل عام تتمثل بمحو أروع وأنصع صفحاته». وقال عبد الكريم خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بالقاعة الشامية في متحف دمشق الوطني: «بعد الاعتداء الإرهابي لتنظيم داعش على مدينة تدمر بات الأمر يشكل خطراً كبيراً على المدينة الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو وينذر بمأساة جديدة بحق حضارة جديرة بأن يدافع عنها بكل الوسائل ولاسيما أنها قدمت للبشرية منجزات حضارية مهمة في عدة ميادين وجسدت على مدى قرون صلة الوصل بين الشرق والغرب»، داعياً جميع السوريين على امتداد الجغرافيا السورية إلى الوحدة والتضامن في وجه عصابات الإرهاب والتهريب التي تستهدف تاريخنا وتراثنا بشكل وحشي وممنهج، وحثهم على المشاركة بفعالية في هذه المعركة الثقافية للدفاع عن تاريخنا وهويتنا المتمثلة بتراثنا الثقافي المتنوع والغني والاستثنائي بقيمه ومضامينه. وتوجه عبد الكريم بالشكر «لوحدات الجيش العربي السوري التي كانت موجودة في مدينة تدمر ودافعت باستماتة عن الحضارة الإنسانية.. وقدمت الدعم والحماية والمؤازرة لحماية موظفي الآثار أثناء نقلهم كنوز حضارة تدمر التي لا تقدر بثمن إلى أماكن آمنة».
وأمل أن يستتبع القرار رقم 2199 الصادر عن مجلس الأمن في 12 شباط 2015 والقاضي بتجفيف منابع الإرهاب وحماية التراث الثقافي المهدد في سورية والعراق «بإجراءات تنفيذية تترجم الإرادة الدولية بالحفاظ على تراث سورية الثقافي المهدد اليوم بأخطار وتحديات غير مسبوقة، كإلزام دول الجوار بضبط حدودها ومكافحة عمليات التهريب المنظم لتراثنا الأثري عبر تلك الحدود ومنع التخريب الممنهج الذي تقوم به عصابات التكفير والإرهاب».
وعن المعلومات التي حصلت المديرية العامة للآثار والمتاحف عليها من المجتمع المحلي حول وضع المدينة الأثرية والمتحف الوطني في تدمر بعد اعتداء داعش، أوضح عبد الكريم أن المديرية تلقت معلومات تفيد «باقتحام عناصر إرهابية للمتحف وعبثهم بمحتوياته وتكسير أبوابه وتحطيم مجسمات حديثة للعرض»، موضحاً أن المديرية نقلت عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تتضمن تماثيل وتوابيت ونواويس وسواها عبر جهد مشترك بين العاملين في دائرة آثار تدمر ووحدات من الجيش العربي السوري.
أما بالنسبة لمدينة تدمر الأثرية فأعرب عبد الكريم عن مخاوف حقيقية من تعرضها للتخريب والتدمير على منوال ما تعرضت له منطقة شمال العراق ومن دخول عصابات التنقيب إلى المنطقة، مبيناً أن المديرية تسعى حالياً عبر التعاون مع المجتمع المحلي في المنطقة لحماية المدينة.
(سانا- أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن