ثقافة وفن

الأدب ومكنون أمره الجميل

| منال محمد يوسف

إنَّ الأدب هو اللّغة الأجمل إذ يسمو بمقدار مكنون أمره العظيم وصوته القويم ونطق لسانه البليغ، إذ يرتقي ببلاغة الشعراء وحكمة الأدباء، ويسمو ضمير جماله المستتر وألق الحروف وسرّ نورها المكنون، وسرّ البلاغة وجمال أحكامها اللّغويّة وبهاء أحوالها الثقافيّة.

كل ذلك يجعلنا نستقرئ عن الأدب ونطوق فلسفاته، إذ تمتثل حكاية تخاطب لغة العقول بمنطق أدبي تتسع أدواح جماله الخاصة والعامة على حدٍّ سواء، وتبدو وكأنّها دساتير خاصة تختصر جمال اللغة وكلّ علومها، وتصوغ نطق الأدب قولاً وفعلاً وتجعله يتحدث بأهمية الإعجاز الأدبي وسرّه الجوهريّ أن أزهرَ به نور المعاني، وتعالى صوت الأدب الحقيقي وأزهر في حقيقة لفظ معناه الأرقى وتقويمه الأجمل، ولاحَ سرُّ إعجازه إذ ظهر في إشراقة الفكر الإنسانيّ وأصبح صوته هو الصوت الأعلى.

هذا الصوت الأدبيّ الذي نسمع «صدى جماله» يأتي من عدة أجناس أدبية، ونراه كيف يأتي محملاً «بشجون ثقافية» قد يختصرها الأدب ويدلُّ على سموّ رمزيتها وكل توابع الاسم الجماليّ الذي يلحق بها.

كلّ هذا يبدو لنا جلياً كما «وجه الأدب وصوته الأعلى» وإن نطق بما يحفظ ذاكرة التاريخ وذاكرة الأيّام العابرات.

ويُبين لنا عظمة الأدب ومكنون أمره البلاغيّ وإن نطق بأمرٍ منطقيّ البلاغة يدلُّ على فحواه التجريبيّ والجماليّ ويختصر شجون ونبالة شجونه المستوحاة فكراً وهّاجاً.

وبهذا الشكل يرتقي الفكر الأدبيّ المُضافُ إلى نطق الجمال وإلى سرَّ النطق اللّغويّ وما ينطق عن نور بلاغته العُليا ويترجم جماله إذ تبلورَ في كلّ مجالات الأدب..

يترجم حال الأبجديات التي تأتي إليه وتزيده روعةً، تأتي إلى حيث نسمع صوت الأدب ونرى نبل حاله وترميز جماله ومكنون أمره أن جاء ونطق بلاغةً يُرتجى وعدها، نطق بسرِّ معانيه ومكنون جماله الإعجازيّ وبدت عوالمه تتسع بمقدار هذا الإبداع أو ذاك..

وبدا الأدب وكأنّه يسمو بعظمة «مكنون أمره» وكأنّه يُمثّل «صوت الأدب الإبداعي» الذي يحاول أن يُترجم بعضاً من جماليات الحياة ويُضيف إليها، وبالتالي يُبرز مقومات الجمال الأدبي ويُضيف إلى مكنون سرّه وجوازم أمره الجماليّ الذي يبدو جلياً إذ يُقال عن الأدب وسرّ مكنونه الإعجازيّ وما يحيط من جمال قد يظهر ويتبلور سرّ جماله وعوالمه التي تتسع بمقدار هذا الإبداع أو ذاك تتسع حيث نبل معانيه المشرقة والسامية، مما يُظهر الأدب وعظمته وسموّ مكانته العُليا ونطقه القويم، وصوت أمره ومكنونه الجميل والعظيم على حدٍ سواء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن