رياضة

الحالة التحكيمية في تطور وتحسن مستمرين … كوسا: الفار له إيجابيات وسيحدّ من حالات الاعتراض … استعدادات مكثفة لحكامنا بكل الدرجات للموسم الجديد

| ناصر النجار

بدأت أنديتنا الكروية استعدادها للموسم الكروي الجديد، ومعها بدأ استعداد الحكام للموسم الجديد أيضاً، الحكام مفصل مهم من مفاصل كرة القدم، ومن دونهم لا تقام مسابقات الموسم، ومن دون نجاحهم لا يمكن لكرة القدم أن تنجح بالشكل المطلوب، الكثير من الملاحظات أوردها المراقبون على التحكيم، ومنها تزايد الأخطاء التحكيمية، إضافة إلى ملاحظات كثيرة ومتعددة.

كيف حال التحكيم المحلي؟ وما الإجراءات المتبعة للحد من الأخطاء التحكيمية؟ وما استعدادات لجنة الحكام للموسم الكروي الجديد؟

ما حقيقة دخول الفار؟ والى أي مدى سيكون تأثيره إيجابياً في الدوري؟

كل هذه الأسئلة وغيرها طرحتها «الوطن» على الحكم الدولي محمد كوسا عضو اتحاد كرة القدم ورئيس لجنة الحكام العليا، وهاكم التفاصيل..

لمحة عامة

• هل لك أن تعطي لمحة عن مستوى التحكيم الكروي؟

في البداية يجب أن نكون واقعيين في توصيف التحكيم، فالواقع يقول: إن التحكيم في السنوات الماضية كان مترهلاً وقاعدته ضعيفة، ونحن شعرنا بهذه الثغرة، وعملنا على تغيير نمط العمل وأسلوبه، ونحن هنا لا نضع هذا الترهل بسلة سبب معين، فهناك أسباب كثيرة وراء ذلك.

في الفترة السابقة عملنا على تفادي هذه المشكلة من خلال البحث عن المواهب التحكيمية، ونزلنا كأعضاء لجنة حكام مع لجنة التطوير إلى المحافظات واخترنا المواهب التحكيمية، وبدأنا العمل معهم، وكما يعلم الجميع أن صناعة الحكم تحتاج إلى فترة طويلة مثل صناعة اللاعب.

القطاف سيبدأ قريباً، ونحن اليوم أمام عدد جيد من الحكام، وهناك تحسن واضح في التحكيم، والتحسن سيكون أكبر في الموسم القادم وسنرى أسماء جديدة وجيدة في كل ملاعب الدوري بكل المسابقات «درجات- فئات».

العملية التحكيمية ليست مرتبطة بلجنة الحكام فقط، فهي عملية جماعية ونجاحها منوط بالجميع، ونحن نلمس تقصيراً من بعض اللجان الفرعية في المحافظات التي قصرت في مهامها، وعلى سبيل المثال لجنة الحكام في حلب، وللأسف لا نجد اليوم أي حكم دولي من حلب، ولا نجد في هذا المفصل المهم مجموعة جيدة من الحكام، مع العلم أن حلب تملك أكثر من تسعة حكام دوليين متقاعدين فضلاً عن غيرهم من الحكام الذين بصموا في مسيرة التحكيم، ولم يصلوا إلى الشارة الدولية.

من بشائر التطور التحكيمي أنه كان لدينا ثلاثة حكام نخبة دوليين والآن صاروا خمسة وهؤلاء من اختيار الاتحاد الآسيوي، بعد اختبارات عديدة وليس لنا أي دور في ذلك.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن الترهل أصاب بعض مقيمي الحكام الذين لم يؤدوا الدور المطلوب منهم بشكل جيد، وللأسف بعضهم «نام» في المباراة، والبعض الآخر لم يعط العلامة المستحقة للحكم، أي إن العلامة كانت اعتباطية ولا تتوافق مع أداء الحكم وهذا وجدنا له الحلول المنطقية الكاملة.

استعداد جيد

• ما خطة لجنة الحكام للموسم الجديد؟

في كل موسم جديد تضع دائرة الحكام خطة عملها التي تتضمن دورات وورشات عمل، وخطة هذا الموسم تبدأ بعد أيام وتستمر حتى الشهر العاشر.

أولى الدورات سنجريها في حلب نهاية الشهر الحالي وستكون للحكام الدوليين وحكام نخبة الدرجة الأولى الذين سيكلفون بمباريات الدوري الممتاز للرجال.

تليها اختبارات للمرشحين على اللائحة الدولية والاختبارات نظرية وبدنية وطبية، وهناك ورشات عمل لحكام الدرجة الأولى وصولاً إلى دورات الصقل والترقية لكل الحكام العاملين بمختلف الدرجات.

ويشرف على هذه الدورات خيرة المحاضرين المحليين من الخبرات والكفاءات الوطنية المشهود لهم، إضافة إلى ذلك هناك تحليل تحكيمي على مدار الموسم، يتم فيه استعراض أهم الحالات التحكيمية سواء القرارات الصحيحة أو القرارات الخاطئة، وهذه الندوات تزيد من ثقافة الحكام وتساهم بتخفيف الأخطاء التحكيمية.

اللائحة الدولية

• ما المعايير التي تضعونها لترشح الحكام على اللائحة الدولية؟

المعايير هي موضوعة من الاتحادين الآسيوي والدولي، ويشترط فيها أن يكون الحكم تحت 35 سنة، ولا يقبل أي حكم تجاوز هذا العمر بيوم، وأن يكون متقناً اللغة الانكليزية وملماً ببرنامج الحاسوب، لأنه سيتعامل مع المباريات الخارجية من خلاله كإرسال التقارير وغير ذلك، إضافة إلى الاختبارات البدنية والطبية.

نحن أضفنا إلى ما سبق الاختبارات النظرية والعلامات التي ينالها الحكم جراء تحكيمه للمباريات في الموسم.

ومن الطبيعي أن يتعرض الحكم المرشح لاختبارات آسيوية قبل اعتماده وتكليفه بالمباريات.

الفار

• سمعنا عن تطبيق تقنية الفار هذا الموسم، بماذا تخبرنا عنه؟

موضوع الفار أخذ وقتاً كبيراً وحيزاً واسعاً من المراسلات والمداولات قبل موافقة الاتحاد الآسيوي، لأنه يتطلب شروطاً عديدة، وهناك العديد من المتطلبات التي يجب توافرها لاعتماده.

من المتوقع أن تصل الأجهزة مطلع الشهر القادم وسنجري عليها دورات تأهيل لحكام الفار وإن تأخر وصول الأجهزة فسنجري هذه الدورة في بيروت على أجهزة الاتحاد اللبناني وقد حصلنا على موافقة الجانب اللبناني.

الفار سيختص بأربع حالات: صحة الهدف من عدمه، صحة ركلة الجزاء من عدمها، صحة البطاقات الحمراء من عدمها، بعض الحالات المهمة جداً.

من الطبيعي أن دخول الفار إلى الدوري سيكون له الأثر الإيجابي الكبير، وللعلم فإن الرخصة التي ستمنحها للحكام المختصين بالفار ستؤهلهم للمشاركة في تحكيم البطولات الآسيوية والدولية.

الأمور اللوجستية الأخرى من توافر الكهرباء والنت والكاميرات وغير ذلك فهذه من اختصاص اتحاد كرة القدم ومن الطبيعي أن يسعى لتأمينها.

الشغب

• هل تتوقع أن يساهم الفار بتخفيف حالات الشغب؟ وما اقتراحاتكم للحد من الشغب؟

أتوقع بعد دخول الفار أن تخف حالات الاعتراض على القرارات التحكيمية لأنه سيخفف من الأخطاء وسيحسم الجدل في الحالات المركبة التي كانت تثير اللغط سابقاً، وهذا رهن بتقبل المعنيين من الأندية بقرارات الفار، وإلا فإن الفار سيحدث مشكلة أخرى في ملاعبنا إن لم يكن البعض مقتنعاً به أساساً.

وللأسف فإن البعض من كوادر أنديتنا غير ملمة بأمور التحكيم ولا تتابع التعديلات على قانون التحكيم، ويأتي اعتراضها على التحكيم من باب عدم فهمها للقانون وأكثر الشغب الحاصل في ملاعبنا يأتي من مضمار الملعب، ومن هنا الشرارة الأولى لما يحدث في ملاعبنا من خروج عن أدب الملاعب وقدسية الرياضة، لذلك لابد من ورشات عمل للأندية لشرح الحالات التحكيمية لكوادر الأندية واللاعبين في سبيل زيادة الثقافة التحكيمية عند كل مفاصل اللعبة، وهذا بدوره سيؤدي إلى تخفيف حالات الاعتراض والشغب بآن واحد.

وعلينا أن نقتنع أن كرة القدم لعبة جماعية، كل واحد على أرض الملعب له دور يجب أن يؤديه، فاللاعب له وظيفة تختلف عن وظيفة الحكم والمدرب وهكذا، ولو اهتم كل واحد بالدور المنوط به لرأينا أداء أفضل من الجميع.

فالحكم ليس خصماً لأي لاعب، وهو عنصر مهم في الملعب وعلى الجميع التعاون معه واحترام قراراته.

من الخارج

• موضوع استقدام الحكام من الخارج لبعض المباريات، هل أنت من مؤيديه؟

ظاهرة استقدام الحكام من الخارج موجودة في كل الدول العربية والعالمية، وهو أمر طبيعي واعتيادي، والكثير من المباريات المهمة وخصوصاً مباريات الديربي وقد تمت الاستعانة بحكام أجانب من أجلها، وكم حكم سوري قاد مباريات مهمة في الدوريات العربية والكل يتذكر هذا الشيء، أما موضوع اتفاقيات تبادل الحكام مع الدول العربية المجاورة على أقل تقدير، فهو مرهون بتطور تحكيمنا، فما زالت الثقة بتحكيمنا الخارجي ضعيفة وسنعيد هذه الثقة مستقبلاً وقريباً.

لجنة الانضباط

• لم نلاحظ وجود تعاون بين لجنة الحكام ولجنة الانضباط والأخلاق بما يخص أمور الحكام؟

التعاون مع لجنة الانضباط والأخلاق أمر مهم وحيوي، وقنوات التواصل في المواسم الماضية كانت ضيقة، وسنعمل في الموسم الجديد على زيادة مساحة التواصل من خلال الاطلاع على تقارير الحكام الموجهة إلى لجنة الانضباط والأخلاق ومعالجة أي تقصير من جانب أي حكم في الدقة والموضوعية في كتابة التقرير، وكل حكم سيخالف القواعد القانونية في هذا الاتجاه، ستتم محاسبته.

بكل الأحوال نحن نتابع الحكم فنياً، واتخذنا عدة إجراءات بحق الحكام المقصرين والمخطئين، منها عقوبات الإيقاف عن التحكيم لمدد متفاوتة حسب الخطأ المرتكب، ونحن لا نعلن عن عقوبة الحكام إلا في مناسبتين، الأولى: فيما يتعلق بالنزاهة، والثانية في القرارات التي تؤثر في سلامة المسابقة.

كلمة أخيرة

لجنة الحكام على مسافة واحدة من جميع الأندية، وهي كلها عزيزة علينا، ونحن لا نفاضل بين ناد وآخر، والدليل النتائج المسجلة في كل المسابقات الرسمية.

نحن حريصون على أنديتنا وعلى الدوري وعلى الحكام، ونحن على استعداد لمناقشة أي شخص له علاقة بالتحكيم لديه اعتراض على شيء ما أو لديه إضافات إيجابية تساهم بتطور الحالة التحكيمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن