طهران أكدت أنها لا تسعى إلى زيادة التوتر في المنطقة … عراقجي: ردّنا على الكيان سيكون دقيقاً.. باقري: حتمي ولا مفر منه
| وكالات
أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن رد إيران على العمل الإرهابي الذي قام به الكيان الصهيوني في طهران عبر اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية سيكون «دقيقاً ومحسوباً»، في حين أكد رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري، أمس الإثنين، أن «الانتقام من الكيان الإسرائيلي أمرٌ حتمي، لا مفرّ منه».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» عن عراقجي قوله خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني: إن «إيران لا تسعى إلى توسيع وتصعيد التوتر في المنطقة، رغم أنها لا تخشاه على عكس الكيان الصهيوني»، ومن جانبه أعرب تاجاني عن قلقه إزاء اتساع رقعة انعدام الأمن في المنطقة، مطالباً جميع الأطراف بضبط النفس، واتفق الطرفان خلال الاتصال على أهمية توسيع العلاقات الثنائية، كما أكدا استمرار المشاورات بين البلدين.
إلى ذلك أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في تصريح له اليوم أن الحقيقة التي ظهرت اليوم بعد رد حزب اللـه على إرهاب الكيان الصهيوني هي أن المعادلات الإستراتيجية تغيرت بما لا يخدم هذا الكيان وأن «أسطورة الجيش الذي لا يهزم أصبحت شعاراً وهمياً منذ زمن»
وقال كنعاني: «قد تستطيع إسرائيل تحريف بعض الحقائق بشأن عملية الرد لكنها تدرك جيداً أن الحقيقة لن تتغير، حيث فقد الجيش الإرهابي الإسرائيلي قدرته على الهجوم المؤثر وقدرته الردعية، وعليه الآن أن يدافع عن نفسه أمام الهجمات الإستراتيجية»، مشيراً إلى أن الخوف بات يسيطر على حاضر ومستقبل المستوطنين الإسرائيليين.
وبين كنعاني أن الهجمات العسكرية التي قامت بها المقاومة وصلت إلى عمق العدو الصهيوني، وبعد أن كان هذا العدو يخطط لتوسيع احتلاله أصبح عليه اليوم أن يدافع عن وجوده في الأراضي المحتلة، مشدداً على أنه رغم الدعم الأميركي الشامل لم يتمكن الكيان الصهيوني من توقع مكان وزمان العملية وفقد قدرته الردعية، وبالتالي فإن مضي الوقت ليس لمصلحة هذا الكيان وداعميه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: إن كيان الاحتلال، الذي كان دائماً يفكر في توسيع رقعة استيطانه الإقليمية، أصبح ملزماً الآن بالدفاع عن نفسه داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأشار إلى أنه وعلى الرغم من الدعم الشامل للكيان الصهيوني من بعض الدول بما في ذلك أميركا، إلا أنه فقد القدرة على التنبؤ بوقت ومكان هجوم المقاومة وقوتها الرادعة حتى في عملية محدودة النطاق، وأضاف كنعاني: لذلك، فإن مرور الوقت ليس في مصلحة الكيان الصهيوني وداعميه.
في السياق، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني إبراهيم عزيزي سنلقن الكيان الصهيوني درساً مؤلماً، وزمان هذا الهجوم ومكانه ونوعه وأسلوبه تحت تصرفنا، وأضاف: اليوم وصلت حماس إلى نمو نوعي كبير في المجالات العسكرية والدفاعية والردع، مردفاً بالقول: اليوم جبهة المقاومة وإخواننا الطيبون في حماس قد وصلوا إلى مرحلة النضج السياسي الكامل، وهم يواجهون الكيان الصهيوني وفق التطورات والمهام التي يتحملونها، حسبما نقلت وكالة «مهر».
ودعا حماس إلى التعامل مع مسألة وقف إطلاق النار بـ«حكمة»، «لأن ما رأيناه مرات عديدة هو خرق للعهد والمعاهدة لأن الصهاينة لا يلتزمون بأي من المعايير الدولية، إن جوهر الكيان الصهيوني يكمن في الكذب والخيانة والجريمة والأفعال البعيدة عن الكرامة الإنسانية، وقال: نهيب بإخوتنا في حركة حماس ألا ينخدعوا بالابتسامات وأن يتجنبوا السلوك الوحشي والمخادع للكيان الصهيوني وأن يتعاملوا مع مصالح شعب فلسطين العزيز وغزة بحكمة.
وفيما يتعلق ببعض التصريحات الصادرة عن الأطراف الغربية بأن محادثات وقف إطلاق النار إذا انتهت فإن إيران ستمتنع عن مهاجمة إسرائيل، قال عزيزي: هذا التحليل خاطئ لأن إيران تعتبر هذا العمل حقها غير القابل للتصرف، وهذا أمر مؤكد.
في الغضون، أكد رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري، أن «الانتقام من الكيان الإسرائيلي أمرٌ حتمي، لا مفرّ منه»، وقال باقري، ضمن مراسم التعريف بوزير الدفاع الإيراني الجديد، العميد عزيز نصير زاده: إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، «أمرٌ لا يمكن نسيانه، والانتقام لدمائه من جانب محور المقاومة أو إيران أمرٌ حتمي».
وأشار إلى أن إيران هي من «يُقرر كيفية الانتقام وزمانه، ولن تقع في فخّ الإثارة الإعلامية التي يشنّها الأعداء، وشدّد على أن «محور المقاومة سينتقم بدوره لدماء الشهيد هنية، كلٌّ حسب برنامجه وقدراته، وما رأيناه يوم أول من أمس جزء من الانتقام».