عربي ودولي

بن غفير دعا لبناء «كنيس» بالأقصى.. ورام اللـه: وصفة لتفجير المنطقة … المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين بخان يونس وصافرات الإنذار تدوي في «ناحل عوز»

| وكالات

في اليوم الـ325 من «طوفان الأقصى»، واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال، وأوقعت جنوداً إسرائيليين بين قتيل ومصاب في خان يونس جنوب القطاع، حيث نفّذت كميناً محكماً استهدفت فيه قوةً متحصنةً في منزل، وفجّرت عين نفق فُخِّخت مسبقاً في قوة أخرى، على حين أدانت الرئاسة الفلسطينية، أمس الإثنين، دعوات الوزير المتطرف إيتمار بن غفير لإقامة «كنيس» داخل المسجد الأقصى وأكدت أن الشعب الفلسطيني لن يقبل المساس بـ«الأقصى».
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، واصلت المقاومة في قطاع غزة تنفيذ العمليات النوعية والكمائن المحكمة في تصديها لقوات الاحتلال المتوغلة، لليوم الـ325 من عملية «طوفان الأقصى»، موقعةً مزيداً من القتلى في صفوف جيش الاحتلال، ونفّذت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، كميناً محكماً في منطقة القرارة، شمال شرقي مدينة خان يونس، جنوبي القطاع.
وفي التفاصيل التي أعلنتها كتائب القسّام، استهدف الكمين قوةً إسرائيليةً تحصّنت في أحد المنازل، حيث استهدفها المجاهدون بقذيفة «TBG» مضادة للتحصينات وقذيفة أخرى مضادة للأفراد، وبعد ذلك، فجّرت كتائب القسّام عين نفق فُخِّخت مسبقاً في قوة إسرائيلية، قوامها 5 جنود، تقدمت إلى المكان، ما أدى إلى إيقاع أفرادها جميعاً بين قتيل ومصاب، من جهتها، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية دوي صفارات الإنذار في «ناحل عوز»، في محيط غزة.
يُذكر أن كتائب القسّام قصفت «تل أبيب»، أول من أمس الأحد، بصاروخ من طراز «مقادمة- M90» رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين، والتهجير المتعمد لأبناء الشعب الفلسطيني، وأقرّت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بأن «منظومة الدفاع الجوي لم تتمكن من اعتراض الصاروخ الذي أطلق من غزة»، مؤكّدةً سقوطه وانفجاره في «تل أبيب».
إضافة إلى ذلك، عرضت قناة «الميادين» مشاهد خاصة حصلت عليها من ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة في فلسطين، تظهر دكّها موقع قيادة وسيطرة «جيش» الاحتلال في «نتساريم» بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل، بالاشتراك مع كتائب الأنصار، الجناح العسكري لحركة الأحرار الفلسطينية.
وبينما تواصل المقاومة تكبيد قوات الاحتلال الخسائر الفادحة، أقرّ جيش الاحتلال، مساء أول من أمس، بمقتل رقيب أول في الاحتياط، وسط قطاع غزة، من جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت مجموعةً من الجنود، وحسب الأرقام التي أعلنها الجيش الإسرائيلي، تحت بند «سمح بالنشر»، بلغ عدد الجنود القتلى في صفوفه منذ بداية ملحمة «طوفان الأقصى» 702، منهم 338 منهم قُتلوا منذ بداية المعارك البرية في القطاع.
في الغضون، حذرت الرئاسة الفلسطينية، أمس الإثنين، من خطورة دعوات وزير «الأمن القومي» في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير لإقامة «كنيس» داخل المسجد الأقصى المبارك وأكدت أن الشعب الفلسطيني لن يقبل المساس بالمسجد الأقصى المبارك.
وشدد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة على أن هذه الدعوات «المرفوضة والمدانة» للمساس بالمسجد الأقصى، هدفها جر المنطقة إلى حرب دينية ستحرق الجميع، وأكد أن مساحة الحرم الشريف البالغة 144 دونماً هي ملك للمسلمين فقط، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
ودعا أبو ردينة، المجتمع الدولي، ولاسيما الإدارة الأميركية، إلى التحرك الفوري للجم هذه الحكومة اليمينية المتطرفة، وإجبارها على الالتزام بالوضع القانوني والتاريخي السائد في الحرم الشريف، وقال إن الدعم الأميركي، السياسي والعسكري والمالي، هو الذي شجعهم على الاستمرار في عدوانهم على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
وأكد أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة في قطاع غزة، وقتل واعتقال وتدمير في الضفة الغربية بما فيها القدس، وعليها إجبار حليفها الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانه واعتداءاته وإرهاب مستوطنيه.
وزارة الخارجية الفلسطينية، حذرت بدورها من خطورة تهديدات بن غفير، واعتبرتها دعوة علنية وصريحة لهدم «الأقصى» وبناء «الهيكل» المزعوم مكانه، وأدانت في بيان صحفي أمس اقتحامات المستعمرين المتطرفين للمسجد وقيامهم بأداء طقوس «تلمودية في» باحاته، واعتبرت دعوات بن غفير وصفة لتفجير ساحة الصراع والمنطقة برمتها، وتخريب متعمد للجهود الدولية والإقليمية المبذولة لوقف العدوان وحرب الإبادة والتهجير على شعبنا.
وحمّلت، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج هذا التحريض الذي يمارسه بن غفير وأمثاله، وخاصة إدخال ساحة الصراع في دوامة من العنف يصعب السيطرة عليها وقد لا تنتهي، وطالبت الخارجية الفلسطينية بتحرك عربي وإسلامي ودولي فاعل للضغط على الاحتلال، لإجباره على وضع حد لممارسات بن غفير وتصريحاته ومواقفه الاستفزازية، بما في ذلك فرض عقوبات رادعة على المستعمرين المتطرفين الذين يروجون للتصعيد والعنف وتوسيع دائرة الصراع.
في السياق، أدانت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين، إعلان بن غفير، واعتبرت ذلك سابقة خطيرة تفتح الباب واسعاً لانفجار كبير في المنطقة وفي العالم، ودعت إلى مواجهة هذه الخطط قبل فوات الأوان.
وأكدت اللجنة في بيان صحفي أصدره رئيسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري، أن تلك التصريحات المتطرفة تأتي في إطار سياسة رسمية لحكومة الاحتلال المتطرفة التي انتهكت مراراً وتكراراً الوضع القانوني والتاريخي والديني القائم للمسجد الأقصى، في إطار سعيها إلى تنفيذ مشروعها التهويدي – الاستعماري في مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وأضافت إن تلك التصريحات المتطرفة جاءت بعد سلسلة طويلة من الاقتحامات التي قادها بن غفير ومجموعة من الوزراء والنواب، وتأديتهم طقوساً «تلمودية»، ورفع «العلم» الإسرائيلي في باحات الأقصى.
وطالبت اللجنة المؤسسات الدولية ذات الصلة، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وكنائس العالم، بإدانة هذه التصريحات العنصرية، والتحرك العاجل لإغلاق الباب أمام حرب دينية، لن يسلم أحد من نارها وتداعياتها الخطيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن