عربي ودولي

القوات الروسية استهدفت بضربة مكثفة منشآت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا … ناقش مع توكايف زيارته لكازاخستان.. بوتين: الاقتصاد الروسي يحقق أرباحاً ملحوظة

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الاقتصاد الروسي يواصل نموه محققاً أرباحاً ملحوظة في النصف الأول من عام 2024، من جانب آخر ناقش في مكالمة هاتفية مع نظيره الكازاخستاني قاسم جومارت توكايف القضايا الراهنة وكذلك الاستعدادات لزيارة بوتين إلى كازاخستان، على حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الإثنين أن الجيش الروسي شن هجوماً واسع النطاق على منشآت البنية التحتية للطاقة التي تعمل على تشغيل المجمع الصناعي العسكري الأوكراني.
وأوضح بوتين خلال اجتماع حكومي خصص للشؤون الاقتصادية اليوم أنه حسب التقديرات ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الروسي بنسبة 4.6 بالمئة في النصف الأول من العام الجاري، وبيّن أن الاقتصاد الوطني على غرار العام الماضي يواصل النمو بوتيرة جيدة، وفق موقع «روسيا اليوم».
وأشار إلى أن البطالة في البلاد تقبع عند مستوى منخفض قياسياً، حيث بلغت في حزيران الماضي 2.4 بالمئة، لافتاً إلى أن قرابة ثلثي إيرادات الموازنة هي عبارة عن إيرادات غير مرتبطة بالنفط والغاز ولا تعتمد على تصدير المواد الهيدروكربونية، ودعا بوتين الحكومة والبنك المركزي إلى اتخاذ إجراءات أكثر فعالية للحد من التضخم من خلال زيادة المعروض من السلع والخدمات.
جاء ذلك بينما أعلنت الخدمة الصحفية للكرملين أن بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الكازاخستاني قاسم جومارت توكايف ناقش فيها الزعيمان القضايا الراهنة وكذلك الاستعدادات لزيارة بوتين إلى كازاخستان، وقالت: «تطرقت مناقشات الزعيمين إلى القضايا الراهنة المتعلقة بمواصلة تطوير التعاون الثنائي متبادل المنفعة بين البلدين، بما في ذلك في قطاع الطاقة».
وناقش توكايف كذلك الاستعدادات لزيارة الدولة التي سيقوم بها بوتين إلى أستانا، حيث جاء في البيان كذلك: «أشار الزعيمان إلى ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاقيات التي تم التوصل إليها سابقاً على أعلى المستويات في قطاعات التجارة والاقتصاد والطاقة، واتفقا على ضمان إعداد رفيع الكفاءة لزيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس بوتين إلى أستانا»، من دون تحديد موعد لهذه الزيارة.
في الأثناء، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس أن الرد الروسي على توغل أوكرانيا في منطقة كورسك غرب البلاد حتمي، وأن إجراء محادثات لوقف إطلاق النار مع كييف لم يعد مطروحاً، وقال للصحفيين: «لا يمكن أن تمر هذه الأعمال القتالية من دون رد مناسب.. الرد آت لا محالة»، حسب وكالة «سبوتنيك».
ونفى بيسكوف صحة تقارير إعلامية تفيد بوجود نوع من مفاوضات وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، وقال: «لم تكن هناك مفاوضات.. هناك الكثير من التقارير في وسائل الإعلام عن وجود مفاوضات لكن ليست كلها صحيحة»، وأضاف: «لم يعد لمسألة المفاوضات أهمية كبيرة في الوقت الحالي».
وفي تعليقه على تصريحات السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف بأن القيادة الروسية قررت الرد على الغارة الأوكرانية في منطقة كورسك، قال بيسكوف: «لا نتحدث عن قرار منفصل هنا، بطبيعة الحال، لا يمكن لمثل هذه الأعمال العدائية أن تبقى من دون رد مناسب، سيكون هناك بالتأكيد رد».
في سياق منفصل، أعلنت الاستخبارات الخارجية الروسية أن الأميركيين غير راضين عن تطور الوضع في جورجيا عشية الانتخابات البرلمانية في الـ26 من تشرين الأول المقبل، ويستعدون للتحريض على «ثورة ملونة» في البلاد.
ونقلت «سبوتنيك» عن الاستخبارات الروسية قولها في بيان: إنه «للقيام بذلك تقوم المنظمات غير الحكومية الجورجية الموالية للغرب بتجنيد عدد كبير من الأشخاص لمراقبة عملية التصويت عن كثب، ومن المقرر في ميدان تبليسي نشر أدلة التزوير أثناء التصويت، والإعلان عن عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات والمطالبة بتغيير الحكومة وسيتم استفزاز وكالات إنفاذ القانون لقمع الاحتجاجات بالقوة».
وجاء في البيان «في الوقت نفسه يعمل الأميركيون مسبقاً على خيارات الرد السياسي والاقتصادي القاسي على استخدام السلطات المفرط للقوة بحق المدنيين، لافتاً إلى أن قوى المعارضة الجورجية التي تسيطر عليها واشنطن ورغم الجهود التي يبذلها الأميركيون مجزأة والتحالفات التي تنشئها هشة للغاية.
وأشار البيان إلى أنه على هذه الخلفية فإن حزب «الحلم» الجورجي الحاكم قادر على اكتساب مصداقية مقنعة بين السكان لمواصلة مساره السيادي ورفض الانصياع للمطالب الغربية التي تتعارض مع المصالح الوطنية لجورجيا، وهذا ما يعتبره البيت الأبيض غير مقبول ويعتزم الأميركيون زيادة الضغط بشكل كبير على السلطات الجورجية في الأسابيع المتبقية قبل الانتخابات من أجل إضعاف الموقف الانتخابي للحزب ومن المخطط استخدام أدوات لفرض عقوبات شخصية على كبار مسؤوليه.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن الجيش الروسي شن هجوماً واسع النطاق على منشآت البنية التحتية للطاقة التي تعمل على تشغيل المجمع الصناعي العسكري الأوكراني، وقالت الوزارة في تقريرها اليومي حول سير العملية العسكرية الخاصة: «هذا الصباح، شنت القوات المسلحة الروسية ضربة واسعة النطاق بأسلحة جوية وبحرية عالية الدقة وبعيدة المدى، وهاجمت طائرات من دون طيار مرافق البنية التحتية الحيوية للطاقة التي ضمنت تشغيل المجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا».
وأكدت الوزارة أنه تم ضرب جميع الأهداف المحددة واستهدف الطيران العملياتي التكتيكي والمركبات الجوية من دون طيار والقوات الصاروخية والمدفعية الروسية ورشتين لإنتاج المركبات الجوية من دون طيار لقوات نظام كييف، فضلاً عن تجمعات للقوى العاملة ومعدات عسكرية في 143 منطقة، وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية قنبلة موجهة من طراز هامر فرنسية الصنع وأربعة صواريخ هيمارس أميركية الصنع و58 طائرة أوكرانية من دون طيار.
وأقر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أمس الإثنين، أن القوات الروسية نفّذت ضربات مكثفة، وقال في تسجيل مصوّر نُشر على تليغرام: «كانت من بين أكبر الضربات، ضربة مشتركة، أكثر من مئة صاروخ من مختلف الأنواع ونحو مئة مسيّرة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن