سورية

أبطال حامية مشفى جسر الشغور يتركون أثراً عميقاً في نفوس زملائهم ومواطنيهم

 إدلب – الوطن- وكالات: 

«حال معنويات الجيش والسكان قبل تمكن حامية مشفى جسر الشغور بمؤازرة الجيش العربي السوري من فك الحصار عنهم، غير معنوياتهم بعد العملية، ومرحلة ما قبل إسدال الستار على ملحمة المشفى، ليست كما بعدها».
بهذه العبارة لخص مصدر ميداني لـ«الوطن» وضع الجيش والأهالي في أريحا وفي القرى الواقعة على خط الإمداد الممتد منها إلى سهل الغاب.
وترك أبطال الجيش الذين كانوا محاصرين داخل المشفى واستطاعوا الوصول إلى نقاط تمركز الجيش أول من أمس أثراً كبيراً في نفوس عناصر زملائهم من الجيش في جبهات القتال وخصوصاً في أريحا التي تتعرض لأعنف الهجمات، حيث بات هؤلاء على درجة كبيرة من الثقة بالنفس بحتمية انتصارهم على الإرهاب وداعميه.
المصدر الميداني نقل على لسان جنود وضباط الجيش قولهم إنهم على أتم الاستعداد للصمود وقهر الإرهابيين العابرين للحدود بعدما تمكن عشرات من أفراد الجيش الصمود شهراً كاملاً في وجه عشرات الهجمات شنها آلاف الإرهابيين من «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، وبأسلحة متطورة من دون تحقيق مرادهم بالوصول إليهم.
«الوطن» استطلعت آراء الأهالي الذين أبدوا وثوقهم بعنفوان واستبسال الجيش في الدفاع عنهم وحمايتهم ومقدرة سلاح الجو في الجيش على لعب الدور المطلوب منه في وقت الأزمات. وقال أحد السكان: «كما استطاع الجنود والضباط الذين كانوا محاصرين في المشفى من تدمير 11 عربة مفخخة قبل وصولها إلى أسوار المشفى، فبمقدور أبطالنا الميامين في الجيش كسر شوكة المسلحين وداعميهم في تركيا والسعودية وقطر».
من جانبه قال قائد حامية مشفى جسر الشغور الوطني العقيد محمود صبحة بحسب وكالة «سانا»: إن «مشفى جسر الشغور صرح حضاري كبير حاولت التنظيمات الإرهابية تدميره عبر إرسال عربات مفخخة يقودها انتحاريون من جنسيات مختلفة لكن جميع المحاولات باءت بالفشل بفضل همة أبطال الجيش الذين تصدوا لهذه القوافل وكسروا حقدها الأسود».
وأشار العقيد صبحة إلى أن التنظيمات الإرهابية فشلت في تحطيم تحصينات المشفى ولذلك عمدت إلى أقذر الأساليب «عبر حفر أنفاق أسفل المشفى في محاولة لتدميره ولذلك تم العمل على الخروج من المشفى حرصاً على حياة الأبطال الذين صمدوا نحو شهر»، مضيفاً «كان خروجنا بعملية قتالية وجهاً لوجه مع الإرهابيين التكفيريين في المساحات المفتوحة والتي خضنا فيها على مدى 14 ساعة معارك ضارية بإرادة قوية كبدنا فيها الإرهابيين خسائر كبيرة».
وأكد العقيد صبحة أن «أبطال حامية المشفى بمجملهم كانوا يرفضون رفضاً قاطعاً كل أشكال الراحة وكانوا يتسابقون ويتدافعون في كل ركن وفي كل زاوية ويستبسلون في مواجهة الإرهابيين».
من جانبه قال بشير ونوس أحد أبطال حامية المشفى: إن «ما قدمناه من تضحيات هو ما تربينا عليه في مؤسستنا العسكرية التي علمتنا حب الوطن والإخلاص له والدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة».
وأكد ونوس أن «الإرهابيين أضعف من المواجهة المباشرة، حيث اعتمدوا الغدر بعد أن فشلوا في مواجهتنا ومارسوا أبشع الطرق التي تدل على خساسة فكرهم الظلامي التكفيري»، وقال «إن خروجنا هو بداية لمرحلة جديدة مع رفاق السلاح في القوات المسلحة لندحر الإرهاب من سورية».
وكان الرئيس بشار الأسد اتصل أول من أمس مع العقيد صبحة وقال خلال الاتصال مخاطباً قائد المجموعة العقيد صبحة: أنتم تُعبّرون ببطولاتكم عن كل جندي في الجيش العربي السوري.. صمدّتم وقاومتم لأنكم لا تعرفون الهزيمة ولا الاستسلام. وأضاف الرئيس الأسد: ثقتكم بالله وبرفاقكم في الجيش العربي السوري بأنهم قادمون لفك الحصار عنكم تدل على ماهية هذا الجيش وعقيدته وثقته بنفسه وبأفراده وببطولاتهم. وقال الرئيس الأسد: حياتكم أنتم ورفاقكم وكل جندي في الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الشعبي كانت وستبقى أهم ما نفكر به ونسعى لحمايته دائماً.. سطّرتم ببطولاتكم أروع الملاحم وإخراجكم لرفاقكم الجرحى سيُعلّم العالم ما هي أخلاق ومبادئ الجيش العربي السوري.
وختم الرئيس الأسد اتصاله مع قائد مجموعة أبطال جنود مشفى جسر الشغور بالقول: الرحمة لشهداء المشفى وللشهداء الذين ارتقوا أثناء عملية فك الحصار عن رفاقهم على مدى شهر تقريباً.. ولكل شهداء الجيش العربي السوري وهم يدافعون عن كل شبر من تراب سورية والشفاء لكل جريح… أحييكم وأحيي عَبرَكُم كل جندي يدافع عن تراب سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن