الجوع للحوار.. شبه حوار
| عبد الفتاح العوض
هل نسمي التقاشات التي حصلت على المستوى الاقتصادي حوارات؟
هل نحتاج فقط للحوار في الجانب الاقتصادي فقط؟
الذي حدث أن نقاشات هنا وهناك جرت حول قضايا إشكالية في الاقتصاد كانت مفيدة لحد ما ويمكن أن تكون نواة لحوارات أفضل لكنها لم تصل إلى مستوى الحوار وتكاد تكون شبه حوار.
فهي إضافة إلى كونها محدودة لا أحد يعرف مخرجاتها وكيف تمت مناقشتها واستخلاص المفيد منها.. النقاشات أو شبه الحوارات بقيت مثل أنوار تضيء هنا وهناك لكنها سرعان ما تتلاشى.
ومن المؤكد أن المجتمع السوري بحاجة للحوار لأسباب كثيرة.. وأهم هذه الأسباب أن الحاجة للمشاركة في إبداء الرأي وصناعة القرار توجب يشكل بدهي المساعدة في إنجاح هذا القرار ودعمه.
نحن أمام معادلة بسيطة لم نشارك بالقرار.. لن ندعمه، شاركنا في القرار أصبحنا جزءاً منه ومسؤولين عن نجاحه.
تعالوا نناقش الحل!
المشكلة الرئيسية هنا أن هذه الحوارات بلا مؤسسة ترعاها إدارة ولا رعاية ولا يوجد من يجني ثمارها ولا من يجمعها ويرتبها ويفصل بين المفيد منها وغير المفيد.
اقتراحي هنا بسيط جداً..
إنشاء مركز حوار وطني.. وأن نتعامل مع الموضوع على أن عملية الحوار دائمة وليست مجرد مواسم مؤقتة… ثم إن الحوار يجب ألا يقتصر على القضايا الاقتصادية على أهميتها وعلى أولوياتها الآن، لكن يجب أن يمتد الحوار إلى المجال السياسي والاجتماعي والفكري! وقائمة القضايا التي يحتاج السوريون للنقاش حولها طويلة جداً..
إنشاء مركز حوار وطني يحتاج إلى تمويل سخي من مؤسسات وطنية عامة وخاصة، بشرط ألا يكون لها أي حق بالتدخل بأي شكل من الأشكال في التأثير لا شكلاً ولا مضموناً.
سؤال لمن يتبع هذا المركز؟
الجواب أولاً استبعاد الحكومة.. لأن الأفضل أن تكون مؤسسة إشرافية وليست تنفيذية قابلة للمساءلة والمحاسبة ولدينا ثلاثة خيارات.. مؤسسة الرئاسة أو مؤسسة مجلس الشعب أو مؤسسة بحثية تعليمية مثل جامعة دمشق.
لكننا الآن بحاجة إلى الحوار وهناك وقت طويل حتى يتم أولاً الاقتناع بضرورة إنشاء مركز للحوار ووقت لتمويله ووقت لاختيار القائمين عليه، فهل ننتظر كل هذا الوقت لحسم قضايا راهنة جداً؟
من هنا اقترح أن يتولى الإعلام مسؤولية إدارة حوار وطني شامل في كل القضايا وعلى وجه الخصوص العاجلة منها. وبمكن الاستفادة من عالم التكنولوجيا لإنشاء منصة حوار إلكترونية نحصل من خلالها على الأفكار والآراء من جميع السوريين في الداخل والخارج إضافة إلى خبراء من الأصدقاء.
ذلك لا يتعارض مع قيام مؤسسات أخرى بإنجاز حواراتها الداخلية لكن الحوار العام يحتاج إلى فضاء، والإعلام قادر على أن يكون ساحة حوار عام بسقف عالٍ.
السيد الرئيس بشار الأسد قال في الخطاب أمام مجلس الشعب جملة مختصرة وقاطعة: «تأجيل الحوار أصبح غير مقبول.. الحوار أصبح ضرورة ملحة».
هيا إلى الحوار
أقوال:
– إذا تحدثت إلى رجل بلغة يفهمها، فإن ذلك يدخل إلى عقله. أما إذا تحدثت إليه بلغته، فإن ذلك يدخل إلى قلبه.
– الحوار هو أفضل وسيلة للتعلم.
– حاور عقلي ومصالحي وحاجاتي فلا بد عندها أن نتفق.