عربي ودولي

لافروف: إسرائيل تعتبر أهالي غزة غير مدنيين وكل طفل تجاوز 3 أعوام إرهابياً … بوتين لمودي: نهج نظام كييف ورعاته الغربيين مدمر خلافاً لمقاربات موسكو

| وكالات

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محادثة هاتفية مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي حدد خلاله الخطوط العريضة للنهج الروسي الرئيسي لحل الصراع الأوكراني، بينما أشار نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس الثلاثاء، إلى أن رد روسيا على تورط واشنطن بالهجمات الأوكرانية على مقاطعة كورسك الروسية، قد يكون أشد خطورة مما كان عليه حتى الآن.

من جانب آخر، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي عقب محادثات مع وزير الخارجية اليمني، شائع الزنداني، في العاصمة الروسية موسكو، بأن قيادات الاحتلال الإسرائيلي تعتبر أن كل أهالي قطاع غزة «إرهابيون»، مشيراً إلى أن هناك من لا يريد وقفاً لإطلاق النار.

وقال الكرملين في بيان على «تلغرام»: «أبلغ ناريندرا مودي، بوتين، عن زيارته الأخيرة لكييف، مؤكداً اهتمامه بالمساهمة في تسوية سياسية ودبلوماسية محتملة للوضع حول أوكرانيا»، مضيفاً: «من جانبه، قدم بوتين تقييماً أساسياً للخط المدمر لسلطات كييف ورعاتها الغربيين، وحدد الخطوط العريضة للمقاربات الروسية الرئيسية لسبل حل الصراع».

وأشار الكرملين إلى أنه «تمت مناقشة قضايا التنفيذ العملي للاتفاقيات في المجال التجاري والاقتصادي، التي تم التوصل إليها عقب الزيارة التي قام بها رئيس وزراء الهند إلى روسيا، في شهر تموز الماضي، وتم التعبير عن الرضا عن مستوى التفاعل بين البلدين في مجموعة «بريكس»، وأكد مودي استعداده للمشاركة في قمة «بريكس»، التي ستعقد برئاسة روسيا في مدينة قازان الروسية، في تشرين الأول 2024»، ووفقاً للبيان، «تم الاتفاق على مواصلة الاتصالات الثنائية على مختلف المستويات».

وكتب مودي على منصة «إكس»: «تحدثت اليوم هاتفياً مع الرئيس بوتين، وبحثنا التدابير الرامية إلى زيادة تعزيز الشراكة الإستراتيجية الخاصة والمتميزة وتبادلنا وجهات النظر حول الصراع الروسي الأوكراني، وأطلعت بوتين على استنتاجاتي من زيارتي الأخيرة لأوكرانيا، وتم التأكيد من جديد على التزام الهند القوي بدعم حل سريع دائم وسلمي للصراع (في أوكرانيا)».

في غضون ذلك، وفي رسالة للمشاركين في المنتدى الاقتصادي الشرقي التاسع الذي تستضيفه موسكو، أكد بوتين أن بلاده منفتحة على الحوار مع جميع الدول المهتمة بذلك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما أنها ملتزمة بالتفاعل النشط لبناء نظام أكثر عدالة وإنصافاً وديمقراطية في العلاقات الدولية.

وحسب وكالة «سانا»، قال بوتين: إن «دور منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الشؤون الدولية ينمو بسرعة، وهذا يفتح فرصاً جديدة للتعاون المثمر، بما في ذلك في إطار الهياكل الرسمية المتعددة الأطراف، مثل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس»، وشدد على أن روسيا منفتحة على التفاعل النشط مع جميع الأطراف على أساس المساواة الحقيقية والخالية من الإملاء والقوة والضغط عبر العقوبات.

من جانب آخر، صرح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس الثلاثاء، أن رد روسيا على تورط واشنطن بالهجمات الأوكرانية على مقاطعة كورسك الروسية، قد يكون أشد خطورة مما كان عليه حتى الآن، وأكد، في مؤتمر صحفي، أن «المسار التصعيدي الأميركي أصبح استفزازياً بشكل متزايد في الوضع المحيط بأوكرانيا، وقد تكون العواقب بالنسبة لواشنطن أكثر خطورة، مما كانت عليه حتى الآن»، وقال إن «العواقب العملية لا تعد اتهاماً، بل حقيقة واضحة تتم ملاحظتها، وزملاؤنا الأميركيون يعرفون ما نتحدث عنه، يبدو أن الزملاء قد تخلصوا من بقايا الفطرة السليمة ويعتقدون أن كل شيء مسموح لهم».

وشدد ريابكوف على أنه «قد تكون العواقب أشد خطورة بكثير من تلك التي يعانون منها بالفعل. إنهم يعرفون أين وفي أي المجالات نتفاعل من الناحية العملية»، وأضاف إن «هذا أيضاً موضوع المناقشات التي تجري بشكل دوري، بما في ذلك على مستوى عالٍ، بين موسكو وواشنطن».

على خط موازٍ، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس أن تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة هو الشيء الرئيسي بالنسبة لروسيا، وسيتم الانتهاء من جميع المهام في إطارها، وقال رداً على سؤال حول نظرة الكرملين إلى القانون المعتمد في أوكرانيا بخصوص حظر الكنيسة الأرثوذكسية الروسية: «لسوء الحظ، يواصل نظام كييف الكشف عن جوهره، هذا اعتداء سافر على حرية الدين، ومن الواضح أن هذه الممارسات في سن القوانين تمت إدانتها في جميع أنحاء العالم تقريباً بما في ذلك البيان المقابل من الفاتيكان»، حسب وكالة «سبوتنيك».

من جانب آخر، أعلن بيسكوف أن موسكو على استعداد لتقديم المساعدة القانونية لبافل دوروف، مؤسس تطبيق تلغرام، المحتجز في فرنسا، كمواطن من روسيا الاتحادية، قائلاً: مع الأخذ في الاعتبار جنسيته الروسية، نحن مستعدون لتقديم المساعدة اللازمة، لكن الوضع هنا معقد بسبب حقيقة أنه مواطن فرنسي أيضاً»، مضيفاً: «التهم لدوروف خطيرة للغاية بالفعل، فهي تتطلب قاعدة أدلة خطيرة بالقدر ذاته، وإلا فستكون هناك محاولة مباشرة لتقييد حرية الاتصالات والترهيب المباشر لرئيس شركة كبيرة، وسيكون ذلك على وجه التحديد سياسياً».

وتم اعتقال بافل دوروف في مطار «لو بورجيه» بباريس، في الـ24 من آب الجاري وحسب تقارير صحفية محلية، فإن دوروف الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضاً كان على قائمة المطلوبين في البلاد، ويمكن اعتباره متورطاً في عدد من الجرائم، بما في ذلك بسبب رفض تلغرام التعاون مع سلطات البلاد، حسب التصريحات الفرنسية.

وفي سياق منفصل، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي عقب محادثات مع وزير الخارجية اليمني، شائع الزنداني، في العاصمة الروسية موسكو، أن القيادات الإسرائيلية تعتبر أن كل سكان قطاع غزة «إرهابيون»، مشيراً إلى أن هناك من لا يريد وقفا لإطلاق النار.

وقال لافروف تعليقا على الوضع في الشرق الأوسط: «ليس الجميع يريد وقف إطلاق النار، وبعض الأطراف المشاركة في الصراع تريد مواصلة القتال لأن هذا من مصلحتهم»، مضيفاً: «ويريدون إبقاء الوضع في حالة عنيفة ولا يريدون التسوية، على أمل حدوث تغييرات في المشهد السياسي».

وأشار لافروف إلى أن إسرائيل تريد انتظار الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، على أمل أن يؤدي هذا الحدث إلى «إزالة ثقل الضغط على إسرائيل من المجتمع الدولي» فيما يتعلق بضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة، وأوضح أن الحرب «أودت بحياة أكثر من 40 ألفاً خلافا للقوانين الدولية أغلبهم من النساء والأطفال، حدث ذلك فقط خلال 10 أشهر».

ووفقاً للافروف فإن روسيا أدانت «هجوم 7 تشرين الأول»، «لكن الرد العقابي الجماعي هذا غير قانوني ويمس بالقانون الدولي الإنساني ومعاييره»، وأشار إلى بعض التصريحات من القيادات العسكرية الإسرائيلية التي جاءت بعد العملية العسكرية (في غزة) بأنه: «ليس هناك مدنيون، كل شخص عمره أكثر من 3 أعوام إرهابي»، واصفا ذلك بأنه «خطير جداً».

ونصح وزير الخارجية الروسي الإسرائيليين بـ«تجنب هذه الأفكار والإيديولوجية»، وبدوره، أشار الزنداني إلى أن تصعيد الوضع في غزة له تأثير سلبي على المنطقة بأكملها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن