الأولى

بانتظار موقف صارم من أنقرة تجاه ميليشياتها لتحييد «أبو الزندين» … مصادر «الوطن»: عدم وضع المنفذ في الخدمة يؤثر بـ«التفاهمات» مع روسيا

| حلب- خالد زنكلو

استمر الوضع على حاله أمس، ولليوم التاسع على التوالي، في منفذ «أبو الزندين» المغلق أمام حركة تبادل البضائع بين مدينة الباب التي تقع تحت سيطرة ميليشيات أنقرة، ومناطق الدولة السورية بريف حلب الشمالي الشرقي، بسبب رفض تلك الميليشيات وضع المنفذ في الخدمة.

وعمد مسلحو أنقرة إلى استهداف «أبو الزندين» بقذائف الهاون في اليومين الثاني والثالث من افتتاحه رسمياً في ١٨ الشهر الجاري، وحال محتجون في خيمة اعتصام على الطريق المؤدي إلى مدخله الرئيس دون حركة تسيير شاحنات البضائع، على غرار ما حدث في ٢٧ حزيران الفائت عندما حالت الاحتجاجات دون وضع المنفذ، وبـ«تفاهم» روسي- تركي، في الخدمة، بعد افتتاحه نهاية ٢٠١٩ وإغلاقه في آذار ٢٠٢٠ نتيجة جائحة «كورونا».

وأوضحت مصادر أهلية في مدينة الباب لـ«الوطن» أن المحتجين في خيمة الاعتصام، وكثير منهم مسلحون بزي مدني استقدمتهم ميليشياتهم من مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، واصلوا احتجاجهم على افتتاح المنفذ لمنع وصول الشاحنات إليه في ظل توقف مبادرات أنقرة بمواصلة حركة تسيير الشاحنات، مع أن لديها ما يكفي من مسلحي ميليشيا «السلطان مراد» وما يسمى «الشرطة العسكرية» التابعة لها لحماية المنفذ من أي اعتداء بعد استقدامها تعزيزات عسكرية إلى حرمه ومحيطه، بالتزامن مع تعزيزات أخرى لجيش الاحتلال التركي.

وذكرت المصادر أن الميليشيات التابعة لما يدعى «الجيش الوطني»، الذي شكلته الإدارة التركية في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق سورية، سيّرت أمس من إعزاز رتل سيارات أقلت محتجين على افتتاح المنفذ إلى خيمة الاعتصام في الباب، لإظهار حجم الاعتراض الشعبي على الإجراء، وذلك بعد خروج تظاهرات شارك فيها عشرات المطالبين بوضع المنفذ في الخدمة، للحيلولة دون استفادة متزعمي الميليشيات من منافذ التهريب غير الشرعية.

واستهجنت المصادر عدم اتخاذ أنقرة موقفاً صارماً تجاه ميليشياتها لتحييد «أبو الزندين» عن تعدياتها عليه ووقف أعمال التصعيد والوعيد بافتتاحه، والكف عن إرسال مسلحين إلى خيمة الاعتصام وتجييش المدنيين ضده، على الرغم من الحرج الذي أوقعت نفسها فيه حيال الضامن الروسي لـ«التفاهمات» المشتركة مع الإدارة التركية.

وأعربت المصادر عن قناعتها بأن عدم وضع «أبو الزندين» في الخدمة سيؤثر حتماً في تنفيذ بقية «التفاهمات» مع روسيا، القاضية بافتتاح منافذ تجارية وإنسانية أخرى وطرق دولية لتركيا مصلحة في إعادتها إلى الخدمة في عموم منطقة «خفض التصعيد»، في ظل تراجع قيمة الليرة التركية أمام العملات الصعبة وارتفاع تكاليف التصدير إلى الأسواق العالمية، ولاسيما إلى دول الخليج العربي.

وتساءلت المصادر عن أسباب استمرار افتتاح المنافذ التجارية بين مناطق هيمنة ميليشياتها شمال وشمال شرق البلاد ومناطق هيمنة ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية تتبع لحزب العمال الكردستاني، على حين تمتنع عن وضع ثقلها في افتتاح منفذ تجاري مع مناطق الحكومة السورية وتترك الخيار لميليشياتها بعرقلة عودته للحياة، على الرغم من أهميته لها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن