رياضة

ضعف الإمكانات المادية تحول دون مشاركة سيدات سلة الثورة في البطولة العربية

| مهند الحسني

من جديد يفرض شح الإمكانات وضيق ذات اليد نفسهما بقوة على طموحات نادي الثورة الدمشقي بعدما حال ضعف الإمكانات دون مشاركة فريق السيدات السلة المشاركة في بطولة الأندية العربية التي ستقام بالأردن الشهر القادم، ومن جديد تخسر سلة بطل الدوري لعدة مواسم فرصة تمثيل سلتنا في محفل عربي مهم من دون أن نرى أي تحرك من القيادة الرياضية أو حتى تنفيذية العاصمة وكأن نادي الثورة لا يتبع لمنظمة الاتحاد الرياضي العام، وزاد الطين بلّة أن منشأة النادي مازالت على حالها بعدما عاث فيه الإرهاب تدميراً.

معسكر تدريبي

ارتأت إدارة النادي التماشي مع الواقع الصعب الذي تعاني منه، وارتضت غياب الفريق عن البطولة العربية رغم محاولات العديد من محبي النادي في العديد من الاتجاهات، غير أنها لم تنجح في تأمين تكاليف المشاركة التي جاءت كبيرة وباهظة، لذلك قررت الإدارة إقامة معسكر للفريق في لبنان من المتوقع أن يلتقي فيه الفريق مع بعض الأندية اللبنانية القوية، وهذا المعسكر سيكون بمنزلة مذاكرة امتحانية جيدة للفريق قبل دخوله معترك الدوري المقرر بداية شهر تشرين الأول القادم.

معاناة وواقع صعب

نادي الثورة بطل ثنائية الدوري والكأس لعدة مواسم، يعاني من عدم وجود منشأة خاصة به كنادٍ حقق إنجازات كثيرة وعلى الرغم من سلسلة الوعود التي أطلقتها القيادة الرياضية في دعم النادي وإعادة استكمال وترميم منشآته، ففرق النادي مازالت تلهث وراء حصة تدريبية من هنا وهناك وتجد صعوبات كثيرة في سبيل تأمين جرعة تدريبية.

وإذا كان البعض يعتبر المنشآت الرياضية ومخصصاتها المالية أعطية يمنُّ بها على من يشاء ويحرم منها من يشاء، وبأن لإنجاز الأندية إنشائياً تترتب وفق المصالح الشخصية فهو على خطأ شديد، لأن المنشآت الرياضية هي جزء من الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة وقدمتها بعيداً عن حسابات الربح والخسارة والعائدية المادية، فإذا كان توجه الدولة هو الوصول بالأندية الرياضية إلى أصغر قرى وطننا الغالي، فما حال القائمين على رياضتنا وهم يشاهدون نادياً هو في حقيقة الأمر معقل من معاقل كرة السلة السورية، ملقىً في اليم مكتوف الأيدي فلا من مجيب ولا من تمد يد العون إليه، فوق هذا وذاك ضاع حقه بين ساحة الشهيد يوسف العظمة، حيث محافظة دمشق وبين البرامكة، حيث مقر اتحاد الرياضة.

فتناثرت الآمال وتبخرت الطموحات والأحلام، وللتاريخ والذكرى فإن محافظة دمشق بكامل عناصرها ومفاصلها وكوادرها ومهندسيها وحتى ورشات الهدم فيها قد استنفرت يوم أرادت إخلاء النادي من مقره، وكان لها ما أرادت على خلفيات تم اكتشاف أسبابها لاحقاً، ولو حظيت منشآت نادي الثورة بواحد من المئة من الاستقرار التي أعلنتها المحافظة لهدم المقر لكانت المنشأة منجزة منذ عشر سنوات.

أما الاتحاد الرياضي العام فيبدو أن طريقه مسدود، ويبدو كالأب الفاقد للسيطرة على أبنائه، وبدلاً من إعانتهم وتوجيههم بات بحاجة لمن يعينه ويوجهه.

حتى إن بوارق أمل في المدى البعيد لا وجود لها بسبب ما يعاني منه على الصعيد المالي، فكيف الحال وما المخرج لهذا النادي الذي بدأ يئن تحت وطأة الأعباء المادية من دون أن يحرك أحد ساكناً أو يهب لنجدته وكأن أمره لا يعني أحداً.

خلاصة

يدرك القاصي والداني والكبير والصغير أن الاتحاد الرياضي السابق قاتل ودخل حرباً شعواء لاسترداد سيادته وإشرافه على المنشآت الرياضية، واليوم كل من تبنى وجهة نظر الاتحاد الرياضي يشعر بالندم على ما تم من تقصير وإهمال نتيجة هذه الاستعادة التي أكدت عدم جدوى تجريب المجرب، وأن الاتحاد الرياضي ومكتب منشآته بالكاد يستطيع توفير دهان مكاتبه وتركيب ديكورات فاخرة لها، أما البناء والإنشاء والصيانة فهي ما زالت بعيدة عن لوغريتمات مكتب المنشآت.

فهل سنشهد تحركاً جدياً لإنقاذ هذا النادي أم إنه سيبقى على ما هو عليه؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن