عربي ودولي

المقاومة ردت بإطلاق معركة «رعب المخيمات» واستهدفت آليات العدو بالعبوات … الاحتلال يشن عدواناً على مدن الضفة هو الأضخم منذ 22 عاماً وخلّف 10 شهداء

| وكالات

امتداداً لحرب الإبادة والتهجير في قطاع غزة، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الأربعاء عدواناً واسعاً على مدن الضفة الغربية ومخيماتها، هو الأضخم منذ 22 عاماً، وأدى حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس إلى استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة العشرات، إضافة إلى دمار هائل في البنى التحتية، وفي المقابل ردت المقاومة بإطلاق ما وصفته بـمعركة «رعب المخيمات» تصدياً لاقتحامات جيش الاحتلال.

وحسب وكالة «وفا»، فرضت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية حصاراً على مدن جنين وطوباس وطولكرم، كما أعاقت عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول إلى المصابين في الأماكن التي استهدفتها، وجاء تصعيد الاحتلال عدوانه على محافظات الضفة الغربية تنفيذاً لتصريحات وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس بأنه «يجب التعامل مع التهديد في الضفة مثل غزة، وتنفيذ إخلاء للسكان، هذه حرب على كل شيء».

وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت استشهاد 10 فلسطينيين شمال الضفة، 6 منهم في جنين و4 في طوباس، ففي جنين استُشهد ستة فلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح برصاص الاحتلال، الذي فرض حصاراً على المؤسسات الطبية، إذ قطع الطرق على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصر مستشفى الشهيد خليل سليمان ومقري جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض، إضافة إلى فرض حصار وإغلاق مداخل مدينة جنين كلها.

واستُشهد الشابان قسام محمد جبارين (25 عاماً)، وعاصم وليد ضبايا (39 عاماً)، خلال مواجهات عنيفة اندلعت عقب اقتحام الاحتلال مدينة جنين، وتمركزها في محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا، وبالتزامن مع ذلك، استُشهد ثلاثة شبان كانوا داخل مركبة استهدفتها مسيّرة للاحتلال بين قريتي صير ومسلية جنوب جنين، من دون معرفة هوياتهم، كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً بعد دهم منزله وتفتيشه في مدينة جنين، وفرضت حظراً للتجول على الحي الشرقي من مدينة جنين، ومنعت خروج الفلسطينيين من منازلهم.

الوضع في طولكرم لم يكن أفضل، حيث واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مخيم نور شمس شرق المدينة، ألحقت دماراً واسعاً في بنيته التحتية وممتلكات الفلسطينيين، وأخطرت الأهالي بمغادرته خلال أربع ساعات، وأقامت نقطة عسكرية في حارة المسلخ لتفتيشهم قبل المغادرة، كذلك دمرت جرافات الاحتلال خط المياه الرئيس المغذي للمخيم، ما تسبب بانقطاع المياه عنه، ورافق ذلك تجريف واسع ودمار كبير في البنية التحتية لمداخله وشوارعه الرئيسة وممتلكات الفلسطينيين على طول شارع نابلس المحاذي للمخيم.

ودفعت قوات الاحتلال بعشرات الآليات تجاه المخيم، مدعومة بالجرافات الثقيلة، وفرضت طوقاً عسكرياً مشدداً عليه، ونشرت قناصتها على أسطح البنايات المرتفعة المحيطة به، وتمركزت آليات الاحتلال ودورياته الراجلة في مختلف أحياء مخيم نور شمس وتحديداً في جبلي النصر والصالحين، وحارة العيادة، ومختلف مداخله، وقامت باقتحام منازل المواطنين وتفتيشها وأخضعت ساكنيها للتحقيق، إلى جانب مداهمة عدد من المحال والمنشآت التجارية بعد خلع أقفال أبوابها، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.

وفرضت قوات الاحتلال حصاراً على مستشفيي الإسراء التخصصي، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، ومنعت الدخول والخروج منهما، وعرقلت حركة تنقل الطواقم الطبية والإسعاف، ونشرت تلك القوات آلياتها في أحياء مدينة طولكرم بعد اقتحامها الواسع في ساعات الفجر الأولى، ومنها شارعا السكة ونابلس، ومنطقة إسكان أكتابا، والأحياء الغربية والشرقية، حيث منعت حركة تنقل المواطنين وأوقفت عدداً من المركبات خلال سيرها في شوارع المدينة، ودققت في هويات ركابها.

ودمرت جرافات الاحتلال البنية التحتية وشبكة المياه في محيط دوار العليمي «المحاكم»، ودوار اليونس في الحي الشمالي، وشارع السكة المحاذي لمديرية الشرطة، ودوار ضاحية اكتابا وشارع الإسكان في الضاحية، كما أغلقت بعض الاتجاهات بالسواتر الترابية.

الأمر ذاته، أقدمت عليه قوات الاحتلال في طوباس، التي استُشهد فيها الشقيقان الطفلان مراد ومحمد مسعود جعايصة (13 و17 عاماً)، والشابان إبراهيم عبد القادر غنيمي (22 عاماً)، وأحمد صالح نبريصي (23 عاماً) من جراء قصف نفذته طائرة مسيّرة للاحتلال على مخيم الفارعة، جنوب طوباس، فيما أصيب آخرون بجروح.

واقتحمت قوات الاحتلال، منتصف الليلة قبل الماضية، مخيم القارعة بعدد كبير من جنود المشاة، فيما أتبعتها بتعزيزات عسكرية من جهة حاجز الحمرا العسكري، برفقة جرافة، ونشرت القناصة داخل المخيم وفي محيطه، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة، كما داهمت قوات الاحتلال نقطة طبية في مخيم الفارعة جنوب طوباس، واحتجزت العاملين فيها، واعتدت على مدير مركز الإسعاف نضال عودة، وأطلقت النار داخلها.

في رام اللـه أصيب طفل وشابان برصاص الاحتلال الإسرائيلي، ظهر أمس، في بلدتي قراوة بني زيد وعبوين شمال غرب رام الله، واعتُقل 7 فلسطينيين، في حين اقتحمت شرطة الاحتلال بأعداد كبيرة ظهر أمس الأربعاء، مخيم شعفاط، شمال مدينة القدس المحتلة، وأقدمت قوات الاحتلال على إغلاق الحاجز المؤدي إليه، حيث داهمت عدة محال تجارية، وفرضت غرامات مالية باهظة بحق أصحابها، كما اعتدت على عدد من الفلسطينيين.

وفي مواجهة العدوان، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إطلاق عملية «رعب المخيمات»، على المعركة التي يخوضها مقاتلوها تصدياً للتوغّل الإسرائيلي في الضفة الغربية، وقالت «سرايا القدس»، في بيانٍ لها: إن العدو الإسرائيلي ومن خلال عمليته في الضفة يبحث عن صورة (نصر) بعد إخفاقه على مدى 10 أشهر بمواجهة مقاتلي شعبنا في قطاع غزّة والضفة.

وأعلنت سرايا القدس، كتيبة طولكرم عن تمكّن مقاتليها من استهداف مسيّرة «درون» إسرائيلية وإسقاطها في محور المنشية، كما تمكّن مجاهدوها من استهداف نقاط تمركز القنّاصين المتحصّنين داخل أحد المنازل في مخيم نور شمس و«إمطارهم بزخات من الرصاص المباشر»، محقّقين إصابات، كذلك فجّر مقاومو السرايا عبوة ناسفة مُعدّة مسبقاً بجرّافة عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس في محور دوار الشهيد سيف أبو لبدة وتمّ تحقيق إصابة مباشرة.

عبوة ناسفة أخرى فجّرتها سرايا القدس مستهدفةً جرافة عسكرية إسرائيلية في محور الشارع الرئيس (المسلخ) وحقّقت إصابات مباشرة في صفوف طاقمها وأخرجته عن الخدمة، في حين خاضت كتائب شهداء الأقصى في طولكرم اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المقتحمة لمخيم نور شمس من عدة محاور بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجّرة.

وفي طوباس، أكدت سرايا القدس أن مجاهديها يتصدّون لقوات الاحتلال في محاور القتال في مخيم الفارعة، ولاسيما في محور بيروت، في حين أعلنت كتائب شهداء الأقصى في طوباس من جهتها أنها خاضت أيضاً اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في مخيم الفارعة بالأسلحة الرشاشة والعبوات، ولاسيما عند محور حارة المواجهة.

وبالزخم نفسه في طولكرم وطوباس، خاضت المقاومة مواجهات ونفذت عمليات في جنين، وأعلنت سرايا القدس- كتيبة جنين أن مجاهديها خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في محاور القتال في الخط الغربي و«أمطروا القوات والآليات الإسرائيلية بزخات من الرصاص»، محقّقين إصابات مباشرة.

كتائب شهداء الأقصى وكتائب المجاهدين أعلنت، في عدّة بيانات عسكرية، عن تصدّي مجموعاتها في مدينة جنين ومخيمها لقوات الاحتلال بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجّرة، محققةً إصابات مباشرة في صفوف الاحتلال، إضافة إلى تفجير عدد من العبوات المعدة مسبقاً بجنود الاحتلال وآلياته في محور القتال بمدينة جنين ومخيمها، محققة إصابات مباشرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن